Herelllllan
herelllllan2

شمسٌ تشرقُ في عالمِ الخلودِ

زينب الشهاري

كانتِ الدنيا تزفُ للوجودِ يوماً جديداً…. و كانَتْ إشراقُ كعادتِها في انبلاجِ الصبحِ تُعلِّقُ شمساً جديدةً من أملٍ وضَّاءٍ في سماءِ عالمِها الصغيرِ… و تسقي زهورَ بساتينِ أحلامِها فيفوحُ أريجُ التفاؤلِ في زوايا روحِها فتضيفُ للحياةِ حياة…ارتدَتْ ثيابَ المعرفةِ و وظبَت دفاتِرهَا في حقيبةِ المستقبلِ بعنايةٍ و بسمةُ الطفولةِ تزينُ ثغرَها.

الجميلَ…غادرَتْ بعدَ أن ودَّعَت أُمَهَا مثلَ كلِ يومٍ إلى ذاتِ الوجهَةِ و قلبُها الصغيرُ يرنو لضياءِ تلك القناديلِ المرسومةِ بالطبشورِ الأبيضِ….. و روحُها في اشياقٍ لحديثِ معلمتِها و وجوهِ صديقاتِها… لم تأبَه يوماً لأزيزِ الطائراتِ الذي ما انفكَ يترددُ صداهُ في سماءِ مدينتِها منذُ أن كشَّرَ العالمُ عن أنيابِهِ في وجهِ عالَمِها الصغيرِ و لم تُعِر تلك الانفجاراتِ التي لطالما دوَّت و لطالما خطفَتْ أرواحَ أهلِ مدينتِها أيَّ اهتمامٍ وتحدَّتْ بقلمٍ و دفترٍ عشرَ دولٍ ما فتِأتْ ترسلُ الموتَ يومياً مُغلفاً مع كلِ تحياتِ و تبريكاتِ العالمِ لها و لقرنائِها.

حلمٌ و طموحٌ تحمِلُهُ براءةُ الطفولةِ كانَ خطراً يهددُ العالمَ فأرسلَ مسرعاً صاروخاً مُشبَّعاً بظلامِ و قبحِ إنسانِ اليومِ نحوَهُ،،،، ها هُم يمتلؤُونَ زهواً و خُيلَاءَ بعدَ أن حققُووا انتصارَهُمُ العظيمُ بسلبِ حياةٍ طفلةٍ كانتْ روحُها أعظمُ و أقوى من نفوسِهِمُ الهزيلةِ التي استحوذَ عليها الشيطانُ و التي كانتْ سبباً يؤرقُ مضاجِعَهُم و يشبُّ فيهم خوفاً و رعباً فخططُووا و تآمروا لإزهاقِها….

لم يعلَمُوا أنَّ شمسَ إشراقٍ ستظلُ تشعُ ضياءاً في سمانَا و ستظلُ ترسلُ لهيبَها و لظَاها عليهم فتُصلِيهِم صلياً و أن قلمَها سيظلُ سيفاً مغروساً في نحروهِم سيودي الى حتفِهمُ القريبِ…ها أنتي يا إشراقُ تكملين طيبَ ممشاكِ في سلالمِ السماءِ نحو الجنانِ… و ستظلين حكايةَ الأجيالِ عنِ الطفلةِ التي تحدَّتْ إجرامَ العالمِ بقلمٍ و دفترٍ و انتصرَتْ.

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com