Herelllllan
herelllllan2

ماذا فعلت عضاضات داعش في نساء الموصل ؟

يمانيون – متابعات

في رعب شديد قالت “أم عابد”: “حتى الآن أستيقظ من نومي مرتعبة إذا شعرت بخطوات بجوار خيمتي أو اصطدم بها أحد.. أشعر ساعتها أنها إحدى عضاضات داعش قد جاءت إلي لتذبحني”.

كانت “أم عابد” تتحدث من داخل خيمتها في مخيم حسن شام وهو واحد من عشرة مخيمات أقيمت في منطقة الخازر التي تبعد عن الموصل حوالي 30 كيلومتراً وكانت تحتلها داعش قبل أن تحررها قوات البيشمركة بعد معارك ضارية مع التنظيم.

أما “العضاضات” اللاتي تمثل هاجسا لأم عابد ولكثير من الناجيات من داعش فهو تعبير يستخدمه الأهالي للإشارة إلى فرق الشرطة_ النسائية التابعة لداعش التي تجوب الأسواق والبيوت لتتأكد من التزام النساء بالزي الشرعي والسلوك الشرعي.

ويطلق على هذه الفرق أحيانا اسم الحسبة النسائية أو كتائب الخنساء، لكن الاسم الشعبي الذي اشتهرن به هو العضاضات لأن العقوبات التي يطبقنها على المخالفات تتضمن العض حتى انتزاع قطعة من اللحم في الجزء الذي يكون مكشوفا من جسد المرأة إذا لم تلتزم بالزي الشرعي، إضافة إلى عقوبات أخرى مثل الجلد والسجن والغرامات المالية.

وتسبب هؤلاء “العضاضات” قلقا أمنيا متزايدا بعد أن ترددت حكايات داخل المخيم عن اكتشاف واحدة منهن بين النازحات حيث شكت فيها واحدة من الضحايا وظنت أنها تعرفت عليها من صوتها ولكن “العضاضة” تمكنت من الهرب قبل أن يتحول الشك إلى يقين ويتم القبض عليها.

وتعتبر قضية “العضاضات” جزءا من قضية أوسع وهي كيف يمكن التمييز بين السكان المدنيين وبين عناصر داعش كيف يمكن ضمان ألا يتسلل العديد من المقاتلين أو المنتمين للتنظيم مع أفواج النازحين الهاربين من جحيم الموصل في العراق.

لا توجد ضمانات محددة فمع تقدم عمليات القتال في الساحل الغربي من الموصل وتضاعف أعداد النازحين إلى ما يقرب عشرة آلاف يوميا يبقى الهم الأكبر عند السلطات العراقية والمنظمات الإنسانية هي تدبير الترتيبات اللوجستية لإيواء أكثر من نصف مليون نازح وإطعامهم وتأمينهم بينما تتراجع مهمة التأكد من انتماءاتهم أو تصنيف درجة انتمائهم للتنظيم المتطرف.. الجزء الأكبر من هذه العملية تترك للنازحين أنفسهم.

حيث يحاول القائمون على الإغاثة أن يتم تجميع أهالي كل منطقة أو حي أو قرية في مخيم واحد حتى يتعرف الأهالي على بعضهم البعض ويتم الإبلاغ عن الدخلاء أو المشكوك في أمرهم ليتم تدقيق حالاتهم بشكل متعمق.

ومن حين لآخر يقوم بعض النازحين بالتعرف على شخص هنا أو هناك باعتبار أنه كان من مسلحي داعش أو منتسبيها، لكن هذه الطريقة قد تكون صالحة للتعرف على رجال داعش المندسين وسط النازحين.

أما السيدات فمن الصعب جدا التعرف عليهن لأن فرق “عضاضات” داعش يرتدين في العادة زيا أسود يخفي ملامحهن حتى العيون تغطيها طبقة نصف شفافة من النسيج بحيث يصعب التعرف عليهن حتى من قبل ضحاياهن اللاتي تعرضن للعض أو للضرب والتعزير. ولذلك فهن يمتلكن فرصة أكبر من الرجال للتسلل من مناطق القتال والاندساس بين النازحين.

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com