Herelllllan
herelllllan2

.صحيفة عطوان : قلوبنا على اليمن في يوم التحشيد العظيم .. هل يلجأ الرئيس صالح للتهدئة في خِطابه المنتظر؟ وهل يَسحب الحوثيون تهديداتهم؟

يمانيون – راي اليوم

أنظار اليمنيين جميعًا.. ودُول التّحالف العربي بقيادة السعودية التي شنّت الحَرب عليهم، وبعض الشّرفاء العرب، تتّجه كلها إلى العاصمة صنعاء، وميدان السّبعين على وَجه الخصوص، حيث يَستعد حزب المُؤتمر الذي يتزعّمه الرئيس علي عبد الله صالح وأنصاره إلى تنظيم مهرجان جماهيري بمُناسبة ذكرى تأسيسه، أي الحزب، وهو مهرجان يمكن أن يُسجّل الرّقم القياسي من حيث أعداد المُشاركة الشعبيّة.

لا يَختلف إثنان على أن المَهرجان استعراض للقوّة الحزبيّة والشعبيّة، وقُدرة الرئيس علي عبد الله صالح على التحشيد، لإثبات ضخامة حَجم شعبيّته في مُواجهة حَليفه وشريكه في التصدّي للعُدوان، أي حركة “أنصار الله” الحوثيّة، حيث تفاقمت الخِلافات بين الحليفين في الفترة الأخيرة لأسبابٍ مُتعدّدة.

حَركة أنصار الله الحوثيّة تتّهم الرئيس صالح، ودون وجود إثباتات مُوثّقة، بأنه تفاوض سِرًّا على صَفقة تسوية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، تُعيده إلى السلطة في اليمن، مُقابل انشقاقه على الحوثيين، والانخراط في الحَرب ضدّهم، ولكن حزب المُؤتمر ورئيسه ينفيان هذه الصّفقة، ويُؤكّدان أنهما مُنخرطان في الحَرب ضد العُدوان.

حِزب المُؤتمر يتّهم اللّجنة الثوريّة التابعة لأنصار الله، حسب ما جاء على لسان عارف الزوكا، الأمين العام لحزب المُؤتمر، أنها استولت على ثلاثة مليارات دولار، وباتت تُسيطر على كل صغيرةٍ وكبيرةٍ في البلاد، وتهميش “المُؤتمريين” وتَمنع وزرائهم من الدّخول إلى الوزارات التي يَشغلونها في إطار تقاسم السلطات، وتحول دون تعيين قائدٍ للحرس الجمهوري.

في ظِل هذه الاتهامات المُتبادلة وصلت الخلافات إلى ذَروتها، ووصلت درجة الثقة بين الحليفين إلى ما دون الصفر، وبدأ كل طرف يَستعرض قوّته من خلال حشد أنصاره في الميادين العامّة وسط صنعاء لإظهار قوّته وشعبيّته.

الخِلاف وَصل إلى حافّة الانفجار عندما هدّدت اللجنة الشعبيّة المُسلّحة للحوثيين بالانتقام، والثأر من الرئيس صالح لأنه وصف قوّاته بالميليشيات، وطالبته بالاعتذار، أو المُواجهة، وأصدر السيد محمد الحوثي رئيس اللجنة الثورية تعليماته إلى أنصاره بالتحشيد على مداخل صنعاء الأربعة لمَنع أو عَرقلة مهرجان السبعين لحزب المُؤتمر.

السيد ياسر العوضي، أمين عام حزب المؤتمر، قال أمس أن أنصار حزبه جاهزون لكل الخيارات، وتردّدت أنباء أن حزب المُؤتمر حشد أكثر من ثلاثين ألفًا من مُسلّحيه في العاصمة استعدادًا لأي مُواجهةٍ مع “الحليف” الحوثي.

الأجواء مُتوتّرة، ودول التحالف العربي التي تَشن العُدوان على اليمن تُصلّي من أجل صِدامات بين الحوثيين وحَليفهم صالح، تُؤدّي إلى فَرط هذ التّحالف الذي صَمد في وجههم عامين ونصف العام، وأفشل كل مُخطّطاتهم، ولم يتردّد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، من التّعبير عن أُمنياته في تغريدةٍ له على التويتر، في أن يَنفرط عقد هذا التّحالف، وأن لا يَعود حزب المُؤتمر إليه مُطلقًا.

الوساطات مُستمرّةٌ لمَنع حُدوث الصّدام الدّموي المُتوقّع بين الجانبين، ويبدو أنها بدأت تُعطي بعض النتائج الإيجابيّة، فقد دعا السيد محمد الحوثي، رئيس اللجنة الثورية (أعلى سُلطة سياسية قيادية لأنصار الله) جناح الحركة العسكري إلى الترفّع عن الأخذ بحقّها من الرئيس صالح، لأنّه وصف هذه اللّجان بالميليشيات، لأنّه لا يُمكن القُبول بأن تَنزلق البلاد إلى آتون الصّراعات الداخلية، ويَجب التركيز على العُدوان، وأكّد على ضرورة وضع مَصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات والتغاضي عن أي حق، وطالب العُقلاء في المُؤتمر الشعبي العام أن يقوموا بواجبهم في توجيه خطابٍ سلمي وتجنّب الإساءة والتّصعيد.

خِطاب السيد محمد علي الحوثي جاء تصالحيًّا، ويَهدف إلى التهدئة، وهذا عَين العَقل، لأن التّصعيد والانزلاق إلى المُواجهات المُسلّحة، ستُحلق ضررًا كبيرًا في صُفوف الجانبين، وسيَصب في مَصلحة “عاصفة الحزم”، والتّحالف العربي السعودي الذي أطلق غارات طائراتها التدميرية التي ألحقت الخَراب باليمن، وقَتلت أكثر من عشرة آلاف من أبنائه، وجَوّعت أكثر من 17 مليونًا، ولَعبت دورًا كبيرًا في نَشر الأوبئة، والكوليرا خاصّةً.

غارات طائرات “عاصفة الحزم” عشيّة مَسيرات ميدان السبعين، وتحشيدات الحوثيين التي ضربت أهدافًا للحليفين في صنعاء وسنحان، جاءت تُذكّر بحقيقة العُدوان المأساة الذي يَستهدف اليمن حاليًّا، كما تُذكّر الحَليفين المُتصارعين تحشيدًا في الميادين.

نحن في هذه الصّحيفة “رأي اليوم” الذين وَقفنا مُنذ اليوم في خَندق الشعب اليمني في مُواجهة العُدوان، ودون أي تردّد، نتمنّى أن يَسود العَقل، وتنتصر الحِكمة وأهلها على العناصر المُتشدّدة في الجانبين، وبِدء حِوارٍ حقيقيٍّ ومَسؤولٍ لتسوية كل الخِلافات العالقة، لأن البديل هو خسارة الطّرفين واليمن بشكلٍ عام.

نَضع أيدينا على قُلوبنا في هذه الصّحيفة، ونأمل أن يَمر هذا اليوم بسلامٍ ودون أي صِدامات لأن دِماء اليمنيين، كل اليمنيين، عزيزةٌ وغاليةٌ بالنّسبة إلينا، مِثلما نأمل أن يكون خِطاب الرئيس علي عبد الله صالح في هذه المَسيرة التاريخيّة مَسؤولاً يُهدّىء ولا يُصعّد، يُوفّق ولا يُفرّق، والشيء نَفسه يُقال أيضًا لأنصار الله، الاحتقان تضخّم في الأيّام الأخيرة، وبات الانفجار يَنتظر الشّرارة.

حَما الله اليمن وأهله الطيّبين الأُصلاء من شُرور الفتنة وأصحابها، وما أكثرهم هذهِ الأيّام.

“رأي اليوم”

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com