أصابع باليستية
#رند_الأديمي
لم يَـــعد ذلكَ المُــشِرف مُــرابطاً في جـــبهة المـَخا لقد كان يَجوبَ النِقاط ليَطمأن على المـــُرابطين فيـها فيمدهم بالماءِ البارد والزاد والنكتةُ مَعاً
ثم يأخذ سلاحه الشــخصي ليـــَستــعد لأيِ هُجومً قادمٌ من شمالِ المَنطِقة
تفاجأت برسالةٌ مِنهُ لي عبرَ الفيَسبوك بإنــه قد جـُرح فأصبح شِبه عاجز بسبب غارةٌ إستــهدفتُه شَخـــــــصياً!
ولكن
وفي لكن تَكمنُ كلَ القِصة
تفاجأت مرة أخرى أنه أصبح مشرفاً على جبهة أخرى وهو لا يتحرك فيــه الا إصبَعاً صغيراً
وقلباً حجمه وطن
كانت تلك الجبهة لاتقل شأنا عن جبهة المخا تلك الجبهة الأشد إستعاراً
وهي جبهةُ الفيــــس والواتــــس !
لازالت اصابعه تتحرك وببطىء فتجده مرابطاً خلف الخبر …خبر الجبهة و الغارات ورصد الضَحايا
وفي أخباره وجدت الصمود والألم ولم أجده يهبط ولو يوماً للكتابه عن أي أحد
أو أي قضية ثانــوية
رُبــما يـَـحتاجُ كل مُـفسبك الى درسـاً تُعلِمهُ إياه الجبهة
درسـاً يَقـتضي أنَ الأوطـان لا تُبنـــىَ من الأصــابع النــاعِمة والهُمــــوم المـــخملية
بقدر ما تـــــَصنَعُها أصـابعٌ باليستيـةٌ وعـرقاً ممــزوجً بــالألم