Herelllllan
herelllllan2

معركة الساحل … تصحيح مسار وتحرير وطن !

يمانيون – متابعات
عبر تاريخ الغزاة والمحتلين لليمن وإلى عدوان اليوم تكون الجزر والسواحل والموانئ اليمنية أول أراضي يحتلونها وأخر مناطق يخرجون منها لأدراكهم لأهمية تلك المناطق استراتيجيا وعسكريا واقتصاديا .

وباحتلالهم للسواحل يمارسون في نفس الوقت التوسع تدريجيا نحو الداخل في سياسة تشبه في توسعها نقطة الزيت والتي تمكنهم من ضم أراضي يمنية على مراحل متتابعة بعد أن عجزوا عن تحقيق ذلك عسكريا مستغلين كل الظروف لصالحهم .

-نقاط الضعف

أن تاريخ العلاقات السياسية والدولية قد شهد كثيرا من المحاولات التي تقوم بها الدول القوية للتوسع بما يتفق مع اهدافها التوسعية والهيمنة في محيطها الإقليمي بل وفي العالم وغالبا ما كانت الدول الصغيرة والضعيفة ضحية هذا التوسع الذي تلجأ إليه الدول الكبرى للحفاظ على مصالحها .

تاريخيا فأن الاحتلال الحبشي الأول لليمن بمساندة الإمبراطورية البيزنطية سنة 340م قد تم عن طريق التمركز في السواحل اليمنية المقابلة للشاطئ الإفريقي بهدف السيطرة على الطريق التجاري البحري الذي يربط الهند بالبحر المتوسط عبر البحر الأحمر وهو نفس الطريق الذي سلكه الاستعمار البرتغالي لليمن في بداية القرن السادس عشر الميلادي فقد تمكن المستعر البرتغالي من السيطرة على البوابات البحرية الثلاث الموصلة للمحيط الهندي وهي مضايق هرمز وباب المندب وملقا و احتلال جزيرة سقطرى سنة 1507م لأهميتها ولتحقيق اهدافهم كونها تتوسط المسافة بين مدخلي البحر الأحمر والخليج العربي .

وبذريعة محاربة البرتغاليين قام المماليك الذين كانوا طامعين في السيطرة على الموانئ اليمنية وجعل البحر الأحمر بأكمله تحت سيادتهم عن طريق السيطرة على باب المندب والتحكم في الملاحة عبر البحر الأحمر بعد أن تعرفوا على مواطن الضعف والخلل فيها ونفذوا من خلالها عندما تحركت قواتهم بقيادة حسين الكردي سنة 1515 م من ميناء جدة للتمركز في جزيرة كمران الاستراتيجية والانطلاق منها نحو الداخل فاحتلوا اللحية وميناء الحديدة وزبيد وتعز وعدن ومن ثم التوغل نحو الداخل واحتلال العاصمة صنعاء وتدميرها ونهبها وقتل اهلها سنة 1517م مستغلين الصراعات الداخلية والاقتتال بين القوى اليمنية المحلية .

وهنا تبرز أهمية التركيز على الجزر اليمنية والحفاظ على التواجد البشري فيها في كل وقت وحيت وبأشكال مختلفة لأسباب استراتيجية واقتصادية وأمنية .

كذلك استغلال القوات الغازية لضعف الاندماج الوطني والتكامل السياسي لمكونات الدولة اليمنية آنذاك فالتمرد والتململ المستمر لقبائل تهامة على الدولة المركزية اليمنية آنذاك مثل نقطة اختراق مثالية للمماليك بل أن ما يثير الألم أن شيخ اللحية (أبا بكر الزيلعي) قام بتقديم المساندة القوات الغازية المماليك في احتلال مدينته وهو ما يقدم لنا نموذجا واضحا في أن ضعف الشعور بالولاء الوطني والبعد عن المشاركة السياسية عادة ما يصيب الجسد السياسي للدولة بالوهن والاهتراء من الداخل وهو ما يكون مقدمة لإغراء الغزاة والمحتلين القوات المعادية بالتدخل .

وإن الاحتلال العثماني الاول لليمن 1538سنة م بدأ بالسيطرة على عدن وزبيد فقد استخدم المدخل الساحلي وهو نفس الطريق الذي استخدموا خلال احتلالهم الثاني لليمن بدأ بالسواحل عام 1849م ثم انتهاء باحتلال صنعاء وسقوطها سنة 1872م .

نقطة الزيت

فالاستعمار البريطاني سنة 1939م قد بدأ بواسطة الأسطول البحري البريطاني الذي احتل ميناء عدن ومن ثم بدأ توسعه نحو الداخل في سياسة تشبه في توسعها نقطة الزيت حتى تمكن من ضم أراضي شاسعة في نطاق سياسة تضم الأراضي اليمنية على مراحل متتابعة فيما بعد في اطار عدن والمحميات كسياسة لتقسيم اليمن وتجزئته ووصوله إلى حضرموت عبر سلسلة من المعاهدات والاتفاقيات والتي خدمت سياسته الاستعمارية التوسعية بعد أن عجز عسكريا من التوغل نحو الداخل مستغلا الصراعات القبلية وتأجيجها وانشاء فصائل وتشكيلات عسكرية لكل منطقة من مناطق جنوب اليمن المحتل آنذاك .

مغول نجد

ومع ظهور الحركة الوهابية ببعدها الديني – السياسي منتصف القرن الثامن عشر بمنطقة نجد والتي اخذت طابع عدواني اجرامي توسعي اشبه بالمغول رافقهم القتل وسفك الدماء واستباحه وحرق وتدمير كل شيء كسياسة الارض المحروقة مما اشاعوا في نفوس سكان الجزيرة العربية عامة واليمن خاصة الرعب والهلع لوحشية جرائمهم واستباحتهم للدماء والاعراض وتدمير كل شيء وقتل الاطفال والنساء والكهول قبل من يقاومهم وتدمير مدن وقري بأكملها فقد كانوا اشبه بالمغول بعد أن احتلوا عُمان ووصلوا لأطراف العراق وسواحل الخليج العربي ومارسوا القرصنة البحرية .

وفيما يخص اليمن وخلال دولتهم السعودية الأولى (1746- 1818م ) وبالذات المناطق اليمنية الساحلية فقد سقطت مدينة الحديدة عدة مرات في أيديهم والساحل بأكمله وتمددوا نحو عدن وجزيرة سقطرى محاولين السيطرة عليهما لأهميتهما الاستراتيجية ومن ثم محاولين احتلال حضرموت.

وحوصرت صنعاء سنة 1808م كنتيجة لاحتلالهم للسواحل ومارسوا دعاية نشطة لأفكارهم داخل اليمن من خلال إرسال الإخوان سنويا إلى مختلف المدن اليمنية .

ومع قيام دولتهم السعودية الثالثة 1932م انتهجت سياستها العدوانية تجاه اليمن وإلى اليوم الطامعة في اراضيها وبالذات السواحل والموانئ .

وفيما يخص حرب 1934م فقد كان الاختراق المعادي للتراب اليمني قد تم من المناطق المحاذية للساحل فقد احتلت تلك القوات حرض وميدي والحديدة بينما لم يقع هذا التقدم في الجهة الجبلية بل بالعكس فإن القوات اليمنية واصلت تقدمها في سلسلة جبال السراة في إقليم عسير المحتل .

أدوات المحتلين

كانت اليمن قديما وما تزال ميدان صراع قوى كبرى محاولين السيطرة على ممراتها المائية وسواحلها وموانئها مستغلين عدم امتلاك اليمن لأسطول وقوى بحرية قادرة على حماية مياهها الاقليمية وجزرها فمنذ صراع الامبراطورية البيزنطية والفارسية بالتاريخ القديم والذي نجده اليوم يعود وان اختلفت القوى وادواتها لكن الضحية واحدة لم تتغير .

فنتيجة لما كان يمر به الروم البيزنطيين من موقف حرج نتيجة سيطرة الفرس على الطريق التجاري لقوافل الحرير فقد قادتهم افكارهم نحو طريق اخر عبر المحيط الهندي والبحر العربي وكان البيزنطيين ينظرون بعين التوجس والريبة للنشاط الفارسي في اليمن اذا انه في حالة التقارب تلك فان الطرق التجارية عبر الخليج العربي والبحر الاحمر ستقع في يد النفوذ الساساني وحين ذلك فان البيزنطيين سيتعرضون لحصار اقتصادي فائق ويحرمون من تجارة الشرق .

لذلك تحين الروم الفرصة ولعبوا الدور الاساسي في تحريض الحبشة لغزو اليمن مرة اخرى وفرض سيطرتها على السواحل اليمنية وموانئها الهامة ففرض الاحباش لسيادتهم على السواحل اليمنية هو فرض سياسة روما نفسها لأنها مرتبطة معها سياسيا ودينيا فعمل البيزنطيين على امداد الحبشة بأسطول من السفن لحمل الجيش الحبشي إلى السواحل اليمنية وهكذا تمكنوا من احتلال اليمن وتحقيق مالم تتمكن حملة (اليوس جاليوس) سنة 24 ق. م من تحقيقه .

مواقع استراتيجية

نزلت القوات الرومية – الحبشية في ميناء المخا على البحر الأحمر سنة 522م بقياده ملك الحبشة (كالب ) ولقيت الحملة الدعم من النصارى الموجود باليمن بعد ان نكل بهم الملك الحميري ذو نواس بسبب ولائهم للحبشة وبيزنطة ولم يكن الدافع لغزو الاحباش لليمن دافع دينيا بقدر ما كان الدافع والمحرك الرئيسي له هو السيطرة على اليمن ونهب خيراته وثرواته والسيطرة على طرقه التجارية ودافع استراتيجي ولاسيما ان اليمن ذات الموقع الاستراتيجي الهام وسيطرتها على اهم مفاصل التجارة العالمية اذا تشكل حلقة وصل بين الهند والحبشة وشرق افريقيا من ناحية وشمال افريقيا وجنوب اوروبا من ناحية اخرى .

فالروم البيزنطيين يدركون الاهمية الاستراتيجية لعدن ومضيق باب المندب فان السيطرة على هذين الموقعين معناه السيطرة على ممرين مهمين البحر الاحمر والمحيط الهندي .

مطامع متعددة

وبعد أن نزلت القوات المتحالفة في ميناء المخا وساندتها القبائل التهامية والنصرانية وقدمت لها يد المساعدة ثم انطلقت تلك القوات الغازية نحو ظفار عاصمة اليمن الموحد آنذاك اما ملك الحبشة الذي اعتبر ان الفرصة قد واتت لتوسيع مملكة اكسوم الحبشية وان تصبح امبراطورية مترامية الاطراف تضم بين جنباتها اليمن ايضا – ما اشبه عدوان اليوم ومطامع السعودية ودويلة الامارات ادوات المشروع الامريكي باليمن بأهداف ومطامع الحبشة – في حين راي الامبراطور البيزنيطي (جستينيان ) ان يكون جبهة سياسية تضم بيزنطة والحبشة واليمن ضد اعدائه التقليديين الساسانيين ولا سيما وان اليمن ذات الموقع الاستراتيجي الهام وسيطرتها على أهم مفاصل التجارة العالمية .

فقد بقي ملك الحبشة في اليمن ما يقارب سبعة اشهر نظم امور النصارى في ظفار وبنى عدد من الكنائس ورمم ما كان قد تهدم منها وفرض الاتاوة على اليمنيين وشجع النصارى على ممارسة حرياتهم الدينية وترك حامية حبشية في ظفار وعاد إلى الحبشة بعد ان اقتاد عدد من الاسرى اليمنيين المناوئين للاحتلال الحبشي لليمن ان ما قام به ملك الحبشة تجاه نصاري اليمن من اجراءات دينية وبناء كنائس واصلاح ما تضر منها واطلاق ايديهم في ممارسة طقوسهم الدينية لم تكن لأسباب دينية بحته وانما كان السبب الرئيسي من ورائها هو كسب اولئك النصارى ليكونوا عونا وعيونا للجيش الحبشي ضد ابناء جلدتهم اليمنيين .

تصحيح المسار

فما كان من الملك الحميري (ذو نواس ) بعد ان سقطت ظفار العاصمة بيد الغزاة الا أن انطلق نحو الجبال ليستنفر باقي القبائل اليمنية ويستعيد قوته – كسياسة بيع الارض لكسب الوقت- فاقدم ذو نواس على مهاجمة الحامية الحبشية في ظفار واستطاع التغلب عليهم واحراق الكنيسة في ظفار وليس ما فعله الملك ذو نواس انتقاما من الديانة النصرانية كدين ولكنه اراد الانتقام من الاحباش وحلفائهم البيزنطيين الذين استغلوا الدين كغطاء ومبرر لاحتلال اليمن ونهب ثرواته .

وبعد أن اكمل ذو نواس اعماله التحريرية لعاصمة ظفار من المحتلين الاحباش اتجه للمناطق الساحلية التي كانت قد قدمت يد المساعدة للقوات الغازية البيزنطية – الاحباش المتحالفة للانتقام منهم على ما اقترفت ايديهم من خيانة لوطنهم وتمكن من فرض سيطرته على تلك المناطق بما فيها ميناء المخا وقطع الامدادات عن الاحباش التي كانت الحبشة ترسلها لمساندة اعوانها وحامياتها في اليمن عن طريق البحر .

معركة الساحل

وتمكن الملك الحميري ذو نواس بعد توحيد اغلب اليمنيين والقبائل لطرد المحتلين من السيطرة على المراكز الساحلية الأخرى للحيلولة دون انزال قوات حبشية جديدة وبهذا فأنه احكم قبضته على كامل السواحل الغربية لليمن وتكبد المحتل الحبشي خسائر فادحة من القتلي والاسرى وحواذ على غنائم , كما انه عمل على تحصين مضيق باب المندب اذا انشأ (سلسلة المندب) وهي عبارة عن سلسلة من المواقع الحصينة لحماية الساحل من هجمات الاحباش واعوانهم . واتبع الملك الحميري ذو نواس خطة تقضي بأرسال جزء من قواته نحو الشمال بقياده ( شرحئيل ) حتي يراقب تحركات المسيحيين في نجران والذين خانوا وطنهم وخوفا من هجوم بيزنطي – حبشي من الخلف معتبرا أن قيام معارك في الداخل هي بمثابة استنزاف لقواته وقدراته وامكانياته عن هدفه في تحرير الساحل مهدف استراتيجي له .

اما هو فقد بقي مع الجزء الأخر من قواته لحراسة الساحل خشية من نزول قوات جديدة من الاحباش- لا دراكه نقطة ضعف بلاده من البحر ومازالت هذه نقطة الاختراق للأمن القومي وللسيادة الوطنية من قبل الغزاة والمحتلين على مر التاريخ وإلى اليوم عبر عر البحر والتمركز في الجزر والسواحل والموانئ الهامة .

تحرير وطن

وصلت انباء هزيمة الاحباش في اليمن إلى الامبراطورية البيزنطية وما حققه ذو نواس من انتصارات على جيش حلفائه الاحباش وتحرير اليمن الامر الذي دفعهم لتجهيز حملة عسكرية برية تنطلق من مصر نحو الاراضي اليمنية الا أن وعورة الطريق وبعد المسافة حالت دون ذلك فكان الاتفاق مع حلفائه الاحباش على تجهيز حملة بحرية وغزو اليمن من اضعف نقطة فيها فانطلقت الحملة بسفن بيزنطية وجيش حبشي بقيادة (ارياط ) سنة 525م ولم تكن الحبشة لتستطيع القيام بذلك الهجوم لولا انخراطها بالمشروع الاستعماري البيزنطي لاحتلال اليمن وسواحلها .

فهذا اشبه اليوم بالانخراط السعودي – الاماراتي بالمشروع الامريكي – الغربي باحتلال اليمن لعلهم يحققوا اهافهم باليمن متناسين النهاية المأساوية للشريف حسين بن على حينما انخرط بالمشروع الانجلو – فرنسي بالحرب العالمية الأولى (1914- 1918م ) .

انعدام القوة البحرية

وما أن وصلت القوات المشتركة لتحالف العدوان البيزنطي – الحبشي إلى ساحل ميناء المخا سنة 525م حتى دارت معركة كبيرة غير متكافئة انتصرت فيها قوات الاحباش على قوات الملك الحميري وتمكن الاحباش من السيطرة على اليمن والذي طالما حلمت روما بالسيطرة عليه وعلى خيراته وطرقه التجارية والبحرية وموقعه الاستراتيجي بسقوط اخر ممالكه الدولة الحميرية (115 ق. م – 525م ) ويرجع سبب عدم قدرة القوات اليمنية مواجهة الأسطول البيزنطي – الحبشي هو عدم تكافؤ القوتين اذ لم تكن اليمن تمتلك اسطولا حربيا يستطيع مواجهة القوات الغازية والتصدي لهم قبل ان تطأ أقدامهم البر اليمني فضلا عن الصراعات الداخلية والخيانات من اطراف محلية وقريبة من الملك ذو نواس ووجود بعض القبائل اليمنية التي تنصرت واتخذت جانب بيزنطي والحبشة على حساب الانتماء للرض والوطن وقدمت للمختلين كل الدعم حينما وطأة أقدامهم الارض اليمنية .

كذلك يوجد سبب خارجي كان له الاثر في ذلك وهو تخلى الامبراطورية الفارسية ودولة المناذرة عن مساندة اليمن بعد مؤتمر الرملة سنة 524م بينهم والبيزنطيين لتقاسم مناطق طرق التجارة البحرية والبرية واطلاق يد بيزنطة في اليمن عبر طريق حلفائهم الاحباش كل تلك الاسباب ساعدت على ان تسقط اليمن فريسة للأطماع الاجنبية وضحيه لصراع القوى الاستعمارية آنذاك مما ادي إلى تجزئه اليمن الموحد وتقسيمه ونهب ثرواته واسقاط دولته المركزية الواحدة المتمثلة بآخر الدول اليمنية القديمة الدولة الحميرية .

شواهد وحقائق التاريخ

ومازالت اليمن تعاني مطامع القوى الكبرى للسيطرة على سواحلها وموانئها مما يعرض اليمن للاحتلال وجعل المناطق اليمنية الداخلية تحت رحمتهم ومن ثم توسعهم نحو الداخل كسياسة استعمارية لمختلف القوى على مر التاريخ وهذا مالم يدركه اليمنيون ان بقاء المحتلين بالسواحل اليمنية تهديد متواصل ومباشر ليمن ارضا وإنسانا فما يعجز عنه الغازي عسكريا يلجئ اليه عبر وسائل مختلفة لتحقيق اهدافه ومطامعه وللتاريخ شواهد وحقائق تؤكد ذلك ! .

26 سبتمبر نت / علي الشراعي

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com