Herelllllan
herelllllan2

النص الكامل لمقابلة رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام بخصوص الاتفاق مع أمريكا

يمانيون../
أكد رئيس الوفد الوطني المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام أن الموقف اليمني المساند لغزة لم ولن يتغير أبداً، بل سيتطور بشكل أفضل بعد التخلي الأمريكي عن إسناد كيان العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر.

وأشار عبد السلام في حديثه لقناة “المسيرة” إلى طبيعة الاتفاق الموقع بين الجمهورية اليمنية والولايات المتحدة الأمريكية بوساطة عمانية، موضحاً أن الاتفاق من حيث التوقيت له أسابيع وليس جديداً، وإنما وصل إلى ما وصل إليه في اللحظات الأخيرة، مؤكداً أن اليمن لم تتقدم بطلب للأمريكي على الإطلاق، وإنما “تلقينا الطلبات والرسائل عبر الأشقاء في سلطنة عمان”.

ولفت إلى “أننا لا نزال نقيم هذا الموقف الأمريكي حتى لا تكون الوقائع على الأرض تخالف التصريحات”، مؤكداً أنه إذا لم يلتزم الأمريكي بما تم الاتفاق عليه بأي شكل من الأشكال، فإن الرد حاصل، وأنه إذا عاد العدوان علينا من أي طرف كان بأي شكل من الأشكال، فإن من حق اليمن الطبيعي، وفقاً للمبدأ الديني والأخلاقي والإنساني، الرد على هذا العدوان من أي جهة كانت.

واعتبر أن هذا الاتفاق نجاح يضاف إلى رصيد اليمن، كونه يعزز من حالة أن تبقى “إسرائيل” الكيان الغاصب في موقف منفرد، لتواجه الموقف الشعبي والعسكري الكبير الذي يقوده اليمن اليوم على كاهله، معبراً عن الأمة العربية والإسلامية في هذا الموقف اليتيم للدفاع عن هذه المظلومية التي لا يختلف عليها كل عاقل.

وحذر عبد السلام من التورط في الاعتداء على اليمن، قائلاً :” “من تورط في اعتدائه على اليمن سيتحمل نفس التبعات ونفس الخسائر التي مُني بها الأمريكي في اعتدائه الظالم والغاشم على بلدنا”.

وبخصوص موقف العدو الإسرائيلي من الاتفاق أكد عبد السلام أن العدو الصهيوني أصيب بخيبة أمل كبيرة من الموقف، وأن الأمريكي حاول أن ينجو بجلده، وأن يبتعد عن الغرق في جبال اليمن.

وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي وجرائمه بحق المنشآت المدنية في بلادنا، فأوضح عبد السلام أن العدو يريد الاستعراض من خلال اشعال الحرائق، لكنه استعراض لا يسمن ولا يغني من جوع.

ولأهمية المقابلة يعيد موقع “المسيرة نت” نشرها نصاً:

المذيع: للوقوف أمام ما يتعلق ببيان الخارجية العمانية، أذهب مباشرة إلى الناطق الرسمي لأنصار الله، رئيس الوفد الوطني المفاوض، الأستاذ محمد عبد السلام، للتعليق على مضامين هذا البيان. أستاذ محمد مساء الخير عليك وأهلاً وسهلاً.

محمد عبد السلام: أهلاً وسهلاً وحياكم الله.

المذيع: حياكم الله أستاذ محمد.. سمعنا، بل وشهدنا وشاهد العالم بياناً من الخارجية العمانية عن اتفاق حصل بين الجمهورية اليمنية من جهة، وبين الولايات المتحدة الأمريكية من الجانب الآخر. ضعونا، كممثلين للجمهورية اليمنية، مَّا الذي جرى؟

محمد عبد السلام: بسم الله الرحمن الرحيم. كما يعلم الجميع، اليمن منذ أن أخذ على عاتقه مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم، وفي الجولة الثانية، بعد منتصف شهر رمضان المبارك، عندما أعلن السيد القائد دخول مرحلة الإسناد، بدءاً بمحاصرة السفن الإسرائيلية من المرور بالبحر الأحمر، ثم بعد ذلك، جاء العدوان الأمريكي، وتطورت الأحداث أيضاً في غزة.

في هذه الجولة، كان الأمريكي يرسل رسائل عبر الإخوة الأشقاء في سلطنة عمان، يطلب، أو يعتقد أنه بحملته العسكرية بالإمكان أن يحقق أهدافه من وقف العدوان، أو أن نقبل باستهداف غزة وفلسطين، وأن نتراجع عن إسنادنا لهذا الموقف، وكان رأينا وموقفنا واضحاً وصريحاً أن عمليات اليمن لا يمكن أن تتوقف، وهناك ظلم كبير وفادح بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، وحصار في إدخال المواد والغذاء إلى قطاع غزة.

توقفت النقاشات بعد ذلك، وكرر الأمريكي مطالبته عبر الإخوة في عمان، تارة بعد تارة، وصولاً إلى نقاط، و لم نتزحزح عن موقفنا قيد أنملة، كما هو واضح في موقفنا الآن، ثم بعد ذلك، وصلت الجهود التي بذلها وزير الخارجية العماني مع الأمريكيين إلى أن تقبلوا الموقف اليمني باستمرار المساندة للشعب الفلسطيني، وموقفنا كان من البداية للأمريكيين، عبر ما أعلن عنه السيد مراراً، وما أخطرناهم به في مواقف كثيرة، أن الأمريكي حشر نفسه لإسناد الإسرائيلي في الاعتداء على اليمن، وأن موقفنا سيكون الرد عليه وعلى سفنه وبوارجه بحكم أنه هو من بادر بالاعتداء، فإذا توقف عن عدوانه هذا، فذلك شأنه، ونحن سنتوقف عن الرد عليه.

أما ما يتعلق بموقفنا المساند للقضية الفلسطينية، فلم يتغير، ولن يتغير بإذن الله، إلا بتحقيق الأهداف العادلة والصريحة والواضحة.

لقد جاء الموقف العماني تتويجاً لصلابة الموقف اليمني، وفشلاً صريحاً وذريعاً للعدوان الأمريكي الغاشم على بلدنا، واعترافاً وقبولاً بموقف اليمن المساند لفلسطين الذي هو مستمر، ونتيجةً أيضاً لفشل الضربات الإجرامية على بلدنا، والتي كان من نتائجها الفشل الذريع الذي تحدث عنه الكثير من المتابعين، بما فيهم الأمريكان أنفسهم.

ولذلك، فهذا الموقف الذي يتجلى اليوم هو موقف يعبر عن صلابة الموقف اليمني، وجاء طلباً أمريكياً عبر الإخوة في عمان، ونحن موقفنا من اليوم الأول أن يتوقفوا عن هذا العدوان، ولا علاقة لهم بموقفنا المساند للقضية الفلسطينية، لا من قريب ولا من بعيد.

المذيع: أستاذ محمد، بخصوص من الذي طلب وقف إطلاق النار؟ هل هو اليمن أم الجانب الآخر، وهي الولايات المتحدة الأمريكية؟ نحن أمام سردية من قبل، ترامب، ذكر فيها بأن من وصفهم “بالحوثيين” قالوا له: “رجاءً توقفوا عن قصفنا، وسنتوقف عن قصف سفنكم”. فما ردكم على هذه السردية؟

محمد عبد السلام: أعتقد أن الجميع يعرف، شخصية ترامب، الذي يقول الشيء ونقيضه في الوقت ذاته، فهو يقول: اتفقنا، ثم يقول لم نتفق، وهو يريد أن يقدم هذا، ضمن أجندة بروباغندا إعلامية، على أن هذا جاء نتيجة طلب مقدم من طرفنا.

نحن لم نقدم أي طلب للأمريكي على الإطلاق، وإنما نحن من تلقينا الطلبات والرسائل عبر الأشقاء في سلطنة عمان ومثل هذا الطرح يرد عليه ذلك الشغف الذي أعلن عنه ترامب أيام الحملة الأولى على اليمن، ومن تراجع عن هذا هو الموقف الأمريكي، أما نحن، فموقفنا لم يتغير، موقفنا واضح وثابت، وهو إسناد الشعب الفلسطيني، والرد على العدوان، ومن توقف عن الاعتداء علينا توقفنا، ولذلك هذا كلام غير صحيح، وهي محاولة للتغطية على العجز والفشل، بأنه لم يستطع أن يفرض وقف العمليات اليمنية ضد “إسرائيل”، لا في البحر الأحمر، ولا حتى على استهداف الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.

المذيع: من واقع ما طرحتموه وأكدتم عليه، أستاذ محمد: هل نستطيع القول بأن ما يتعلق بعمليات الإسناد لغزة لن يتأثر بصورة أو بأخرى إلا بتحقيق الأهداف المرسومة والمعلنة؟
محمد عبد السلام: نحن نعتقد أن الإسناد لغزة بالعكس، سيتطور الآن بشكل أفضل، لأن العدوان الأمريكي جاء محاولة لإفشال هذا الإسناد.

وأما الموقف فلم يتغير ولم يشر إليه أي طرف، ولا علاقة لهذا الاتفاق أو هذا التفاهم المبدئي مع الأمريكيين بالموقف من “إسرائيل” على الإطلاق.

موقفنا ثابت في إسناد الشعب الفلسطيني باستهداف الكيان الإسرائيلي المجرم، وكذلك بالعمليات التي تستهدف السفن الإسرائيلية، كما أعلن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في اليوم الأول لهذا الموقف فيما يخص البحر الأحمر، فموقفنا لم يتغير ولن يتغير بإذن الله، ولا علاقة لهذا الموقف على الإطلاق بالقضية الفلسطينية.

ونعتقد أن مثل هذا الموقف هو من يفصل الموقف الأمريكي عن “إسرائيل”، وهو نجاح، مهم يعزز من حالة أن تبقى إسرائيل، الكيان الغاصب، في موقف، منفرد، لتواجه الموقف الشعبي والعسكري الكبير الذي يقوده اليمن اليوم على كاهله، معبراً عن الأمة العربية والإسلامية في هذا الموقف اليتيم للدفاع عن هذه المظلومية التي لا يختلف عليها كل عاقل.

المذيع: نعم. أستاذ محمد، البعض يسأل عن أسباب استباق الرئيس الأمريكي ترامب بالإعلان عما يتعلق بمضامين الاتفاق، حتى قبل الخارجية العمانية، التي هي المشرفة على الاتفاق.

محمد عبد السلام: أولاً، من حيث التوقيت، أنا أؤكد لك أن هذا الحوار مع الإخوة في عمان له أسابيع وليس جديداً، وإنما وصل إلى ما وصل إليه في اللحظات الأخيرة، هذا أولاً.

أما بالنسبة للموقف الذي أصدره ترامب، فهو يعبر عن موقفه، وهو يحاول القفز على هذا المعطى، لأنه يدرك أن هذا الموقف هو تراجع عما أعلنه هو، سواء من تدمير اليمن، أو القضاء على من سماهم “بالحوثيين”، أو على من كان يقول إنه لن يتوقف إلا بعد أن يقضي على الجميع، وأن ينهي القدرات، وألا تكون هناك أي عمليات في البحر الأحمر، كل هذا لم يتحقق، ولذلك هو يحاول أن يستبق برواية، يستبق فيها حتى الوسيط العماني الذي لم يأتِ بمثل هذه الرواية.

ونحن متعودون من السياسة الأمريكية التي تختلق مثل هذه الأكاذيب، وهذا شيء مؤسف، أن يحصل مثل هذا الطرح.

وفي كل الأحوال، نحن على إدراك تام، والجميع يعرف هذا التناقض والتغير الذي يأتي من الإدارة الأمريكية، وعدم الاعتماد على الحقائق، ولكن الحقيقة نقولها ويقولها الوسيط العماني في بيانه الواضح الذي يتحدث عن هذا الاتفاق لوقف إطلاق النار ما بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية، وأنهم سيتوقفون عن الاعتداء علينا، ونحن سنتوقف عن الرد على عدوانهم،

وما زلنا نقيم أيضاً، للأهمية، هذا الموقف، حتى لا تكون الوقائع على الأرض تخالف التصريحات، فإذا لم يلتزم الأمريكي بما تم الاتفاق عليه بأي شكل من الأشكال، فإن الرد حاصل، وإن عدتم عدنا، وموقفنا واضح وصريح، ولا لبس فيه، وهو مرتبط بإسناد الشعب الفلسطيني، المسار الاستراتيجي والاتجاه الذي تتجه فيه البوصلة. والأمريكي حاول أن يعيد الكرة كما حاول سابقاً في الفترات السابقة، ومعه بعض الأطراف الأوروبية، وفشلوا بحمد الله تعالى.

المذيع: بالنسبة للضمانات للتنفيذ، لتحويل ما يقال إلى أفعال عملية في الواقع الملموس: هل من ضمانات معينة يا أستاذ محمد؟ أم أن الأمور تتعلق بما أسلفت؟ يعني عودة إلى المواجهة، وإن عدتم عدنا؟

محمد عبد السلام: الضمانات الحقيقية هي في الحضور، الواقع الكبير على الأرض، هي في الموقف المساند للقضية الفلسطينية، فالضمانات هي تلك التجربة السوداء التي فشلت فيها أمريكا في عدوانها على اليمن. الضمانات هي بيقظة الجميع في مواجهة أية محاولة لخرق مثل هذا الاتفاق.

الضمانات هي ما نقوم به نحن على أرض الواقع، من تمسك بالمبدأ، ومن مصداقية في طرحنا مع حلفائنا وأصدقائنا، ومع شعبنا، ومع القضية الفلسطينية، فموقفنا كان واضحاً منذ البداية بالنسبة للإسناد، وموقفنا واضح بالنسبة للعدوان الأمريكي علينا، وموقفنا اليوم واضح: إذا عاد العدوان علينا من أي طرف كان بأي شكل من الأشكال، فإن من حق اليمن الطبيعي وفقاً للمبدأ الديني والأخلاقي والإنساني، الرد على هذا العدوان من أية جهة كانت، ولهذا نعتقد أن الضمانة الحقيقية هي في الموقف الواضح والصريح الذي تمسكنا به وتمسك به شعبنا اليمني، الذي يخرج أسبوعياً في مظاهرات لا نظير لها على الساحة العالمية، في إسناد القضية الفلسطينية، إيماناً حقيقياً بما يقدمه حتى من تضحيات في سبيل هذا الموقف المشرف والعادل.

المذيع: أستاذ محمد، بالنسبة للبريطاني: هل له من موقع، وإن قريب، ومهيأ لاتفاق يعني سيتبع؟ أم أنه تدارك الورطة التي وقع فيها، وتخلى عما كان قد أعلنه قبل حلول أي اتفاق، حتى هذا الاتفاق المتعلق بواقع ما حصل برعاية عمانية؟

محمد عبد السلام: نحن نعتقد أن الموقف الأمريكي هو من يقود هذه المواقف الأخرى، والاتفاق جاء مع الذي اعتدى علينا، والذي تبنى هذا الاعتداء بشكل صريح، وهو الموقف الأمريكي، ولهذا، أي اعتداء من أي طرف، بإذن الله تعالى، نحن قادرون على الرد عليه، كما قمنا بالرد على أي اعتداء يأتي من أي طرف آخر، من أي دولة أخرى، نحن سنقوم بالرد على هذا الاعتداء، ولكن موقفنا بالنسبة للأطراف الأخرى التي لم يتضمنها هذا الاتفاق، هو أنها يجب أن تبتعد عن الاعتداء علينا، وألا تتورط في أي عدوان على اليمن، ومن تورط في اعتدائه على اليمن سيتحمل نفس التبعات ونفس الخسائر التي مني بها الأمريكي في اعتدائه الظالم والغاشم على بلدنا.

وننصح الجميع أن يتجهوا إلى القضية الفلسطينية لمعالجة القضية الأساس، وأن يتوقف العدوان على غزة، وأن تدخل المساعدات.. هذا هو الحل الحقيقي والوحيد والنهائي الذي يمكن أن يمثل حلاً حقيقياً لإنهاء الأزمة في المنطقة وإنهاء هذه المشاكل.

أما في مواجهة من يقوم ليتصدر المشهد للدفاع عن هذه القضية وهذه المظلومية، باعتقادهم أنهم بالإمكان أن يمنحوا “لإسرائيل” فرصة للاستمرار في المجازر والحصار، فإن هذا الخيار فاشل، وقد فشل الأمريكي في الجولة الأولى، وكان فشله، بحمد الله، في هذه الجولة أوضح وأكبر.

المذيع: أستاذ محمد، إذا كانت هذه هي الرسالة للمساندين للصهيونية بحربهم على اليمن، وبعدوانهم على اليمن لإسناده في إجرامه بحق أهلنا في غزة، فلدول المنطقة، للمجتمع العربي والإسلامي: ما هي رسالتكم واليمن يراكم هذه الإنجازات حتى وصل إلى هذا المستوى؟

محمد عبد السلام: نحن، إذا كان من رسالة بالإمكان أن نقدمها، فهي لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من كارثة إنسانية لا نظير لها في العصر الحديث، ومظلومية كبيرة أن يُحاصر الأطفال والنساء في قطاع غزة، ويُمنع عنهم الدواء والغذاء والحليب وغيرها من الاحتياجات الضرورية.

هذه كارثة، وتأثيرها يعود بنتائجه السلبية على كل متخاذل خاصةً من يملكون القدرة على القيام بعمل معين أو بموقف معين أو بإسناد معين، وهم قادرون.

أنا أؤكد لك أن الأنظمة ليست أنها ليست قادرة، بل قادرة، ورأينا عندما قالوا بكلمة واحدة ضد التهجير، أن الأمريكي تراجع في موقفه. ولذلك هم، للأسف، البعض منهم منخرط في حقيقة الأمر مع “الإسرائيلي” في توجهه العدواني ضد الشعب الفلسطيني، والآخر متقاعس أو خائف أو مثقل ببعض المخاطر التي صنعها الأمريكي منذ عقود، في عقليات هذه الأنظمة التي تعتقد أن هؤلاء، لا يمكن مواجهتهم على الإطلاق، ولهذا القضية مركبة ومعقدة، ونعتقد أن الرسالة بما قدمه اليمن هي شاهد، كبير وشاهد حي على عظمة الموقف النابض بالحيوية والصدق، وعلى التأثير الفعال لشعب لا يمتلك كمقومات مادية ما تمتلكه بعض الأنظمة، وما يمتلكه البعض من قدرات مالية ومن نفوذ سياسي قادرة على أن تغير المشهد، وأن تضغط على الإسرائيلي. فالموقف اليمني هو حجة على بقية شعوب المنطقة، وموقف الدولة اليمنية مشجع للدول الأخرى في المنطقة.

المذيع: أستاذ محمد، قبل أن أختم معك، أود أن أعرف منك، يعني، نحن أمام ضجة إعلامية واسعة عما يتعلق بعدم إشعار الأمريكي للإسرائيلي بمضامين الاتفاق: فهل كانت أجندات التفاوض واضحة ومحددة، بمعنى، هل طلب الأمريكي شيئاً يتعلق بعمليات استهداف العدو الإسرائيلي؟

محمد عبد السلام: الموقف الأمريكي كان منذ البداية، كما أُعلن، أنه يجب على اليمن أن يتوقف كلياً عن أي عمل أو إسناد للقضية الفلسطينية، و كان هذا مطلبه حتى القريب العاجل، ولكن نتيجة لصمود الموقف السياسي وصلابته، وثبات الموقف الشعبي أيضاً، وثبات موقف القيادة، والنجاح الكبير للقوات المسلحة في استهداف القطع الأمريكية التي كانت تعتدي على اليمن، وكذلك إسقاط الطائرات الاستطلاعية التي بلغت عدداً كبيراً، والفشل في تحقيق أي من الأهداف التي أعلن عنها الأمريكي داخل اليمن، واستمرار الإسناد للقضية الفلسطينية، والقصف الصاروخي والمُسيّر الذي استهدف عمق الكيان، والموقف الشعبي الكبير الذي خرج في المظاهرات، والذي كان معبراً صريحاً عن استفتاء رسمي وشعبي عن إسناد للموقف الرسمي والشعبي لليمن، وكذلك للقوات المسلحة في موقفها.

كل هذه العوامل، بعد الله سبحانه وتعالى، كان لها الفضل الكبير في أن يخرج مثل هذا الموقف المشرف والعادل، ونحن نعتبر أن هذا الإنجاز هو طبيعي في إطار الحق الطبيعي والمشروع، لأن هؤلاء اعتدوا علينا، فلا يعتبر البعض أنه، فشل في تحقيق أهدافه، هذا أمر مهم، لكن نحن نعتقد أن موقفنا الطبيعي هو الصحيح: هو أن من اعتدى علينا يجب أن نرد عليه، وألا نستسلم لأي ضغوطات أو ضغط، أو أن نستسلم لأي طرح لا ينصف القضية الحقيقية المتمثلة بالقضية الفلسطينية.

المذيع: أستاذ محمد، أود أن أغتنم وجودك لتبديد كل ما يتعلق بالزيف والشائعات والأكاذيب التي، طُرحت حتى على لسان المجرم نتنياهو، فبعد جرائم العدوان التي استهدفت مطار صنعاء، محطات الكهرباء في صنعاء، مصنع إسمنت عمران، المجرم نتنياهو تباهى بأنه استهدف طائرات مدنية في صنعاء تنقل أسلحة إلى صنعاء: فمن أين ستُنقل الأسلحة عبر الطائرات اليمنية؟

محمد عبد السلام: الموقف الإسرائيلي أيضاً، أصيب بخيبة أمل كبيرة جداً من الموقف، الأمريكي الذي حاول أن ينجو بجلده وأن يبتعد عن الغرق في جبال اليمن، وفي مواجهة رجالها الأشاوس والأبطال.

ومن الطبيعي أن ينخرط نتنياهو، كما تعودنا، في جرائم، بشعة لا تحكمه أخلاق ولا قوانين: استهداف مصانع الإسمنت، استهداف محطات الكهرباء، استهداف محطات المياه، استهداف، كذلك المطارات المدنية، بشكل صريح وواضح، كل هذا يعبر عن حالة من الفشل.

صحيح أننا، نقوم باستهداف بعض المنشآت داخل الكيان الصهيوني، ولكن هو في إطار بلد يستوطنه ويحتله مغتصبون مجرمون لا حق لهم في تلك الأرض على الإطلاق.

أما عدوانه على بلد مستقر، ذات سيادة، فهو عدوان غاشم، وهو ينتهك كل القوانين، وينتهك كل القرارات.

بالأمر الآخر، استهداف المصانع، ما علاقتها بالجانب العسكري؟ هذا تبرير لهذه الأعمال اللاأخلاقية، استهداف المدنيين واستهداف المنشآت العامة، هذا فشل واضح، وفشل إضافي. أنه لا يمكن أن يوقف، عمليات المساندة للقضية الفلسطينية، وإنما يحاول أن يُظهر حالة من النيران، لأنه، يسعى لإيجاد حالة من رد الاعتبار لما تعرض له من ضربات، بأن يقول: ” لقد رأيتم النيران تشتعل في “الشرق الأوسط” وهذا نوع من الاستعراض الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

المذيع: على كل هذه الإيضاحات، أشكرك جزيلاً الأستاذ محمد عبد السلام، رئيس الوفد الوطني والناطق الرسمي لأنصار الله كنت معنا مباشرة ضمن مسار هذه التغطية.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com