التنمية الزراعية أهميتها والمشاكل التي تعيقها
كتب/ منير الشامي
تعتبر الزراعة العامل الرئيسي الذي اعتمد عليه اليمنيون منذ القدم في حياتهم، وفي بناء حضاراتهم المتعاقبة عبر تاريخهم الموغل في القدم، وهي أيضا سر قوتهم وتفوقهم على غيرهم من الأمم القديمة ، وسبب اكتسابهم الشهرة عندها، وهي أيضا العامل الرئيسي لتطور التجارة واتصالهم بالحضارات القديمة التي ظلت كثيرا منها بحاجة إلى اليمنيين وهي العامل الذي منحتهم التحكم في التجارة العالمية والسيطرة على طرقها.
لقد أطلق على اليمن باليمن السعيد بسبب اكتفائه الذاتي واعتماده على نفسه في إنتاج كل ما يحتاج إليه من سلع غذائية وملابس وادوات وأسلحة وبكميات كبيرة جدا تفوق عن احتياجاته باضعاف أضعاف ما يحتاجه، والإنتاج الزائد هو ما دفعه إلى البحث عن أسواق لتصريف الكميات الفائضة من منتجاته المختلفة، شرقا وغربا وقد استمر اليمن مصدرا ومقرضا لفائض إنتاجه الزراعي حتى أواخر خمسينيات القرن العشرين.
وتدهور اﻹنتاج الزراعي في اليمن من بعد قيام ثورة 26 سبتمبر لأسباب عديدة من أهمها فتح اسواقه للمنتجات الزراعية الخارجية وهجرة مئات الآلاف من ابنائه إلى الدول الأخرى ورضوخ أنظمته المتعاقبة لسياسات أنظمة خارجية كانت أول مؤامراتها محاربة الزراعة والمنتجات الزراعية في اليمن وفي كل الأقطار العربية بغرض السيطرة على الشعوب بتحويلهم إلى شعوب عالة تعتمد في غذائها وكل احتياجاتها على أنظمة استعمارية معادية لهم تحارب العرب وتحارب دينهم وتسعى إلى اخضاعهم وتركيعهم تحت سلطانها لتتمكن من نهب ثروات بلادهم واستعبادهم ومنعهم من الاعتماد على أنفسهم ومن تنمية وبناء اوطانهم، بل ودفعتهم تلك الأنظمة إلى تدمير بناهم الزراعية والحيوانية والصناعية بمختلف مستوياتها ومن أعلاها إلى ادناها، كتدمير الأراضي الزراعية وجعل الأنظمة العربية تتبنى سياسات تدميرية للزراعة والثروة الحيوانية، ومصادر المياة، وتشجع العزوف عن هذه المهن وتركها وعدم الاعتماد عليها إلى غير ذلك من السياسات الاخرى.
هذه الأجندة نفذها أعداء الأمة بكل الدول العربية بما فيها اليمن وبسببها تضاءل الإنتاج الزراعي في اليمن مثل غيره من البلدان العربية حتى وصل إلى ادنى حدوده حتى وصل إلى هذا الوضع.
ويعتبر هذا الوضع الذي وصل إليه اليمن من أهم أسباب قيام ثورة ال 21 من سبتمبر 2014م وما يؤكد ذلك أن من أهم أهداف هذه الثورة هو إعادة اليمن إلى ما بعد مستوى الاكتفاء الذاتي، في مختلف احتياجاته الغذائية الزراعية والحيوانية، وكذلك الصناعية والحرفية.
وهذا الهدف كغيره من أهداف هذه الثورة المباركة هو ما تجلى بكل وضوح وانعكس في توجيهات قائد الثورة يحفظه الله ويرعاه في كل مناسبة إلى الجانبين الرسمي والشعبي واهتمامه ومتابعته لعجلة التنمية الزراعية والدفع بها نحو تحقيق التنمية الشاملة وبلوغ مستوى الإنتاج الواسع من مختلف الحاصلات الزراعية (الحبوب ، والخضروات ، والفواكهة، والمحاصيل النقدية كالبن والقطن ) وهو ما انعكس في أرض الواقع وبدأت نتائجه الطيبة ملموسة للجميع وتتزايد يوما عن يوم من حيث التوسع الزراعي، والتنوع الإنتاجي ، والاهتمام الملحوظ للجهات المختصة بالمزارعين من حيث الدعم والتسهيل وتوفير المتطلبات الممكنة والتسويق للمحاصيل رغم كل الظروف الصعبة المفروضة علينا بسبب العدوان والحصار والحرب الاقتصادية الشرسة المرافقة لعدوانهم الإجرامي المستمر للعام السادس ناهيك عن التحديات الصعبة الأخرى الداخلية التي لا زالت تمثل صعوبات حقيقية لم تحل حتى الآن ولم تتاح فرصة لقيادتنا الحكيمة لتتخذ الإجراءات الصحيحة لحلها ومعالجتها حتى اليوم.
ومع ذلك فإن النجاحات التي تحققت في المجال الزراعي في ظل هذا الوضع الكارثي تبشرنا باستمرار النجاح، وتجعلنا واثقين بالله وبقيادتنا الربانية وبعزمنا واصرارنا سنتجاوز كل الصعوبات وسيتحقق هذا الهدف وكافة أهداف الثورة المباركة في القريب العاجل بإذن الله تعالى.
المصدر / #الاعلام_الزراعي_والسمكي