Herelllllan
herelllllan2

في ظل صمت العالم.. بورما .. وصمة عار في جبين الإنسانية!!

يمانيون – فاطمة هاشم

يبدو أن ما يشهده العالم اليوم من حروب وصراعات، وانتشار الأوبئة والفيروسات الخطيرة كفيروس كورونا، الذي ما يزال يتهدد سكان الكرة الأرضية، لا يعدو كونه غضب إلهي ناتج عن صمت العالم تجاه ما يحدث من جرائم إبادة ومجازر بشعة في أرجاء الأرض ومنها ما يحدث ضد أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار (بورما) .

فرغم ما كشفته العديد من التقارير الصحفية والحقوقية مؤخرا من مجازر مروعة وجرائم إبادة جماعية بشعة حدثت خلال الأيام القليلة الماضية، وهي تتنافى مع القيم والمبادئ والأعراف الإنسانية المتعارف عليها، وأدت إلى مقتل المئات من مسلمي الروهينجا وإحراق منازلهم، إلا أن مشاعر المجتمع الدولي ظلت كما هي لم تحرك ساكنا، وكأن ما يحدث في ميانمار لا يعني العالم أو يخصه في شيء أو أنه يحدث في كوكب أخر .

ولم تخلو ساحة رئيسة وزراء ميانمار أون سان سو تشي، التي تقبع حاليا في السجن إثر الانقلاب العسكري الذي جرى مؤخرا من تورطها في مجازر الإبادة ضد أقلية الروهينغا.

وسبق أن كشفت صحيفة التايمز في تقرير لها كتبه، ريتشارد لويدز، محرر الشؤون الآسيوية عن زعيمة ميانمار، أونغ سان سو تشي، بشأن، تورط سو تشي في قضية “مجزرة” المسلمين الروهينجا.

ووصف الكاتب الجرائم التي ارتكبت بحق الروهينجا بأنها أفظع الجرائم في التاريخ المعاصر، وتهجير لأكثر مئات الآلاف من المسلمين الروهينجا.

وحصلت أونغ سان سو تشي على جائزة نوبل للسلام لنضالها ضد الطغمة العسكرية التي كانت تحكم بلادها، وفرضت عليها الإقامة الجبرية لمدة 12 عاما.

ولاحقا تعرضت سو تشي لتنديد دولي واسع بسبب التطهير العرقي الذي تعرض له الروهينجا على يد الجيش في ميانمار.
كما انتقدت العديد من الصحف العربية والإسلامية حديثا ما يحدث في ميانمار ضد أقلية مسلمي الروهينجا في ظل تقارير صحفية وحقوقية عن حرق منازلهم وقتل المئات خلال الأيام السبعة الماضية.

وانتقد العديد من الكتاب ما وصفوه بصمت المجتمع الدولي تجاه “مأساة الروهينجا”. ودعت الصحف لتحرك دولي عاجل لوقف الانتهاكات بحقهم إلا أن تلك الدعوات لم تقابل بأي موقف جاد من قبل المجتمع الدولي والقوى الدولية والإقليمية الفاعلة في تجرد فاضح للقيم الإنسانية.

وفيما يتهم الروهينجا قوات الأمن وجماعات بوذية بحرق القرى التي يعيشون فيها. تبرر الحكومة في ميانمار ما ترتكبه من مجازر بالقول إن قواتها ترد على هجمات شنها مسلحون من الروهينجا على أكثر من 20 مركزا للشرطة.

وأثارت المجازر المستمرة في ميانمار الكثير من ردود الفعل الساخطة والانتقادات لدول العالم لتعاملهم مع مسلمي ميانمار “بمنطق الصمت”.

كما انتقدت العديد من الصحف العربية مواقف الدول العربية والإسلامية تجاه ما يحدث في ميانمار ضد أقلية مسلمي الروهينجا مطالبة الدول العربية والإسلامية بموقف جاد ومسؤول في ظل تقارير صحفية وحقوقية عن حرق منازلهم وقتل المئات خلال الأيام الماضية.

وفيما أدان بعض المعلقين قادة الدول العربية لاكتفائهم ببيانات الشجب والإدانة تجاه الأزمة، صوب آخرون سهام النقد إلى السعودية، مطالبين الرياض بتحمل مسؤولياتها باعتبارها كما تدعي أو تقدم نفسها ك”قائدة للعالم الإسلامي”.

وفي افتتاحية حملت عنوان “إبادة الروهينجا والتجاهل السعودي”، انتقدت صحيفة “القدس العربي” اللندنية الصمت السعودي تجاه ما تصفه بـ”حملة الإبادة ضد أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار”.

وقالت الصحيفة “كما يحصل حين تحدث مجازر للمسلمين فإن الكثيرين يتطلّعون لموقف واضح من السعودية بسبب وزنها الدينيّ المؤثر.

لكن باستثناء تصريح يتيم صدر أمس عن بعثتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة فإن الصمت الرسمي السعودي ساد، وتعامل إعلامها بطريقة سلبية غير معهودة مع الكارثة الحاصلة، بينما كان المتوقع أن تقود الرياض البلدان الإسلامية لوقف المجازر ومساعدة ضحاياها المسلمين”.

وتضيف الصحيفة “الأغلب أن المنطق السياسي الكامن وراء هذا الموقف هو توجّه جديد لدى المملكة يعتبر التبرؤ من أي شكل من أشكال التعاطف مع المسلمين هو إثبات لأصحاب السطوة والنفوذ في العالم، وخصوصاً إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ببراءة المملكة من أي شبهة إرهاب”.

وتمثل مأساة الروهينجا واحدة من أكبر المأسي الإنسانية التي تجسد الاضطهاد الديني في أبشع صورة في القرن الحديث حسب تقارير دولية ومراكز أبحاث والتي يكاد مسلمو العالم لا يعلمون عنها شيئا، نظرا للتضييق عليهم، في ظل عدم وجود وسائل إعلام فعالة، وسيطرة وسائل الاعلام الدولية على الأحداث في العالم وتحكمها في مسارها ودأبها على تغطية مثل تلك الجرائم البشعة .

ويعاني مسلمو بورما -بحسب التقارير الصحفية- من أسوأ النظم العسكرية بطشا منذ عقود، ورغم أن وجودهم عريق في هذه البقعة من الأرض إلا أن الطغيان الماركسي منذ خمسة عقود لم يدع لهم أخضر ولا يابس، وما بين القتل والتشريد والتهجير يعيش عشرة ملايين مسلم في إقليم أراكان الذي احتلته بورما البوذية يتعرضون لحملات إبادة جماعية إجرامية وسط تعتيم دولي مريب مما أدى إلى استشهاد المئات وجرح الآلاف واضطر عشرات الآلاف إلى الهروب إلى دول آسيوية مجاورة فيما ينتظر البقية مصيرهم في ظل صمت العالم المخجل.

ويرى الكثير من المراقبين أن هذه الانتهاكات والجرائم ليست الأولى ضد الموحدين في بورما ولن تكون الأخيرة ، فلن يهدأ لعباد الأوثان هناك بال حتى يطردوا كل المسلمين من ديارهم ،وتخلوا لهم أراكان المسلمة .

والشاهد وفق المراقبين أنه لم نسمع صوتا حتى الآن للأمم المتحدة ولا لمنظمات حقوق الإنسان الغربية التي تقيم الدنيا ولا تقعدها لو كان المتهم عربيا أو مسلما ، أو كان الضحايا ممن تجرى في عروقهم الدماء الزرقاء من الأوروبيين أو الأمريكان ، أما والضحايا من المسلمين فأمر ليس بذي بال” على حد وصفهم.

ويحمل المراقبون مسئولية ما يحدث في بورما ليس صمت المجتمع الدولي فحسب بل صمت وعدم تفاعل أكثر من مليار وسبعمائة مليون مسلم منتشرين في مشارق الأرض ومغاربها ممن لم يفعلوا شيئا يذكر حتى الآن لإنقاذ هؤلاء المسلمين المعذبين في الأرض من بطش عباد الأوثان فى بورما.

ويرى المراقبون أن مسلمو بورما قضية تشكل محنة كبيرة، وكارثة إنسانية بما تحويه هذه الكلمة من كل المعاني, وجريمة عظيمة في حق المجتمع الدولي الذي يتغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا تعتبر إبادة جنس بشري أو فئة معينة داخل بورما شأنا يخصه، بقدر ما يستدعي اهتمام وعناية الجميع في العالم ؛ باعتبار أن هؤلاء المستضعفين في بورما من الرجال والنساء و الأطفال يصرخون ويستنصرون بالأمة الإسلامية حكومات وشعوب, ويناشدون المسلمين في العالم أن يقفوا بجانب مسلمي بورما في مواجهة العمليات العدوانية الإجرامية الوحشية.

ووفق المراجع التاريخية فأن الإسلام وصل إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرَّشيد -رحمه الله- في القرن السَّابع الميلادي عن طريق الرَّحالة العرب حتَّى أصبحت دولًة مستقلَة حكمها 48 ملًكا مسلًما على التَّوالي، وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، أي ما بين عامي (834 هـ – 1198 ،1430م – 1784م)، وانتشر الإسلام في كافة بقاع بورما وتوجد بها آثاٌر إسلاميَة رائعٌة، مَن المساجد والمدارس والأربطة منها: مسجد «بدر المقام» في أراكان وهو مشهوٌر، ويوجد عدٌد مَن المساجد بهذا الاسم في المناطق السَّاحليَّة في كِّل مَن الهند وبنغلاديش وبورما وتايلاند وماليزيا وغيرها، وأيضا مسجد “سندي خان” الَّذي بني في عام 1430م وغيرها.

وجاء الاحتلال البوذي لأراكان في عام 1784م حيث احتل أراكان الملك البوذي البورمي”بوداباي”، وضمَّ الإقليم إلى بورما؛واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين “الماغ” على ذلك خلال فترة احتلالهم الَّتي ظلَّت لأربعين سنة انتهت بمجيء الاستعمار البريطاني، في العام 1824م، فقد احتلت بريطانيا بورما، وضمتها إلى حكومة الهند البريطانيَّة الاستعماريَّة.

ومند أن استولى العسكريون الفاشُّيون على الحكم في بورما بعد الانقلاب العسكري الَّذي قام به الجنرال “نيوين” عام 1962م بدعم المعسكر الُّشيوعي الفاشي الِّصين وروسيا، ومسلمو أراكان يتعرضون لكل أنواع الُّظلم والاضطهاد من القتل والتَّهجير والتَّشريد والتَّضييق الاقتصادي والثَّقافي ومصادرة أراضيهم، بل مصادرة مواطنتهم بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الِّدين واللغة والشَّكل، كما يتعرضون لطمس الهوية ومحو الآثار الإسلاميَّة وذلك بتدمير المساجد والمدارس التاريخيَّة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com