سفراء الإحسان في قبائل اليمن
يمانيون| بقلم/الشيخ عبدالغني النقيب*
يعتبر المشيخ ضمن التركيبة الإدارية في السلطة القبلية جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي في اليمن، ولهم أهمية كبيرة في إرساء دعائم الأمن والاستقرار إلى جانب الأجهزة الأمنية, فبفضل الله وبفضل جهودهم وتحركهم وصبرهم ووعيهم اطفئت نيران قضايا الثأر وحلت الكثير منها في المحافظات, وعادت القبيلة لحمة وصخرة صلبه كسرت انوف الاعداء وتمريغ أنوفهم في الوحل اليمني.
وبالرغم من أن المشايخ والوجهاء والأعيان والعقال ينظر إليهم في الوسط القبلي على أنهم قادة مجتمعيون وزعماء قبليون, لكنهم في نفس الوقت سفراء الإحسان للناس والمجتمع, وسعاة الخير, ومنارة للإصلاح والتوافق والتوائم بين أبناء الوطن الواحد,
المشايخ ليس كما ينظر إليه على أنه هنجمة وعسارة على الناس أبدا, وهذه نظرة خاطئة جدا, بل إنه خدمة وسيد القوم خادمهم, وهو إحسان والله يحب المحسنين, وهو قيمة عظيمة سامية لها أبعادها الأخلاقية والإنسانية والدينية والوطنية ,جسدها الأحرار من مراغات اليمن ومشايخه ووجهائه وأعيانه في كافة القبل, فهي من لبت, ونكفت , وجهزت, وأعدت, واستعدت, وباركت, وجاهدت, وصمدت, وأمدت, وأنفقت بكل الغالي والنفيس والحاضرة دوما في كل طارفة تحصل سواء بحق المواطنين أو الوطن على حد سواء.
ولما لهم من أدوار بارزة في الحفاظ على الأمن والاستقرار’ وتعزيز التماسك الاجتماعي بين أفراد القبائل, ووحدة الصف وجمع الكلمة’ ولم الشمل, ووقوفهم المساند للدولة, فقد سعت قوى العدوان أكثر من مرة لاستهداف المشايخ, ونال الغالبية منهم مبغتاهم شهداء في سبيل الله.
لا يقتصر دور الشيخ على جانب معين كحل القضايا فقط أبدا, بل إن دوره يشمل كلما يخص القبيلة من زراعة, وبرامج مختلفة, ودعم مشاريع تنمية وخدمية, وتعليمية, وعادات وتقاليد وأسلاف وأعراف, وهذا ما يجب أن يعرفه الجميع, فالشيخ يعتبر المسؤول الأول في قبيلته’ وحلقة الوصل بين القبائل والسلطة الحاكمة.
ومن أجل ذلك لا بد أن يتمتع بصفات قيادية وإيمانية تمنحه القدرة على احتواء وحل النزاعات, وحلحلة القضايا وتقريب وجهات النظر, واحتواء القضايا والمواقف, واتخاذ القرارات الصائبة وتحقيق العدالة والمساواة بين أفراد قبيلته , وإجراءات الصلح والمصالحة وإحقاق الحق بدون مجاملة أو محاباة حتى لأقرب المقربين إليه, مبتغيا بذلك وجه الله تعالى.
وعلى مدى التاريخ يتميز المشايخ في أوساط القبائل بالكرم والضيافة والشجاعة والتواضع وأن يقدم للمجتمع القدوة الحسنة في سلوكياته واخلاقه وتصرفاته, ورعاية الأيتام ومد يد العطف والحنان والرحمة للفقراء والمساكين على مستوى القرى والعزل والمخاليف كل في إطار مسؤولياته ونطاق قبيلته.
وبقدر ما نثمن دور المشايخ الكبير في كل المواقف المشرفة، وتحركاتهم العظيمة والجبارة، فإننا نحثهم على بذل المزيد الجهود في خدمة أبناء القبائل كون المسؤولية عليهم كبيرة باعتبارها مغرم لا مغنم, ويكفي المشايخ والمراغات والوجهاء والأعيان والعقال ومختلف القبائل اليمنية فخرا عندما يتحدث عنها قاد الثورة عنهم ويشيد بمواقفهم وتحركهم واسنادهم , سيما في هذه الظروف التي تمر فيها غزة بمظلومية ومأساة لا نظير لها في التاريخ بتواطؤ عربي وإسلامي ودولي مخزي ومفضوح.
*مستشار رئاسة الهيئة العامة لشؤون القبائل.