العفافيش وإسناد “إسرائيل”
يمانيون| بقلم| سام المجيدي
في ظل تصاعد الدور اليمني في دعم القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي، تتحرك بقايا الهالك عفاش ضمن خطة خارجية لإرباك الداخل اليمني وإضعاف الاصطفاف الشعبي خلف القضايا الوطنية الكبرى.
المؤشرات السياسية والميدانية تؤكد أن هذه التحركات ليست تفاعلاً وطنياً مع الأوضاع الاقتصادية، بل امتداد لمشروع خارجي تموله وتشرف عليه عواصم إقليمية ودولية، بهدف إعادة تنشيط شبكات قديمة فقدت مشروعيتها بعد أن أسقطها وعي اليمنيين وصمودهم.
بعد فشل العدوان العسكري والحصار الاقتصادي في كسر الموقف اليمني الداعم لغزة، لجأت غرف الاستخبارات المعادية إلى إعادة تفعيل المنظومة العفاشية، لتتحول إلى أداة رئيسية في إشغال صنعاء بمعارك جانبية، وصرفها عن دورها الاستراتيجي في دعم فلسطين.
المنظومة العفاشية – بحسب وثائق وتسريبات – ترتبط تاريخياً بعلاقات واسعة مع السفارات الأجنبية، وعلى رأسها السفارة الأمريكية، التي كانت تشرف على ملفات سياسية وأمنية في اليمن. إحدى برقيات “ويكيليكس” كشفت أن صالح أبلغ مسؤولاً أمريكياً باستعداده لتقديم الغطاء المحلي لعمليات عسكرية أمريكية داخل اليمن، في دلالة على مستوى الارتهان للخارج.
تقارير مسرّبة تحدثت عن ملايين الدولارات التي ضُخت من جهات خليجية لدعم شبكات داخل صنعاء، مهمتها إثارة الفوضى الداخلية تحت شعارات معيشية، في حين لم يصدر عنها أي إدانة لحصار الموانئ أو نهب العائدات النفطية التي تسببت بخسائر ضخمة لليمن.
كما أشارت معلومات استخباراتية غربية إلى لقاءات جمعت مسؤولين إماراتيين وسعوديين بمسؤولين إسرائيليين، جرى خلالها الاتفاق على استراتيجية “إشغال صنعاء من الداخل” لإضعاف تأثيرها في معركة غزة.
ثلاثة عقود من حكم عفاش لم تترك سوى الفساد ونهب الثروات. أكثر من 500 مليار دولار من عائدات النفط والغاز تبخرت، بينما ظلت محافظات ومناطق واسعة بلا خدمات أساسية. البنية التحتية ظلت في حالة تردٍ شديد، والمؤسسات كانت مجرد واجهات لحماية مصالح شخصية.
وهنا علينا ضرورة الفصل بين القوى الوطنية في المؤتمر الشعبي العام، التي ظلت ثابتة في موقفها مع الوطن، وبين “العفافشة” الذين ارتبطوا منذ البداية بالمشاريع الخارجية. هذا التمييز ضروري لحماية وحدة الصف ومنع العدو من تغذية الانقسامات الداخلية.
لذلك فإن إعادة إنتاج المنظومة العفاشية ليست سوى محاولة لإعادة فرض وصاية خارجية على القرار اليمني، وإضعاف جبهة الداخل في مواجهة العدوان. المرحلة تتطلب يقظة وطنية، وتحصين الجبهة الداخلية من الاختراقات، للحفاظ على استقلال القرار اليمني واستمرار دعمه للقضية الفلسطينية.