قلادة الفخر .. أم الشهداء الستة تحتفل بالمولد النبوي حاملة أوسمة التضحية على صدرها
في مشهد لا يشبه سوى البطولات الخالدة، خطَت امرأة بثوب العزّ بين الجموع المحتفلة بالمولد النبوي الشريف، لا تحمل وردًا ولا زينة، بل تقلّدت على صدرها صور ستة من أبنائها الشهداء، كأنها ترتدي وسام شرفٍ صنعته من دمهم ودموعها، ومن صبرٍ لم تعرف له الأرض مثيلًا.
يمانيون / خاص
ستة نجوم مضيئة في سماء الوطن، حملت صورهم في قلادة ترتجف أمامها القلوب، وتتوقف الكلمات عند هيبتها.
لم تأتِ لتبكي، بل لتحتفل بالرسول الكريم صلوات الله عليه وآله وسلم القدوة في التضحية، لأن الشهداء لا يموتون، ولأنها ربت أبطالًا فاستحقت أن تُلقّب بـ”قلادة الفخر”.
وقفت تلك السيدة العظيمة في وسط الساحة كأيقونة للصبر والكرامة، وراية شامخة ترفرف باسم الأمهات اللواتي قدّمن فلذات أكبادهن لنصرة دين الله.
كانت تمشي بخطى مملوءة بالسكينة، وعيناها تلمعان بدمعة اعتزاز، لا دمعة وجع، وكأنها تقول لكل من حولها ، “ها هم أولادي، قد رحلوا ليبقى الضوء، وليُولد الأمل من رحم الوجع.
النساء من حولها تباهين بها، بعضهن قبّلن الصور، وبعضهن بكين في شموخ، لكنها وحدها بقيت واقفة، كأنها عمود البيت، وكأن الله منحها من القوة ما يكفي لحمل وطن كامل على كتفيها.
هذه ليست قصة امرأة، بل ملحمة وطن، استحقت أن تلبس قلادة الفخر.