700 يوم على العدوان الصهيوني على غزة .. كيان الاحتلال في مأزق استراتيجي

يمانيون – تقرير تحليلي:
بعد مرور نحو سبعمائة يوم على العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، تتكشف بوضوح ملامح مأزق استراتيجي عميق يعيشه قادة كيان الاحتلال.

ومع محاولات رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تصوير الحرب على أنها معركة فاصلة وحاسمة، تكشف الوقائع الميدانية والسياسية والاقتصادية عن واقع مختلف تمامًا، حيث يتزايد الشك داخل الأوساط الصهيونية في إمكانية تحقيق ما يسمى “النصر الحاسم” على المقاومة الفلسطينية، خصوصاً حركة حماس والفصائل الفلسطينية المساندة لها.

خسائر بشرية غير مسبوقة

ورغم الرقابة الصارمة على الأرقام، أفاد إعلام العدو بمقتل أكثر من ألفي جندي صهيوني، وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين منذ بداية الحرب. ويؤكد مراقبون أن هذه الأرقام تمثل مجرد “قمة جبل الجليد” مقارنة بالخسائر الفعلية غير المعلنة.

ويعترف ضباط صهاينة بأن قواتهم تواجه منذ أشهر أسلوب “حرب الاستنزاف والإصابات” الذي تعتمد عليه المقاومة بشكل متواصل، ما جعل أي محاولة لدخول قطاع غزة بهدف إخضاع حماس أو فرض استسلامها غير قابلة للتحقيق.

ويرى هؤلاء أن استمرار العمليات العسكرية دون تحقيق نتائج ملموسة يعكس حجم التحدي الذي تواجهه قوات الاحتلال في مواجهة خبرة وإصرار المقاومة الفلسطينية.

انقسام داخلي وانعدام ثقة بالقيادة

وعلى الصعيد السياسي الداخلي، يواجه نتنياهو وحكومته أزمة ثقة متفاقمة داخل الكيان. رئيس أركان الاحتلال نفسه – وفق اعترافات نقلتها وسائل الإعلام العبرية – يشكك في قرارات الحكومة المتعلقة بقطاع غزة، ويأمل في التوصل إلى تسوية سياسية بدلاً من استمرار معركة توصف زيفاً بأنها “المعركة الأخيرة”.

ويرى محللون صهاينة أن الحرب تكشف عن خلل إداري وجماهيري، واصفين الأزمة بأنها “كتاب سيد الإهمال وإرث التخلي عن الأسرار”، في إشارة إلى العبثية التي تحكم صنع القرار السياسي والعسكري، وما يترتب عليها من فقدان القدرة على رسم استراتيجية واضحة وفعّالة.

الاقتصاد تحت الضغط والانعكاسات المعيشية

لا تتوقف تداعيات الحرب على الخسائر البشرية والسياسية فحسب، بل تمتد إلى الاقتصاد الصهيوني الذي يشهد انهياراً متسارعاً. فقد أدت الحرب إلى ارتفاع قياسي في الأسعار، وتراجع القدرة الشرائية للمجتمع الصهيوني، مع زيادة القلق والمعاناة اليومية للمدنيين.

وأفاد الإعلام العبري بأن القيود المفروضة على الملاحة في باب المندب بفعل العمليات البحرية اليمنية أثرت بشكل مباشر على تكلفة الحرب، مضاعفة الضغوط الاقتصادية على الكيان.

كما انعكست هذه الضغوط على قطاع السياحة، حيث رفضت العديد من الفنادق في الخارج استقبال الإسرائيليين، ما يعكس العزلة المتزايدة للكيان على الساحة الدولية.

عزلة دولية متصاعدة

إضف الى ذلك العزلة السياسية والدولية للكيان الصهيوني الذي تتسع يومًا بعد يوم. فقد بدأ المجتمع الدولي، بما في ذلك مؤسسات وصحف غربية، يتعامل مع الاحتلال كدولة “منبوذة”، وهو وصف يتكرر في التقارير الدولية الرسمية والصحافة المستقلة.

ويعتبر محللون أن هذه العزلة الدولية فتحت المجال أمام تضامن متزايد مع القضية الفلسطينية في أنحاء العالم، ما يزيد الضغوط على الاحتلال ويضعف موقفه الاستراتيجي في مواجهة المقاومة الفلسطينية.

كيان الاحتلال بين المطرقة والسندان

ما يعيشه الكيان الصهيوني اليوم ليس مجرد حرب عسكرية خاسرة، بل أزمة شاملة تمس بنيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فالصورة التي حاول الاحتلال تسويقها عن نفسه كدولة قوية تتلاشى تدريجياً أمام الواقع الميداني والسياسي والاقتصادي، ليظهر بدلاً منها كيان مأزوم يواجه تصدعات داخلية وضغوطًا خارجية متصاعدة.

إن استمرار المقاومة الفلسطينية، إلى جانب الضغوط الإقليمية والدولية، يشكل تحديًا كبيرًا لإسرائيل، ويؤكد أن أي تصور لنصر سريع أو حاسم في قطاع غزة يظل بعيد المنال، فيما تزداد التوقعات بتزايد الفجوة بين الطموحات الإسرائيلية والقدرة الفعلية على تحقيقها.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com