فاتورة السماء المحترقة.. الإعلام العبري يكشف نزيف المليارات بفعل الصواريخ اليمنية
يمانيون |
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن تصاعد المخاوف داخل المؤسسة العسكرية لكيان الاحتلال، عقب وصول كلفة التصدي للهجمات اليمنية إلى أرقام فلكية تُنذر باستنزاف غير مسبوق في الميزانية الدفاعية.
وأشارت الصحيفة، في تقرير وصف بـ”التحذيري”،إلى أن ما بدأ كصراعٍ جغرافي محدود تحول تدريجياً إلى نزيفٍ مالي مستمر، حيث تتكبد تل أبيب مبالغ طائلة يومياً لتأمين جبهتها الجنوبية في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن، في وقت تشهد فيه جبهات غزة ولبنان تصعيداً موازياً لا يقل كلفة.
وبحسب الأرقام التي أوردتها “يديعوت”، فإن كل صاروخ اعتراضي تُطلقه منظومات الدفاع الجوي الصهيونية في مواجهة الهجمات اليمنية يكلّف نحو 10 ملايين شيكل (ما يعادل أكثر من 3 ملايين دولار).
ومع تعدد الهجمات وتكرار الإنذارات الجوية، ارتفعت الفاتورة الإجمالية لعمليات الاعتراض إلى نحو مليار شيكل – أي ما يزيد عن 300 مليون دولار أمريكي – وهو رقم ضخم يصفه مراقبون بأنه “أكبر استنزاف دفاعي تشهده تل أبيب منذ عقود”.
الصحيفة العبرية لفتت إلى أن هذه النفقات لا تقتصر على الصواريخ الاعتراضية، بل تشمل تشغيل منظومات الإنذار المبكر والرادارات وتكثيف الدوريات الجوية على مدار الساعة، وهي عمليات مكلفة تتجاوز التقديرات الأولية للمؤسسة العسكرية.
العبء المالي لم يقف عند حدود الدفاع، بل امتد إلى الهجمات الجوية التي ينفذها جيش الاحتلال ضد أهداف مزعومة في اليمن.
وأوضحت الصحيفة أن تكلفة كل طلعة جوية قد تصل إلى عشرات الملايين من الشواكل، نظرًا لتشغيل عشرات الطائرات المقاتلة واستخدام ذخائر متطورة وعمليات تزوّد بالوقود في الجو، فضلاً عن تكاليف الاستطلاع والتغطية الإلكترونية.
وفي تقديرات إضافية نقلتها “يديعوت”، يبلغ متوسط كلفة كل هجوم يشنه سلاح الجو الصهيوني ضد اليمن نحو 50 مليون شيكل (ما يقارب 15 مليون دولار)، وهو ما يجعل من “المعركة البعيدة” حربًا مالية خانقة لا تقل خطورة عن المواجهات الميدانية.
“السهم 3″ و”ثاد”.. دروع باهظة لا توقف الخسارة
التقرير أوضح أن كيان الاحتلال يعتمد بشكل رئيسي على منظومتي “السهم 3” و**“ثاد” الأمريكية** في التصدي للصواريخ اليمنية، وهما من أغلى المنظومات في العالم.
فبينما تصل كلفة الصاروخ الواحد من “السهم 3” إلى ما بين 15 و30 مليون شيكل (من 4.6 إلى 9 ملايين دولار)، فإن صاروخ “ثاد” الأمريكي الواحد تتجاوز قيمته 12 مليون دولار.
هذه الأرقام، بحسب الصحيفة، تُظهر أن التقديرات الرسمية التي تتحدث عن “مليار شيكل” ربما لا تعبّر عن الصورة الكاملة، إذ إن الاعتماد المكثف على منظومات متطورة بهذا المستوى يعني أن الفاتورة الحقيقية قد تكون أعلى بكثير من المعلن، خاصة مع استمرار الهجمات اليمنية واتساع نطاقها البحري والجوي.
وفي ختام تقريرها، أكدت “يديعوت أحرونوت” أن هذا التصعيد المالي يضاعف القلق داخل الدوائر الأمنية الصهيونية، خصوصاً في ظل ما وصفته بـ”الاستنزاف متعدد الجبهات”، حيث تُجبر “إسرائيل” على توزيع قدراتها بين غزة ولبنان واليمن، وسط حالة من الإرباك المالي والتقني واللوجستي.
ويرى محللون أن كلفة الحرب ضد اليمن تجاوزت المعادلات العسكرية إلى حرب استنزاف اقتصادية تهدد البنية الداخلية لكيان الاحتلال، بعدما أثبتت العمليات اليمنية فاعليتها في نقل المعركة من السماء إلى عمق الميزانية الصهيونية.