Herelllllan
herelllllan2

التعليم بين اليأس والأمل

أمل باحكيم

بدأ اليوم العام الدراسي الجديد لهذا العام بالعاصمة صنعاء ومختلف المحافظات حسب التقويم المدرسي الذي أعلنته وزارة التربية والتعليم.

زمان كان الطالب يطير من الفرحة عندما يعلم ان المدرسة ستبدأ غدا، يفرح بالمدرسة لما فيها من علم وأصدقاء ورياضة ولكن هل فرحة الطالب اليوم مثل تلك الأيام الجميلة!عندما تسال طالب هل تريد المدرسة؟ يجيب بكل فخر لا اريدها، فلا دراسة ولا كتب ولا حتى كرسي لي وحدي؟ كيف أحب المدرسة وانا لا ادرس غير حصتين او ثلاث وشرحا من معلم ان حضر دون وسائل تعليمية؟ كيف لي افهم وفي الكرسي المدرسي أربعة طلاب وبعضهم يجلس على الأرض؟ كيف لي أحب المدرسة وقد تحول الفصل الدراسي إلى سوق ” ففي الفصل الواحد أكثر من سبعين طالب؟ كيف أحب المدرسة وليس لدي كتب؟ تسألوني لماذا لا أحب المدرسة فما الشيء الذي يجعلني أحبها، فلا تعليم ولا فصل ولا كتب!

مأساة التعليم الى اين؟

إلى متى سيظل التعليم في بلدنا بهذا الشكل، فلا ذنب للمعلم الذي لا يجد ابسط حق اقلها مواصلاته للمدرسة فلا راتب ولا حوافز ولا حتى كلمه طيبة يسمعها من الناس، لا ذنب له وهو يدرس بدون وسائل تعليمية ومعامل توفرها وزارة التربية والتعليم، كيف يستطيع ان يشرح درسا وهو لا يستطيع التحكم في فصل اكتظ بالطلاب؟

وليس للطالب ذنب ايضا في ان يحرم من ابسط حقوقه في المدرسة؟

وزاد في تلك الماسي في التعليم العدوان الغاشم الذي دمر البنية التحتية منذ 2011 الى عامنا هذا وفي كل عام يسوء الوضع أكثر فأكثر.

فقد دمرت جراء العدوان المدارس وقطعت الرواتب على المدرسين وغلاء المواد لطباعة الكتاب المدرسي. نهيك عن غلا أسعار كل المستلزمات الدراسية من زي مدرسي …. الخ

التعليم أصبح باهض الثمن

أن لسان حال أولياء الأمور وبخاصة من يسجل ولده في المدارس الحكومية هو كيف أستطيع ان اوفر لابني مستلزمات التعليم، فمن اين لي بالمال، فأحتاج لتعليم ابني زي مدرسي وكتب وحقيبة ودفاتر و……………… الخ

فأصبح كل شيء غالي ويجب ان اوفر كل شيء للتعليم وبأقل الأسعار، فعندما اريد ان اشتري زي مدرسي لابني او ابنتي اقل سعر لزي الابتدائي 3000 الف ريال ونوع القماش رديء، والحقيبة المدرسية اقلها 4000 ريال والبوتي “الجزمة” اقلها3000 الف ريال غير انه يجب عليه ان اشتري الكتاب المدرسي فيباع الكتاب في الشوارع” السوق السوداء” سعر الكتاب الواحد لايقل عن 500 ريال ودفتر أبو 40 ورقة بمبلغ 150 ريال للواحد، أي ان طالب في صف اول ابتدائي يكلف مستلزمات الدراسة على الطالب الواحد على الأقل 14000 الف ريال.

اما طلاب الثانوية أسعار خيالية كتب ومستلزمات دراسية كثيرة غير ان الزي والحقائب أسعارها أغلي، فاقل تكلفة لطالب الثانوية تقريبا 20 الف ريال على الواحد.

فماذا يفعل الإباء إذا كان معه اربعه او خمسه أبناء؟ من اين له هذا المال وهو إذا عمل في المؤسسات الحكومية بدون راتب ويدوب يجد في بعض الاعمال 20الف ريال او اقل شهريا ما تجي حق المواصلات، حتى العمل الخاص الراتب لا يكفي لمعيشة بسيطة ” ايجار- مصروف -علاج”, فهل يترك ابناءه من غير تعليم؟

المدارس الأهلية “الخاصة”:-

في المدارس الأهلية حدث ولا حرج يجني الإباء على أنفسهم لكي يجد ابنائهم تعليم أفضل اعتقادا منهم ان التعليم في المدارس الاهلية أفضل بقليل من المدارس الحكومية، ولكن تكمن المشكلة بالرسوم الدراسية الباهضة.

ففي هذا العام زادت الرسوم في المدارس بنسبة 40% عن العام الماضي، ليس هذا فحسب بل ان المدرسة لا تقبل الطالب الا إذا دفع 30 % على الأقل من الرسوم كقسط أول حيث بلغت الرسوم الدراسية تتراوح بين 120- 300 الف ريال وقد تزيد عن ذلك حسب المدرسة والمرحلة الدراسية.

الأمل بعد الألم:-

ولكن فبرغم من كل هذه المعناة سوء لولي الامر او الطالب فهناك ايادي خيرة تعمل الخير وترسم البسمة في أوجه عبست في وجهها كل الطرق.

توٌجد كثيرا من المؤسسات الخيرية بتبرعات اهل الخير في معظم الأحياء بعمل مشروع “الحقيبة المدرسية ” والتي توزع لمئات الطلاب والطالبات، ومشروع “إفطار الطالب” حيث يقوم التاجر بإحضار كميه من الخبز والجبن والحلاوة الطحينية أو المربى ويسلمها إلى إدارة المدرسة، وبدورها تقوم إدارة المدرسة توزعها على المدرسين ليعطوا الطلاب في كل فصل من هم بحاجة الى هذه الوجبة.

وهناك الكثير من الأعمال الخيرة من فترة لفترة تقوم بها الشركات التجارية لبعض المدارس حيث تقوم بتوزيع منتجاتها مثلا العصير او البطاطس او ….. الخ.

وبهذا نجد ان التعليم في بلادنا بين اليأس والأمل فبرغم ان التعليم يعد ماساة حقيقية لا يستطيع أولياء الأمور اتغلب عليها ولا يستطيعوا ان يوفروا لابناءهم ابسط حقوقهم, فان الامل مازل حاضر لديهم لتقديم افضل الممكن في سبيل تحصيل ابنائهم التعليم الافضل .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com