Herelllllan
herelllllan2

اليمن الجديد .. سلاح متطور يربك حسابات العدو الصهيوني

في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها الساحة الإقليمية، يبرز اليمن اليوم كقوة عسكرية صاعدة أعادت رسم خرائط الردع ومعادلات الصراع في المنطقة،  اليمن الذي عاش تحت العدوان والحصار لأكثر من تسع سنوات، يتحوّل إلى فاعل مؤثر يمتلك أدوات الرد والمبادرة، ويشارك بفعالية في صياغة معادلة توازن ردع جديدة تتجاوز حدوده الجغرافية .

يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي

هذا التقرير يتناول بعمق تطور القدرات العسكرية اليمنية، لا سيما في مجال الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والدفاعات الجوية، ويستعرض كيف استطاعت اليمن  رغم الظروف الصعبة  أن تفرض قواعد اشتباك جديدة مع العدو الصهيوني، وتحوّل دون هيمنته الجوية على الساحة اليمنية، كما حدث مؤخرًا في محافظة الحديدة.

كما يتناول التقرير كذلك البُعدين العسكري والسياسي لهذا التطور، ودلالاته الاستراتيجية على توازن القوى الإقليمي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على العملية النوعية الأخيرة في الحديدة، والتي شكّلت صدمة للعدو الإسرائيلي بعد أن واجه مقاومة جوية يمنية بأسلحة محلية خالصة.

 

قدرات عسكرية متطورة في زمن الحرب والحصار

رغم سنوات من العدوان والحصار، أثبتت القوات المسلحة اليمنية قدرتها على التكيف والتطوير الذاتي، فاستثمرت في البحث والإنتاج المحلي لتنتج صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة عالية الدقة، تُستخدم اليوم في مهام هجومية ورادعة ذات طابع استراتيجي.

وقد أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عمليات نوعية استهدفت عمق العدو الصهيوني ومصالحه في البحر الأحمر، في إطار ما سُمّي بـ”نصرة غزة والرد على العدوان الصهيوني”، مؤكدة أن المعركة اليوم أصبحت واحدة بين شعوب محور المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

ضربة مفاجئة للعدو .. الدفاعات الجوية اليمنية تربك عدوان الحديدة

في تطور ميداني نوعي يحمل رسائل عسكرية وسياسية ثقيلة، تلقّى العدو الصهيوني، ومعه حلفاؤه من قوى العدوان، صدمة ميدانية خلال محاولته تنفيذ عدوان جوي على محافظة الحديدة مساء يوم أمس، حيث فوجئت الطائرات المعادية بمطاردة شرسة من قبل منظومات الدفاع الجوي اليمنية، ما أجبرها على التراجع السريع والهرب من سماء المعركة.

رد يمني مباشر ومفاجئ

الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أكد في بيان رسمي أن الدفاعات الجوية اليمنية اعترضت الطائرات المعادية بأجهزة وأسلحة محلية الصنع بالكامل، في إشارة إلى التطور الصناعي العسكري المحلي الذي لم يعد يستند إلى دعم خارجي أو استيراد مكونات أجنبية.

وأضاف سريع أن هذه العملية تؤكد “جهوزية الدفاعات الجوية وقدرتها على التعامل الفوري مع أي عدوان، وبأسلحة يمنية خالصة، طوّرها الخبراء العسكريون في ظل الحصار والعدوان”، مشيرًا إلى أن “أي استهداف لأرضنا لن يمر دون رد مباشر”.

ارتباك في صفوف العدو وإعادة الحسابات

مصادر مطّلعة ذكرت أن الطائرات المعادية واجهت رصدًا فوريًا وتحركًا ميدانيًا غير متوقع، حيث أُجبرت على مغادرة المجال الجوي لمحافظة الحديدة دون أن تنفذ مهمتها بالكامل، ما شكّل ضربة معنوية وعسكرية للعدو الذي كان يظن أنه يمتلك حرية الحركة الجوية الكاملة.

رسائل متعددة الاتجاهات تحمل عدة دلالات

إثبات ميداني على تطور الدفاع الجوي اليمني، وقدرته على حماية المجال الجوي حتى في مناطق الساحل الغربي، التي طالما كانت هدفًا لعمليات الاستطلاع والاستهداف.

تعميق أزمة الردع لدى العدو الصهيوني، إذ لم يعد بمقدوره تنفيذ عمليات عدوانية دون أن يتوقع ردًا فوريًا، ما يقيّد تحركاته ويؤثر على تفوقه الجوي المفترض.

تعزيز المصداقية الشعبية والسياسية للقيادة اليمنية، التي تؤكد دومًا أنها تمتلك قرار المواجهة والتطوير الذاتي في آنٍ واحد.

تحوّل الدفاعات الجوية إلى عامل ميداني حاسم

نجاحات الدفاعات الجوية اليمنية في إسقاط طائرات تجسس أمريكية متطورة، مثل “MQ-9 Reaper”، وتحييد عدد من الهجمات الجوية المعادية ، والتصدي القوي في هجوم العدو الصهيوني على الحديدة ،  أكدت أن اليمن بات يمتلك منظومات فعّالة تؤثر على المعركة، هذه القدرة الدفاعية، المطورة محليًا، حرمت العدو من التفوق الجوي المطلق، ورفعت من كلفة أي مغامرة عسكرية مستقبلية.

 

الأبعاد العسكرية والسياسية لهذا التطور

 البعد العسكري .. دخول مسرح القوى المؤثرة

امتلاك سلاح الردع البعيد ، الصواريخ اليمنية بعيدة المدى والمسيّرات الاستراتيجية أعادت تعريف مدى النفوذ اليمني، وباتت تهدد مصالح إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة.

القدرات العسكرية الجديدة فرضت على العدو إعادة حساباته، فالرد لم يعد محدودًا جغرافيًا، بل بات عابرًا للحدود

تحييد التفوق الجوي للعدو ونجاح الدفاعات اليمنية في إسقاط طائرات مسيّرة أمريكية متطورة أثبت قدرة اليمن على خرق معادلة التفوق الجوي التي طالما اعتمد عليها العدو الإسرائيلي.

البعد السياسي .. اليمن لاعب إقليمي لا يمكن تجاهله

تموضع استراتيجي جديد لليمن ، وتمكن القوات المسلحة اليمنية من المشاركة الفعلية في معركة الهوية والمصير المشترك للأمة الإسلامية.

رفض التطبيع وتعزيز الموقف الفلسطيني، من خلال الوقوف القوي في وجه محاولات تطويع المنطقة لصالح الكيان الصهيوني، من منطلق المسؤولية في مواجهة مع العدو تنطلق من ثوابت واضحة.

رسائل موجهة للداخل والخارج، حيث باتت القدرات العسكرية اليمنية ورقة سياسية أيضًا، تستخدمها اليمن لتعزيز موقفها التفاوضي، والتأكيد على أن أي تسوية سياسية مستقبلية يجب أن تأخذ هذا التطور بعين الاعتبار من قاعدة الثبات على الأرض وحمايتها من مشاريع العدو الاستعمارية.

 

 دلالات استراتيجية .. تغيير قواعد الاشتباك

استطاعت اليمن كسر احتكار الردع الذي كانت تحتكره قوى كبرى في المنطقة، وأثبت أن بإمكان دولة محاصرة تصنيع سلاح ردع ناجع ، كما أن دخول اليمن على خط المواجهة المباشرة أجبر العدو الصهيوني على إعادة تقييم استراتيجيتهم حيال اليمن بل ومحور المقاومة بأكمله ، كما أصبح واضحًا أن الضربات اليمنية لم تعد منفصلة عن السياق الإقليمي، بل تعمل بتناغم مع جبهات جنوب لبنان، غزة، والعراق، ما يخلق ضغطًا متعدد الاتجاهات على العدو الصهيوني وحلفائه.

 

 اليمن الجديد .. قوة ردع إقليمية في معركة المصير الواحد

تحول اليمن إلى قوة ردع إقليمية لا يمكن تجاهلها يشكّل أحد أبرز المتغيرات في المشهد الاستراتيجي للمنطقة ،فهذا البلد، الذي حاول الأعداء تهميشه وتحجيمه، خرج من قلب الحرب والحصار ليؤكد أنه بات عنصرًا فاعلًا في معادلة الصراع، ليس فقط في الدفاع عن أرضه، بل في دعم قضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين.

إن ما تصنعه اليمن اليوم ليس فقط نصرًا عسكريًا، بل تحوّلًا في الهوية والقرار، ورسالة مفادها أن السيادة تُنتزع بالقوة، وأن مشروع التحرر لا تحده المسافات، ولا تعيقه العوائق.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com