Herelllllan
herelllllan2

مستقبل اليمن الإقتصادي على ضوء فكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه

يمانيون| تقرير| محسن علي

يعطي الإسلام الجانب الاقتصادي أولوية هامة ورئيسية في مسار المواجهة مع الأعداء, لما له من أهمية بالغة في تمكين الأمة من الوقوف على قدميها لإقامة دين الله وإعلاء كلمته, كما أنه أحد الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها الاعداء في ساحة الصراع لا يقل شأنا عن المواجهة العسكرية بل وأخطر منها بكثير, ونظرا لما تتميز به اليمن من مناخات متعددة وموقع استراتيجي, فقد أولى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي –رضوان الله عليه- في سلسلة دروس من هدي القرآن , الجانب الاقتصادي أهمية بالغة في محاضراته التي قدم فيها جرعات من الوعي المتكاملة ,ورسمت كلماته مسارا مشرقا لمستقبل اليمن ما يمكن الشعب من النهوض بمسؤوليته وتحقيق النهضة الاقتصادية الشاملة  والتعافي من الحالة القائمة التي أوصلت الشعب إلى حافة الإنهيار منذ ما قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م.

 

تحويل التحدي إلى فرصة

مثل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن منذ26 مارس2015م تحديا كبيرا لإدارة شعبنا اليمني, وبرز الجانب الاقتصادي الرديف الثاني للحرب العسكرية كهدف للعدوفي دائرة الصراع ومسرح العمليات للإطاحة به والسيطرة عليه واحتلاله في غضون أيام, في وقت كان اليمن يعاني من انهيار شبه تمام في كافة المجالات سيما في الجانب الاقتصادي الذي وصل قبل ثورة سبتمبر إلى حافة الهاوية, وبخطى واثقة تمكنت اليمن ممثلة بالسيد القائد يحفظه الله من تحويل هذا التحدي إلى فرصة للبناء والتنمية بشكل متدرج ما أسهم في تحقيق قفزة نوعية في مسار الاكتفاء الذاتي في عدة محافظات رغم الحصار الجائر, وهو ما كان قد أكده الشهيد القائد في محاضراته دروس من هدي القرآن والتي أكد على أن تحقيق النصر في ميدان المواجهة الاقتصادية مع العدو لا يمكن أن تتحقق إذا لم تكن هناك قيادة ربانية تسعد الأمة على يديها , حيث تعتبر من أهم متطلبات المواجهة.

 

التنمية للإنسان طريق لتنمية الاقتصاد

خلافا لما ذهب إليه أتباع النظريات الوضعية الذين أعدوالاقتصاد وسيلة لتحقيق الأرباح ورغبات الإنسان واشباع شهواته كيفما كانت, إلا أن الشهيد القائد رضوان الله عليه أكد أن البناء الروحي والإيماني للفرد هي التي ستحقق البناء الاقتصادي الذي يحفظ كرامة الأمة ويحقق استقلالها, واعتبره وسيلة لبناء الإنسان القادر على النهوض بمسؤولياته في بناء الحياة , , حيث يقول الشهيد القائد في ملزمة “اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا” ” التنمية لا تقوم إلا على أساس هدى الله سبحانه وتعالى, أليسوا يقولون هم مقولة اقتصادية (إن الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها) لا بأس .. هذه حقيقة, فإذا ما كان الإنسان يسير على هدى الله سبحانه وتعالى , إذا ما كانت نفسه زاكية إذا ما كانت روحه صالحة, ستنمو الحياة وتعمر بشكل صحيح”.

ويضيف ” نحن نقول : نريد التنمية التي تحفظ لنا كرامتنا , ونريد نمو الإنسان في نفسه, وهو الذي سيبني الحياة, هو الذي سيعرف كيف يعمل, هو الذي سيعرف كيف يبني اقتصاده بالشكل الذي يراه اقتصادا يمكن أن يهيئ له حريته واستقلاله, فيملك قراره الاقتصادي, يستطيع أن يقف الموقف اللائق به, ويعمل العمل المسؤول عنه أمام الله ”

 

الوقوف في مواجهة الأعداء

يكتسب الاقتصاد أهميته من الدور الذي يسهم به في ميدان المواجهة مع الأعداء باعتباره صماما مهما حيث أصبح الجانب الاقتصادي في ساحة الصراع الكبرى يخوض الأعداء معاركهم به ضد أمتنا , حيث يقول الشهيد القائد :” أن الجانب الاقتصادي بالنسبة للمسلمين مهم في أن يستطيعوا أن يقفوا في مواجهة أعدائهم , ويقوموا بواجباتهم وبمسؤوليتتهم أمام الله من العمل على إعلاء كلمته ونصر دينه في الأرض” وعلى ضوء ذلك حرص الشهيد القائد على تقديم المقاطعة والحث عليها باعتبارها سلاح مؤثر وفاعل في مواجهة العدو وهزيمته’ إضافة إلى أنها تعطي فرصة لتنمية الانتاج المحلي, وحافز لبناء النهضة وتغيير الواقع السيء.

 

نهضة الاقتصاد مرتبطة بحركة المال

وبينما تعمل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على كل المستويات لضرب الامة اقتصاديا وافقادها حريتها واستقلاليتها, ما يفقدها القدرة على المواجهة وتتحول إلى أسواق استهلاكية” نبه الشهيد القائد رضان الله عليه في ملزمة “اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا” إلى أن الجانب الاقتصادي يمثل احد المجالات التي عن طريقها يسعى اهل الكتاب إلى ضربنا ومنع الأمة من امتلاك القوت الضروري أو تحقيق أي من مظاهر الاكتفاء حيث يقول “التنمية من منظار الآخرين هي: تحويلنا إلى أيد عاملة لمنتجاتهم وفي مصانعهم, تحويل الأمة إلى سوق استهلاكية لمنتجاتهم, ألا يرى أحد من الناس نفسه قادرا على أن يستغني عنهم : قوته وملابسه, حاجاته كلهم من تحت أيديهم هل هذه تنمية؟”.

 

ثروتنا البحرية وحدها تكفي

وفي ظل حالة الفقر الذي عاشه أبناء اليمن لقرون من الزمن رغم امتلاكه ثروات كبيرة وخيرات متعددة , أشار الشهيد القائد إلى جملة من الأسباب التي لا تزال حجرة عثرة في استفادة الشعب من خيراته وثرواته والتي على رأسها خطط اقتصادية فاشلة, حيث يقول في ملزمة الدرس التاسع من سلسلة دروس رمضان ” يوجد خلل بالنظام بشكل عام ,النظام الإداري, في التوظيف, في التخطيط, في استغلال الخيرات, في التعامل مع الله, ولهذا تجد الناس ثرواتهم لم تعد تشكل شيئا , ألم نصبح نحن عالة على الآخرين تقريبا في مأكلنا ومشربنا, بما فيها البلدان التي تمتلك ثروات ضخمة’ مأكلنا, ملبسنا, أدويتنا, الوسائل الضرورية والكمالية كلها من عند الآخرين من الخارج, ومع هذا تجد ديونا كثيرة وثرواتنا أين؟ الثروة البحرية لليمن وحدها تكفي, ساحل طويل عريض حوالي 2000 كم , البحر الأحمر والعربي, ناهيك عن البترول والمعادن وواردت كثيرة”.

 

الفساد المالي..!

لم تعمل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في اليمن منذ من قبل الثورة الشعبية شيئا يذكر سوى فرض الجرعات الاقتصادية التي جثمت على الشعب ما ضاعف من انتشار حالة الفقرء في أوساط المجتمع, ما يؤكد أن العدو كان قد زرعها منذ وقت مبكر تعمل على تحقيق مصالحه وتنفذ السياسات الأمريكية وعلى مستويات متعددة حيث كان الفساد المالي هو السائد, وهو ما يؤكده السيد حسين بدر الدين حيث قال في ملزمة الدرس التاسع من دروس رمضان ” إذا سلم المال العام أمكن أن يكون هناك قدرة شرائية وقدرة في مجال حركة الناس, في تجارتهم وزراعتهم, فتنهض رؤوس الأموال’ وتنهض وتكثر الأموال’ وإذا كان هناك اختلاس للأموال العامة تأتي كثير من الأعباء تضاف على الأموال الخاصة, تضعف القدرة الشرائية .

 

الثروة البشرية

يدحض الشهيد القائد نظريات الكثافة البشرية التي تروج لها المنظمات التابعة للأمم المتحدة ’بأنها عائق تجاه النمو الاقتصادي, مبينا مكامن الخلل بقوله “المشكلة كلها من عند القائمين على الناس, من يحكمون الناس, هم الذين يجعلون الفساد ينتشر ’ فتقل البركات , تكون خططهم الاقتصادية فاشلة’ ليس لديهم اهتمام بالناس, ليس لديهم خبرة في رعاية الناس لا تربويا ولا غذائيا, وإلا فالله قد جعل الأرض واسعة, ثم بالنسبة للشعوب والأمم غير صحيح بأنه إذا ازدحم الناس وأصبح عدد شعب من الشعوب 20 مليون نسمة’ بأنه سيكون شعبا ضعيفا, لا’ بل يقولون فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي: إن الشعوب الكبير تصبح هي سوقا لنفسها’ سوقا استهلاكية”.

 

خطط فاشلة وغياب الخطاب الإعلامي

اعتبر الشهيد القائد التكدس البشري في المدن وترك الأرياف, والتعاملات الربوية, وعدم الاهتمام بالمنتج المحلي, واكتناز الأموال, واحدة من المشاكل والأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها الأنظمة المتعاقبة, وشاهد جليا على الخطط الفاشلة التي كان يدار بها الاقتصاد اليمن, في حين أن غياب الخطاب الإعلامي الجاد بأهمية استهلاك الأمة لوسائل عيشها من السلع الأساسية جعل الفرد والمجتمع على حد سواء لا يعطون هذا الأمر الاهتمام’ بل أصبحت النظرة الاجتماعية للمزارعين بأنهم أقل تمدنا وتحضرا وفي هذا يقول الشهيد القائد في ملزمة في ظلال دعاء مكارم الاخلاق الدرس الثاني ” من واجب الناس في الانتخابات إذا قدمت برامج انتخابية لأي انتخابات كانت أن يقولوا: نحن نريد زراعة” كما أن المزارعين أنفسهم تقع عليهم مسؤولية المطالبة وعدم السكوت, وكذلك أهمية دور العلماء في هذا الجانب.

ويحذر الشهيد القائد رضوان الله عليه في سلسلة دروس معرفة الله –نعم الله- الدرس الخامس بقوله ” مع أننا نصيح من زراعة القات أنه ليس هو ما يجب أن نعتمد عليه  باستمرار, هذه الشجرة إذا ظل الشعب معتمدا عليها باستمرار فبالتأكيد لا يستطيع أن يكون له موقف من أعداء الإسلام, وإذا كنا مصرين على زراعته جيل بعد جيل ’ هذا أيضا من الإصرار على أننا لسنا مستعدين أن نقف موقفا يرضى الله تعالى في مجال نصرة دينه وإعلاء كلمته’ وأن نقف في وجه المفسدين في الأرض اليهود والنصارى وأوليائهم.

 

اهمية الانتاج وتنمية عناصره

تأخذ تنمية عناصر الانتاج أبعاد إيمانية إلى جانب الأبعاد المادية التي لا تتحقق إلا عن طريق بناء الإنسان المنتج وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات المحلية وتحريك الأموال وعدم اكتنازها وفي هذا الجانب يقول الشهيد القائد في ملزمة الدرس التاسع من دروس رمضان المبارك” ثم إن مسألة النمو الاقتصادي هي قضية ليست كلها مرتبطة بالأرض فقط’ أيضا هي مرتبطة بعلاقة الناس مع الله ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) .

 

خاتمه

العودة إلى الله هي القضية المحورية لتحقيق مستقبل اليمن الإقتصادي’ والإنفاق والزكاة من كمال الإيمان وعوامله الرئيسية في مسار مواجهة اليهود والنصارى واوليائهم سيما في مرحلة كهذه كما يؤكد على ذلك الشهيد القائد, لأن الجيش والشعب الذي لا قوت له لا حول ولا قوة له.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com