من الذاكرة المضحكة
عادل الحسني
حين كانت تتردد مقولة “سنرفع العلم على جبال مران”
فما كانت النتيجة إلا إهانة راية الجمهورية في وادي حضرموت، كما أهينت سابقًا في عدن، وفي كل رقعة أرض ابتلعها التحالف.
هل وصل الجميع إلى الحقيقة المجردة؟
بلدكم يُهان على يد القوى الخليجية وأدواتها.
الأرض اليمنية الكبيرة، بتاريخها وبأس رجالها؛ يحكمها ضباط السعودية والإمارات.
واقع كان متوقعًا منذ أن بانت المخططات، ولقد أرسلنا التحذيرات مبكرًا إلى كل من يخالف التحالف، ولا زلنا نحذر ونكرر ألَّا تركنوا إلا إلى الدفاع عن ثوابت البلد وثروات أرضكم.
قد أُصيبت قبلكم أبين وشبوة، وامتد الأذى إلى حضرموت، واستفرد التحالف بكل محافظة على حدة؛ فالعصا الواحدة ليست عصية على الكسر.
استغلال الخلافات بين اليمنيين هو الثغرة التي تسلل منها كل طامع.
وها نحن اليوم نقف على أطلال السيادة الممزقة المهترئة، نقف ونرى يمننا مرتهنًا لأمر الأجنبي.
الموازين المختلة تهيمن على المنطق، عجبًا كيف تحتفلون بالحبل الجديد المربوط على أعناقكم!
النزال جولات، ومن المهم أن تبقى الثوابت واضحة
ما يجري نتيجة طبيعية للتردد حين كان قرار الحسم ضرورة.
كان كل شيء واضحًا، لكن البعض كان يأبى أن يصدق، حتى رأى الإهانة بنفسه.
وربما تكون هذه اللحظة جرس إنذار لا يمكن تجاهله.
وربما يفهم الجميع أن اليمن لن يرفع رأسه ما دام قراره خارج حدوده، وأنَّ التفاهم بين أبنائه ضرورة وجود.
وربما يستمر التردد، ويستمر التغاضي عن الأحداث حتى يغدو يمننا مجرد تاريخ، ليس إلا.