معركة التحرير الثانية

يمانيون| بقلم: أحمدالزبيري

القوى الاستعمارية الدولية الجديدة وأدواتها الإقليمية تسعى بشراسة  لتنفيذ مخططاتها على نحو متسارع لفرض امر واقع في المحافظات والمناطق اليمنية المحتلة  بهدف تقسيمها وتقاسمها واستكمال السيطرة على موقعه الاستراتيجي ومناطق الثروات.

 تحريك دويلة الإمارات لادواتها من قوات طارق عفاش والزبيدي والمحرمي  إلى محافظة حضرموت في مواجهة مرتزقة السعودية الذين يتوزعون بين ما يسمى تحالف قبائل بن حبريش وقوات المنطقة التابعة لحزب الاصلاح والمعركة ليست كما قد تبدو ظاهريا صراع سعودي_اماراتي لتقاسم اكبر محافظة يمنية مساحة والاغنى ثروتا وانما  في سياق السيناريوهات الهادفة إلى تغير نتائج اسناد غزة ونصرة فلسطين.

وهنا ناتي إلى الاستخلاص الأهم وهو ان كيان العدو الصهيوني اصبح لاعبا اساسيا مع الأمريكي والبريطاني ووكلائمهم الإقليميين وتحديدا السعودي والإماراتي الذين عادوا لدورهم الوظيفي التمويلي التنفيذي.

بطبيعة الحال منذ بداية العدوان على اليمن  عام 2015، كان الكيان الصهيوني حاضراً فيه وتحدث قادته على أهمية تلك الحرب العدوانية بالنسبة لهم وتوافق حينها المجرم نتنياهو مع ما قاله ضابط الاستخبارات السعودي المتصهين أنور عشقي في محاضرة له امام منظمة اللوبي الصهيوني الأمريكي (أيباك).

الكيان الصهيوني لم يعد دوره التأمري الاستخباراتي  واضح لا لبس فيه بل وصارت علاقته بالمرتزقة والخونة معلنة  واستخباراته الذي كانوا يأتون بغطاء أمريكي وبريطاني أصبحوا اليوم يفصحون عن أنفسهم ولا يخجل المرتزقة من ذلك، وهذا يوصلنا إلى فهم ما يجري في حضرموت من صراع ظاهرة مواجهة بين مرتزقة الإمارات والسعودية وعمقه التسريع من السيطرة على مناطق الثروات والموقع.. وحضرموت تشكل في هذا الجانب العقدة الأكبر وإدخال أبنائها في صراع السيطرة والتقسيم سيسرع من تنفيذ المخططات على مستوى اليمن والمنطقة وهذا وهم أمريكي بريطاني صهيوني متجدد يفضح حقيقة الدور السعودي والإماراتي لصالح أسيادهم في تل أبيب وواشنطن ولندن وأدواتهم الداخلية سوف تفشل وسوف يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية تسرع من وحدة اليمنيين في الشمال والجنوب لمواجهة الغزاة والمحتلين وخوض معركة التحرير الثانية للمحافظات المحتلة انطلاقاً من وعي عميق أن سيادة ووحدة واستقلال اليمن هي التي سوف تنتصر  لتحرير كل شبر من الأرض اليمنية.

ولا يمكن أن يتحقق إلا بمواجهة العملاء والخونة ومشغليهم من خلال اصطفاف وطني متجاوز للفهم المناطقي والطائفي والجهوي والمذهبي فالمساءلة ليست حضرموت والمهرة أو عدن والساحل الغربي بل اليمن وعندما نستعيد الأرض ونحرر أبناءه من أوهام الفتن والدعوات المشبوهة سنكون قادرين على حل كل مشاكلنا وقضايانا ونذهب معاً لبناء يمن حر ومستقل متحرر من الوصاية والتبعية ودولة قوية وقادرة وعادلة تتسع لكل اليمنيين لا مكان فيها للخونة والعملاء والفاسدين والانتهازين.

You might also like