أين ضاعت ثروات اليمن 33 سنة..؟
يمانيون| بقلم: محسن علي
تزخر اليمن بالعديد من الموارد المتنوعة والثروات المختلفة والمعادن التي حبا الله بها هذا البلد. ورغم تعدد الخيرات، لا تزال اليمن تُصنَّف كواحدة من أفقر بلدان العالم العربي والإسلامي، ويعيش فيها أكثر من 40 مليون نسمة حالة البؤس والحرمان والفقر، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل عن مصير تلك الخيرات خلال 33 عامًا.
هذه الموارد والخيرات استُهدفت داخليًا عبر نظام عفاش وأثناء فترة حكمه، واستُهدفت خارجيًا من قبل السعودية والإمارات، وهو ما جعلها اليوم محل أطماع القوى الخارجية، وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني. ومن أجل السيطرة عليها ونهبها، شُنّ على بلدنا التحالف الإجرامي.
ونعود لنتساءل مجددًا: ماذا لو جُيّرت خيرات اليمن واستُغلت ثرواته طيلة ثلاثة عقود بأفضل ما يمكن؟ لما كان وضعنا اليوم بهذه الحال، ولما عاش شعبنا حالة العوز والفقر المدقع، ولما ظل يئن من المعاناة ويشكو الظروف، ويبحث عن سبل للهجرة والاغتراب في الخارج من أجل الحصول على لقمة العيش.
لكن تخمة الفساد هي التي أوصلت بلدنا إلى حافة الهاوية، وأثقلت كاهل الشعب بتركة كبيرة من الفساد المالي والإداري والقانوني والقيمي والأخلاقي في كل مناحي الحياة, لا تزال جذوره قائمة، وأساليبه جاثمة ومتغلغلة في كل مفاصل ومؤسسات الدولة, ومن أجل ذلك دعا قائد الثورة إلى ضرورة تطهير المؤسسات من بقايا الخونة والعملاء.
وهنا نقول لأذيال العفافشة: كفاكم بكاءً ونواحًا ونحيبًا ونباحًا على الظروف التي نعيشها جميعًا، بل كان الأجدر بكم أن تتحدثوا عن فلل وقصور عائلة عفاش في صنعاء وعدن ومختلف المحافظات، وأن تتحدثوا عن مدينة صنعاء الجديدة في الإمارات، وعن وثائق ويكيليكس التي كشفت أرصدة الصريع صالح في البنوك العالمية وحجمها المهول.
تحدثوا عن مزارع المانجو الشاسعة، والليمون، والبرتقال، ومختلف أنواع الفواكه في تهامة وعبس. واسألوا أنفسكم عن مصير إيرادات النفط والغاز والثروة السمكية والمعادن. واسألوا ما هي الإنجازات الخدمية التي قُدمت لشعبنا، وعددوها للشعب كي يقتنع بحديثكم. فقط نتمنى ألا تحسبوا المنح والهبات الخارجية المتمثلة في مشاريع الطرق والكهرباء والاتصالات والمدارس والمستشفيات على أنها من ضمن الإنجازات، فهي ليست إلا شَحْتًا واسترزاقًا.
وفي الأخير.. هل يعقل أن يصدقكم الشعب أنكم بنيتم مؤسسات للدولة، وأنتم اليوم بين أظهرنا تشاهدون مباني القضاء والنيابات والمحاكم، وأقسام وزارة الداخلية، وحتى المنازل التي تُستخدم كمدارس لوزارة التربية والتعليم، تُستأجر من قبل الدولة حتى الآن؟!
فهل بنى عفاش مؤسسات للدولة، أم استثمر خيرات اليمن لصالح حزبه، ووزع مواردها على حاشيته وخدمه؟ لا يزال مخزون عفاش يتعبني ويتعبك ويتعب الشعب.