حدث عالمي بأبعاد ودلالات عميقة وعظيمة ..اليمن يبهر العالم

في مشهد مهيب سجّلته عدسات التاريخ، شهدت العاصمة صنعاء  وكل المحافظات الحرة ،حشودًا مليونية غصّت بها ساحات الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله وسلم، في احتفال غير مسبوق بذكرى المولد النبوي الشريف ، حشود فاقت الوصف، حتى لم تسعها الساحات، كما لم تسع حبها وولاءها للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، مشهد حيّ جسّد الآية: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} ، فكان اليمن بحقّ أنصار اليوم، كما كانوا أنصار الأمس.

يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي

 

هذا التقرير يُسلّط الضوء على أبعاد هذا الحدث الاستثنائي، من زواياه المختلفة، الدينية والإيمانية، السياسية، العسكرية، والإعلامية، ويرصد كيف تحولت الساحات في صنعاء وكل المحافظات إلى منبرٍ عالمي يُعبّر عن صوت الشعوب الحرة التي لا تنكسر بالحروب ولا تُخرسها المؤامرات، كما يتناول خطاب السيد القائد وما حمله من رسائل استراتيجية، إلى جانب ردود الأفعال الداخلية والخارجية التي عكست وقع الحدث على الرأي العام العربي والدولي.

إن أهمية هذا التقرير تنبع من كون الحدث الذي يتناوله ليس محليًا فحسب، بل هو حدث عابر للحدود، عابر للزمن، يعيد تعريف العلاقة بين الأمة ورسالتها، بين الشعوب وأنبيائها، ويعيد تموضع اليمن في قلب المعادلة الإيمانية والسياسية للمنطقة.

 

 الحشود التي أبهرت العالم

منذ ساعات الصباح الأولى، تدفقت الجماهير من كل محافظات الجمهورية إلى ميدان السبعين، في تظاهرة إيمانية غير مسبوقة، امتدت لعدة كيلومترات، تجاوزت كل التوقعات، وفرضت نفسها كأعظم مشهد احتفالي بذكرى المولد النبوي الشريف في العالم الإسلامي.

 

الأبعاد والدلالات الإيمانية

أثبت اليمنيون أنهم، رغم سنوات العدوان والحصار، ما زالوا أحياء الوجدان، ثابتين في الإيمان، متمسكين بالهوية النبوية، ومتصلين برسولهم من موقع الاقتداء، لا من موقع الشعارات.

ولم يكن الحشد مجرد مناسبة احتفالية، بل إعلان شعبي بأن النبي محمد صلى الله عليه وآله، لا يزال الحاضر الأول في وجدان اليمنيين، وأن محبته تُترجم في الالتزام بسيرته، والانتصار لقضيته، والسير على خطه في مواجهة الظلم والطغيان.

قدّم اليمن، من خلال هذا الحدث، نموذجًا فريدًا لشعب حيّ، يتفاعل مع القضايا الكبرى من منطلق إيماني، ويُحيي ذكرى النبي كمحطة للتزود بالوعي والبصيرة ومواجهة التحديات، لا كطقس موسمي.

 

الأبعاد السياسية في خطاب السيد القائد يحفظه الله

في خطابه بالمناسبة، رسم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله  ملامح الموقف السياسي والإيماني معًا، من خلال رسائل واضحة، كان أبرزها تجديد الالتزام بالقضية الفلسطينية ومواصلة دعم المقاومة حتى التحرير الكامل، ورفض التطبيع والتحالف مع أعداء الأمة، وعلى رأسهم العدو الصهيوأمريكي، وكذلك التمسك بحق اليمن المشروع في الدفاع عن نفسه ومواصلة الصمود في وجه العدوان، والتأكيد على الاستقلال السياسي ورفض الوصاية ، معلنًا أن اليمن حاضر كقوة شعبية حرة لا تتبع إلا قناعاتها وقيمها، واعتبار المشروع القرآني هو الأساس الذي يُبنى عليه الموقف السياسي والعسكري والاجتماعي.

 

الدلالات العسكرية .. رسالة الجيش إلى السيد القائد

في سياق المناسبة، وجّه وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، رسالة تهنئة إلى السيد القائد، حملت دلالات عسكرية عميقة، من أبرزها، تجديد العهد للقيادة القرآنية المؤمنة الصادقة وتأكيد على الجهوزية الكاملة لأي مواجهة، مهما كانت التحديات، ومتى ما صدرت التوجيهات، وهو ما يؤكد تجذّر العلاقة بين العقيدة العسكرية والإيمانية، واعتبار الدفاع عن الوطن امتدادًا للولاء للنبي محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، والدلالة الأبرز عسكرياً أنها كانت رسالة موجهة للعدو  أن المؤسسة العسكرية يقظة، حاضرة، قوية، ومتماسكة خلف قيادة واحدة وشعب موحّد.

 

ردود الأفعال .. الحشود تصنع صدمة للعالم وتُربك الخصوم

الحشود المليونية التي شهدتها صنعاء وبقية المحافظات أثارت ردود أفعال واسعة، فعلى المستوى المحلي شهد الداخل اليمني حالة من الاعتزاز الشعبي، وشعور بالفخر بالتنظيم العالي والمشاركة الكثيفة التي شملت مختلف فئات المجتمع، وإعلاميًا، وقع الإعلام المعادي في حالة ارتباك وتجاهل متعمد، وهو ما عكس فشل أدوات الحرب الناعمة في طمس واقع الانتماء الشعبي للمشروع النبوي، وعلى المستوى الإقليمي والدولي ، صُدم المراقبون من حجم المشاركة، واعتبروها أكبر فعالية دينية سياسية في المنطقة بل والعالم، مقارنة بدول مستقرة تنعدم فيها مثل هذه الروح الجماهيرية، أما على الصعيد السياسي، فقد عزّزت الحشود من موقع صنعاء السياسي وكل المحافظات الواقعة في نطاق المجلس السياسي الأعلى، وأكدت أن الشرعية الحقيقية تُمنح من الشعب لا من الخارج، وأن اليمن يعيش حالة نهوض شعبية لا يمكن القفز فوقها.

 

من ساحات الأنصار إلى العالم .. هذا هو اليمن

ما شهدته العاصمة صنعاء وكل المحافظات ، في ذكرى المولد النبوي الشريف لم يكن مجرد احتفال، بل تعبيرًا عن وعي حضاري، وولاء إيماني، ورسالة سياسية وعسكرية وثقافية، تؤكد أن اليمن حاضر في قلب الأمة، وشعبه متجذر في انتمائه النبوي، وقيادته محل التفاف شعبي عظيم، وجيشه في جاهزية دائمة خلف راية الحق، وإنه سبق إيماني، وموقف سياسي، وانبعاث شعبي في زمن الغفلة، هذا هو اليمن، شعب الأنصار، وجند محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في زمن الحاجة لأنصار يرفعون رايته وينصرون دينه وينتصرون للمستضعفين والمقدسات .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com