في الذكرى الحادية عشرة لثورة 21 من سبتمبر .. قائد الثورة يوجه رسائل هامة للداخل والخارج
في خطابه بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، ألقى السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، خطابًا سياسيًا وفكريًا محوريًا، عكَس من خلاله الأبعاد العميقة للثورة، وذكّر بالسياقات التي فجّرتها، والإنجازات التي حققتها، والتهديدات التي واجهتها ولا تزال تواجهها،
يمانيون / خاص
الثورة نعمة إلهية وحدث تاريخي فاصل
افتتح السيد القائد خطابه بتوصيف الثورة بوصفها “انتصارًا تاريخيًا عظيمًا” ومنحة إلهية لشعبٍ عانى من التبعية والارتهان، ما يُضفي على الثورة بعدًا دينيًا وروحيًا، ويجعل منها فعلًا تعبّديًا ووطنيًا في آنٍ واحد، هذا التوصيف يعكس رؤية السيد القائد للثورات لا كمجرد حراك سياسي، بل كجزء من مشروع إيماني وأخلاقي لتحرير الإنسان والأرض من التسلط والاستعباد.
وهنا دلالة على ربط الثورة بالإرادة الإلهية يضفي عليها شرعية روحية، ويمنحها بعدًا يتجاوز السياسة اليومية نحو المشروع الحضاري للأمة.
التأكيد على الأصالة الوطنية للثورة
شدّد السيد القائد على أن ثورة 21 سبتمبر انطلقت من “إرادة يمنية خالصة” دون تدخل خارجي، بل على العكس، واجهت الهيمنة الأجنبية المتمثلة في الوصاية الأمريكية، وهنا يرسم الخطاب حدودًا واضحة بين مشروع الثورة التحرري ومشاريع التبعية التي كانت سائدة قبلها، وهنا تتجلى أبعاد الثورة التي انطلقت من رفض التدخلات الأجنبية، ويأتي ذلك في سياق كشفه للدور الأمريكي في إدارة شؤون اليمن خلال العقود السابقة، متحدثًا عن هيمنة السفير الأمريكي الذي كان يتحكم بـ”الرئيس وكل سلطة”، واستعادة السيادة الوطنية، وهو من أبرز أهداف الثورة كما يراه السيد القائد، إذ يشير إلى أن اليمن كان فاقدًا لسيادته قبل 21 سبتمبر.
البُعد الشعبي والثوري الحقيقي
أكّد السيد القائد أن الثورة لم تكن نخبويّة أو مؤطّرة بحزب أو جماعة، بل كانت حراكًا شعبيًا شاملًا، موّله الشعب بقوافله، وسانده بوعيه ودمه وعطائه، ما يجعلها “ثورة تحررية ذات تمويل شعبي خالص”، ودلالة هذا العنوان هو التأكيد على البعد الشعبي يدحض السرديات المناوئة التي تصور الثورة كتحرك لفئة دون أخرى، ويعزز من صورتها كإرادة جمعية نابعة من قاع المجتمع اليمني.
نظافة الأداء الثوري وضبط النفس
وصف السيد القائد أداء الثورة بأنه “راقي ونظيف” وغير مسبوق من حيث الانضباط، حيث لم تُسجّل أي اعتداءات أو تجاوزات رغم الانتصار، وهذا ما عبّر عنه بقوله: “لم يكن هناك من قبل رواد الثورة أي اعتداءات أو تعسفات”، ويعكس النهج الأخلاقي للثورة، ويوصل رسالة بأن الثورة لم تكن انتقامية أو فوضوية، بل كانت منضبطة بأخلاق وقيم إيمانية، ويرد على الحملات الإعلامية التي تحاول تشويه صورة الثورة واتهامها بالعنف أو الفوضى.
الثورة في سياق الصراع الإقليمي والدولي
أشار السيد القائد بوضوح إلى أن الثورة جاءت ضد مشروع أمريكي كان يتحكم بمفاصل الدولة، هذا يضع الثورة ضمن سياق أوسع من المواجهة مع مشاريع الهيمنة الدولية، ويجعلها جزءًا من محور مقاوم في الإقليم، والخطاب يربط بين ما هو محلي وما هو دولي، ليقول إن ما حدث في 21 سبتمبر ليس معزولًا، بل هو نقطة تحول في معادلة الصراع مع الاستكبار العالمي.
ثورة متجددة .. ومشروع مستمر
أعاد السيد القائد عبد الملك الحوثي في خطابه ترسيخ المبادئ التي انطلقت منها ثورة 21 سبتمبر، وذكّر بالأسباب التي دفعت الشعب اليمني للقيام بها، في مواجهة الفساد والتبعية والإذلال الخارجي. كما شدد على أن هذه الثورة لا تزال مستمرة، ليس فقط كذكرى، بل كمشروع تحرر وكرامة واستقلال وسيادة.
وبين الإيمان الشعبي، والقيادة الواعية، والتاريخ الحافل بالتضحيات، يستمر اليمن بثورته على طريق بناء الدولة المستقلة، بعيدًا عن التبعية والارتهان، رغم ما يواجهه من تحديات وحصار وعدوان.