المراغة فكري جابر لـ(يمانيون): ما حدث في شبوة بسبب غياب سلطات الدولة وسلاح القبيلة يجب توجيهه ضد الإحتلال

يمانيون|حوار

في حوار هو الأجرأ والأكثر حسماً، يضع الشيخ فكري محمد أحمد جابر، أحد مراجع العرف القبلي في اليمن ومراغة قبائل الحيمتين غربي محافظة صنعاء، النقاط على الحروف حول أخطر ملفين يهددان النسيج الاجتماعي اليمني: غياب الدولة وتدخل المحتل الأجنبي.

الشيخ جابر وفي حوار لموقع القبيلة اليمنية الأول (يمانيون) لم يكتفِ بتفكيك الأركان الستة للعرف القبلي، مؤكداً أن “العرف ليس قانوناً يُكتب بل أخلاق”، بل صعد لهجته ليحمّل “الغزو والاحتلال الإماراتي وادواتهم من فصائل العمالة والإرتزاق” مسؤولية الجريمة الشنعاء التي هزت شبوة، واصفاً إياها بأنها نتاج لـ “زرع الكراهية” و”استغلال ضعاف النفوس”.

وفيما يشدد على أن “قتل المستيسر حرام وظلم كبير”، يطرح الشيخ جابر رؤية حاسمة للمخرج الوحيد من الفوضى والانفلات الأمني، داعياً قبائل اليمن للتوحد تحت قيادة واحدة لمواجهة “المحتل المغتصب”, وتفاصيل شيقة أخرى عن الموضع الخمسة المجرمة في أخذ الثأر تعرفونها في سياق هذا اللقاء ومع التفاصيل..

حاوره : محسن علي

قواعد القبيلة ترتكزعلى 6 أركان “الشرع, والمنع, والسلف, والعرف, والسنة, والصائب”

نريد أن تكون الشريعة الإسلامية الغراء هي من يحتكم الناس لها جميعا

نحن قوم نحمل الإنسانية منذ قدم التاريخ وثقافتنا تقول “من عفى وأصلح فأجره على الله”

.. أولا أود الحديث عن مجمل التقنين أو القانون القبلي أو القبيلة مشمل القبيلة بأساسها وما يسمى بالعرف الذي يأخذ ركنًا من أركان القبيلة، لذا فإن القبيلة ترتكز قواعدها وأدبياتها وأحكامها على 6 أركان أساسية وهي الشرع، والمنع والسلف، والعرف، والسنة، والصائب، وسأوضحها بالتفصيل كالتالي:

أولا الشرع: هي شريعة رسولنا محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وآله الشريعة الإسلامية الغراء التي تستظل تحتها كل الأعراف القبلية أو الأسلاف أو السنن أو الصائب، لذا فإن الشرع الإسلامي يستظل تحتها كل الشرائع عملا بقول الله تعالى ” خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين” فما وافق الشريعة الإسلامية من الأعراف القبيلة فهو صحيح، وما اختلف عنها أو خلافها فهو جاهلية لا عمل عليه.

ثانيا المنع: وهي الأخوة، أو الدم واللحم، أو النسب، أو المصاهرة، وما شابه هذا القبيل، غير المقننة لها أدبياتها وأخلاقها واحترامها

ثالثا السلف: ما تسالفت عليه كل قبيلة داخل قومها ويخصها هي، لا القبائل الأخرى، وكل منطقة وقبيلة لها سلفها بحسب تضاريسها ومواردها ومكانها وزمانها، وتتغير حسب الزمان والمكان، مع أن العرف واحد والأسلاف متفرعة، لكنه يكون مكتوبًا بما تراضى وتكاتب عليه أهل منطقة معينة ما، ويختلف من منطقة إلى أخرى وقالوا في بنود السنن والأحكام القبيلة “الضيف في حكم المضيف” بمعنى أن كل بلاد وقبيلة لديها سلف، فمن دخل في أي قبيلة أو وصلها، دخل في سلفها،

رابعا العرف: لا يكتب وليس قانونًا، وإنما هو أخلاق مثل اسمه “عرف” ما تعارف عليه العقل من أخلاق ومبادئ وقيم صحيحة، وما غير ذلك فهي اللاأخلاقية وبقول أفصح وأعم “جاهلية” ولا يكتب ولا يقنن وليس تشريع، ولكن كلما كانت أخلاق حميدة فهو عرف متعارف عليه، كون العقل البشري كإنسان ينكر كل الأشياء الهمجية، حيوانية، غرائز، لا تمت إلى الإنسانية بصلة، وكلما هو حسن وأخلاق طيبة، كما قال رسولنا محمد صلوات الله عليه وآله «إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق»، فكلما كان فيه الأخلاق فهو عرف.

خامسا السنن: وهو ما تساننت عليه القبائل و«من سن سنة حسنة؛ فله أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها وإثم من عمل بها إلى يوم الدين».

سادسا الصائب: وهو اتباع الحق في كل شيء فلا يكون الشيخ منحازًا إلى طرف ضد الآخر، أو تكون حدوده حدود قبيلته أو منطقته، بل على العكس من ذلك تماما، يكون كلامه وحدوده وثقافته ثقافة الحق أينما وجد وفي إطار حدود الحق وألا تكون عنصرية في ذلك، وكلما كان فيه الحق فهو صحيح وشرع صريح واتبع, وكان هو الأولى وغير ذلك انتهى وهذا ما أردت توضيحه لمن لا يعلم بهذه الأركان.

 

قبائل شبوة تحمل تاريخ عريق في اليمن والأفعال الهمجية لا تمثلها

العرف القبلي يرفض “قانون التوحش” والمجتمع اليمني يدين مثل هذه الجرائم

أدعوا قبائل اليمن للاصطفاف حول قيادة واحدة لمواجهة الغزو والاحتلال الأجنبي

نصيحة للإعلاميين والناشطين

.. بالنسبة لما حصل في محافظة شبوة القابعة تحت سيطرة الغزو والاحتلال الإماراتي وأدواتهم من المرتزقة، فنرجو من الناس جميعا ألا يذكروا أبناء وقبائل شبوة بسوء، فكل من أساء أو عمل عملا مشينا فنخصصه بذاته فيكون هو المنبوذ والمخطئ والغلطان، فلا يجب علينا أن نعم الناس جميعا، فشبوة كانت ولا تزال محافظة من محافظات اليمن لها حضارتها العريقة لها أبنائها وقبائلها الكرام تميز بالطيبة والأخلاق الرفعية العالية  كما أنهم يحملون روح اليمن العميق، وجزء أساس من الثقافة اليمنية والتاريخ والهوية الواحدة, فلهم التقدير والاحترام جميعا، ولكن من أساء أو أخطأ سواء من آل الأسود أو آل با حاج يتوجب ذكرهم بالاسم, فهم مخطئون، حتى بقية أفراد هذه الأسر ممن هم غائبون لا ذنب عليهم فأرجو أن يستوعب الإعلاميون والناشطون وأبناء القبائل هذا التوضيح.

 

لا يرضاها المؤمن
.كيف ينظر العرف القبلي في مثل هذه الحادثة؟ وهل تصنف في عيوب العرف القبلي وماهو الحكم المترتب عليه بعد عملية الاعدام بهذه الطريقة؟

.. عملية الإعدام بهذه الطريقة خطأ فادح والمجتمع اليمني بكافة قبله وقبائله استنكرها لا يرضى بها الإنسان المؤمن والعربي الحر الأصيل، والقبائل تصدر بحقها أكبر وأغلظ الأحكام، وقتل “المستيسر” حرام وظلم كبير، لكن لا يصدر فيها أحكام إلا عندما يجتمع مراغات العرف القبلي من أهل السنة والمذهب، وليس كل من يطلق على نفسه مراغة.. لا.. ولكن العارف النقي المشهود له بالتقى والنقاء والصدق والوفاء، إذا اجتمعوا وأصدروا فيما حصل حكم، فأنا معهم وفي صفهم، لكن أن أتفرد بحكم شخصي ذاتي لنفسي.. لا.. ولا أستطيع أن أقول: فيها من العيوب أو عدمها إلا في حالة إجماع قبلي من أهل العرف والمعرفة والحل والعقد، وتصدر وثيقة في ذلك.

وما يجب على الجميع إدراكه هو أن أي محافظة أو منطقة تخضع لأي وصاية في كامل الأراضي اليمنية فهو احتلال ويجب على الجميع الوقوف بحزم أمام هذا، وفي ظل غياب الدولة القوية والأمن القوي تأتي النتائج بمثل هذه الأفعال وتدخل في إطار ومؤطرات قبلية، إذ تسالفت في بعض المناطق ليست موجبة أو ملزمة على باقي المناطق الأخرى، ولكنها منبوذة استنكرها كل أبناء قبائل اليمن بدوًا وحضرًا، مدنيين وأهل بادية فما حصل يعتبر فعلًا مستنكرًا ومدانًا ومشينًا، كما أننا لسنا نبرر ما قام به المتهم من أسرة آل با حاج من قتل لنجل الأسود، لكن نريد أن تكون الشريعة الإسلامية الغراء هي من يحتكم الناس لها جميعا بالأول، والعرف والأخلاق تكون كما تداولها الأولون، الذين كانوا يلجؤون إليها في حال الإصلاح، أما من ناحية ما قاموا به من تصوير وإهانات، فالجميع استنكره وأدانوه، وأصبح متعارف أن ما حصل خطأ كبير، وأصبح العرف في خطأ بما خطأه الناس جميعا واتفقوا عليه.

 

قوم نحمل الإنسانية منذ قدم التاريخ
.ماهي المواضع التي حددها العرف القبلي وجرمها بعدم قيام أولياء الدم بأخذ الثأر من قاتل ذويهم؟

.. هناك صلح مكتوب يقول فيها: “ما كان في صلح مكتوب، ودرك منصوص، ووجه مطبوع” هذا يعتبر صلح، وأي شيء سيكون فيه عيب، كما أن هناك بنود إصلاح عرفية روتينية متعارف عليها دون أن تكتب، وعلى سبيل المثال “أن يلقى الغريم غريمه ومعه طفل أو امرأة، او أثناء مروره على الطريق المسبلة وهو لا يحمل السلاح، أو ملقيا ظهره، أو في مكان له تأمين فيه أكل زاد مع أحد أفراد القبيلة، أو دخل منزل أحد أفراد قبيلة معينة واستجار به فيجار، لكن لكل شيء قوانين وضوابط، وما غير ذلك فهو يعتبر جاهلية وقانون توحش لا يقرها العقل، فالشعب اليمني ميزه الله وأعطاه معاني وسمات الرجولة كاملة بأسمى معانيها وإنسانيتها، ولذا من السهل أن يكون الفرد شيخ أو ضابط أو طيار، موظف، تاجر، لكن من الصعب أن يكون الإنسان إنسان، وكان اليمنيون يتفاخرون بإنسانتيهم منذ قدم التاريخ بأنا “قوم نحمل الإنسانية، ليست قلوبنا غليظة”, وثقافتنا القرآنية تقول ” فمن عفى وأصلح فأجره على الله”.

 

وفق العرف والسلف السائد في المنطقة
.كيف يرد الاعتبار للأسر من وجهة نظر الشرع والعرف القبلي لمثل هكذا حوادث وقضايا؟

.. أما من ناحية الشرع فإذا سئل فيه أهل الشرع فهم من يفتون في ذلك، وإذا سئل فيه أهل العرف فعلى أهل المنطقة، وما تسالفوا عليه هم أدرى، ويتوجب على اهل شبوة تحديد موقف مما حصل، والعرف المستتب السائد في المنطقة والسلف، وعليهم إصدار بيان ويوضحوا للناس من هن خلاله..

 

التوحد في مواجه الغزو والاحتلال الأجنبي
.مع ما نمر عليه اليوم من عدوان واحتلال للمحافظات اليمنية الجنوبية ماهو دور القبيلة اليمنية وفق العرف القبلي من اعلان النكف والتوحد صفا واحدا لمواجهة العدو الخارجي؟

.. أي عدوان خارجي على اليمن من قبل أي كان، يتوجب على كافة أبناء قبائل اليمن رص الصفوف صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص، وكلمةً واحدةً على قلب رجل واحد للتحرك ومجابهة ومقارعة أي محتل وغازٍ, والتنكيل به حتى طرده ودحره كما فعل أجدادنا على مر العصور والأزمنة مع أي متطفل خارجي يريد تدنيس واحتلال اليمن’ وأهم دور هو استيعاب معنى توجيهات الله لنا بالاعتصام بحبله والعمل به والتحرك على أساسه وتقديم الشواهد عليه قولا وفعلا وسلوكا وفق ما أمرنا به في القرآن الكريم.

 

غياب سلطة الدولة
ماهي الأسباب في نظركم التي أدت إلى الانفلات الحاصل وغياب مفهوم العرف القبلي في صون الحقوق والدماء؟

.. غياب سلطة الدولة والقانون ، فعندما تكون الدولة قوية وأمنها قوي، يستتب الأمن ويكون الناس ملتزمين ومدركين أن يد العدالة ستطال أي مجرم كانئا من كان حينها يرتدع أي شخص ، لكن عند الانفلات وانتشار السلاح والقوي يأكل الضعيف، تكون الحالة الأمنية متردية، ويكون مثل هكذا جرائم وأكثر وأكبر، ويساء الخلق والخلق، ، لكن في حال قيام الدولة وكما يقال “الصميل خرج من الجنة” يجعل كل من يفكر في الذهاب لارتكاب أي من جرائم القتل والبطر والتقطع، والسرق، والنهب، ويعمل أعمالًا مشينةً، يعود إلى صوابه وإنسانيته وآدميته، ويتوب توبةً نصوحًا؛ لأنه يدرك أن هناك ينتظره عقاب وقانون وضبط وربط وردع من قبل الدولة والعرف والقبيلة، ولا يقوم العرف إلا في حال كانت الدولة قوية، ما لم فإنه لا يقوم.

 

المحتل الأجنبي
برأيكم ماهي الأسباب التي ادت لتفاقم الصراعات القبيلة في المحافظات اليمنية الجنوبية المحتلة والتي تسببت في زعزعة أمن القبيلة وهدم اركانها؟ ومن المسؤول والمستفيد من وراء ذلك؟

.. كل من له فائدة في زعزعة الأمن والاستقرار وتفكك القبيلة سواء في الشمال أو الجنوب، الشرق أم في الغرب، هو المحتل الأجنبي المغتصب، ولا فائدة لأبناء الوطن بذلك مطلقا، فاليمن نريده أن يتعافى وينهض كما نهض على مر التاريخ وما يفعله اليوم من موقف مشرف في إسنادة لغزة والقضية الفلسطينية المركزية للأمة كل الأمة، كما نريد من كل قبيلة أن تحتزم بقبيلتها وتتباهى بكرمها وصفحها وعفوها ونخوتها، فلا تتفاخر بسلاحها أو بهمجيتها أو باقتتالها, خدمة للعدو ومخططاته سواء بقصد أو بدون قصد.

فالناس لا تجتمع إلا في الحق وعلى أساس الحق، وفي الصلح ونصرة المظلوم والخير والصلاح والفلاح وهذا ما يريده شرعنا الإسلامي وديننا وهويتنا ومبادئنا وشيمنا وقيمنا ونخوتنا وحميتنا وغيرتنا ، أما في الضرر والظلم فما هي إلا عصبية جاهلية.

 

رمز يجب توجيه ضد الباطل
.كيف تردون على من يقولون أن حمل قبائل اليمن للسلاح تعد أحد ظواهر الرجعية والتخلف؟

.. السلاح يعتبر رمز قوي للقبيلة اليمنية، لكن يجب أن نوجهه جميعا ضد العدو الخارجي، لضمان توحيد صفوفنا، وليس للنزاعات والثأرات داخل القبل اليمنية، ولذا فإنني شخصيا أمقت بأن يسطو السلاح ويرفع من الأخ على أخيه، فالشجاعة على الأخ فسالة والعسرة عليه نذالة، كما أن التسامح تجاهه شيمه والتصافح معه شهامة.

ولذا فإن السلاح هو عادة قبيلة وإرث تاريخي عريق لا يحمل إلا ضد الباطل والاحتلال والاستعمار، لكن من المؤسف أن نراه يحمل ضد الأخ، والقبيلة الأخرى، ولذا حتى أنه كان من عادات أعراف القبيلة اليمنية في النزاع والاشتباك بين طرفين أن يكون الثالث “مفارع” أي يتولى مهمة فك الشجار ووسيط، ولو كان يرى أخاه يشتبك مع فرد آخر،وهو ثالثهم فلا يجوز له التعصب والانحيازمع أخيه ضد الغير. هذه القيم لا توجد في أي شعب من شعوب الأرض غير الشعب اليمني.

 

العرف جرم أخذ الثأر في خمسة مواضع وما دونها جاهلية 

على كافة أبناء القبائل توحيد صفها وكلمتها وسلاحها ضد أي تصعيد أوعدوان خارجي

نحن على يقظة وانتباه لمخطط العدو ضد القبيلة وعلى الجميع إسناد الأجهزة الأمنية

 

نعم.. وليس غريبا
.عمل تحالف العدوان وادواتهم لسنوات بعد احتلالهم للمحافظات الجنوبية على زرع الكراهية والعنصرية والمناطقية في اوساط القبيلة وزرع ثقافة القبول بالاحتلال ونهب الثروات وهتك العرض.. فهل ترون ما حدث نتاج لهذه التغذية الاجرامية؟

.. لا شك أن أي عدوان أو احتلال يعمل على زرع الكراهية في أي منطقة أو كيان أو دولة تطأها أقدامه، لذا فإن المشهد السياسي العام والمفهوم العام واضح أمام الرأي العام بما يحدث في المحافظات الجنوبية, وما يحدث من تدخلات من قبل أشخاص وأدوات في المحافظات الشمالية ليس غريبا على الناس، ونحن قبائل على يقظه وانتباه عال في مناطقنا على هذا الشيء، ويجب أن نكون صفًّا واحدًا في استتباب الأمن وتعزيز الاستقرار والسلم المجتمعي ودعم الأجهزة الأمنية في القيام بواجباتها، وأن نكون ضد الجريمة وضد أي إنسان يسعى لإثارة الفتن او المشاكل والضغائن، فمن يقرأ التاريخ بما فعله الاحتلال في الجزائر والعراق وفلسطين ومصر وغيرها تتضح له خطوات الأعداء وكيف أنهم يعملون على تفكيك اللحمة الواحدة للمجتمع الواحد وتمزيق صفوفه كي يكون لقمة صائغة يسهل ابتلاعها، وكذلك أيضا ننظر إلى ما يفعله الاحتلال حينما دخل جنوب يمننا الحبيب وماذا صنع، زرع الفتن والحقد والكراهية، جند ضعاف النفوس من أبناء الشعب ممن استغل وضعهم المعيشي وفقرهم المادي، ومن ثم جندهم للقتال في صفوفه يضرب بهم إخوانهم من أبناء الشعب اليمني.

ولذا يجب أن نهتم ببعضنا البعض اقتصاديا وماديا وأمنيا وأن نهتم بمعيشة الناس والإحسان إليهم بالتكافل الاجتماعي وفق دائرته الواسعة، ونتفقد بعضنا البعض بالخير وإفشاء روح السلام والمحبة والوئام والتسامح والتصالح والإخوة اليمنية ونعززها في أوساط القبائل وحث الناس على العفو والصفح والتراحم والاحتكام للحق، وأن نسد الثغرات، وألا نترك مجال أو ثغرة للأجنبي أو المحتل أو لمن يريد زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن أن ينفذ إلى أوساط الشعب بأي طريقة يسعى فيها سواء كانت اقتصادية أو مادية أو معنوية أو أمنية.

 

تقوى الله والاعتصام الواحد
برأيكم ماهو المخرج والنصيحة التي توجهونها إلى مشايخ اليمن كافة ومشايخ ووجهاء وقبائل محافظة شبوة خاصة والمحافظات الجنوبية بعد هذه الحادثة النكراء؟
..أولا أنصح نفسي وقبائل اليمن بتقوى الله وبالتوحد على كلمة حق واحدة سواء , والاصطفاف حول قيادة واحدة, وقيادة موحدة,ووطن موحد, وهو المخرج الوحيد والأنجع فلا نريد التمزق والتشظي والتقسم والتبعثر ونحن من وصفنا الله بأننا كنا “خير أمة أخرجت للناس” كما أننا ضد أي محتل وغاصب ومن يريد الفرقة لليمن , كما أتوجه بالشكر والتقدير لك مشايخ ووجهاء وأبناء اليمن على ما يقدمونه في حل القضايا والنزاعات داخل أوساط القبيلة والمجتمع اليمني , وأبناء شبوة لهم الشكر والتقدير , فليس لهم ذنب فيما حصل , وإنما على من قام بارتكابه باسمه وشخصه, وأن نثق بالله وبنصره وعونه وتأييده وأن نجعل الله ورسوله في قلوبنا وألسنتنا وذكرنا دائما وأبدا.

You might also like