من المؤتمرات إلى المناورات.. السعودية تحشد لحرب بالوكالة دفاعًا عن “إسرائيل” وصنعاء تستعد
يمانيون | تقرير
شهد الأسبوع الماضي سلسلة من التطورات العسكرية والسياسية المرتبطة مباشرة بتصاعد التوترات في المنطقة، خصوصًا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ومواقف صنعاء الحاسمة في الإسناد، هذه التطورات تعكس استعدادات غير مسبوقة قد تفضي إلى مواجهة واسعة النطاق، تقف السعودية في واجهتها كأداة رئيسية تحت المظلة الأميركية والبريطانية.
مؤتمر الأمن البحري: غطاء دولي لحماية الملاحة الإسرائيلية
أطلقت السعودية وبريطانيا مؤتمرًا تحت مسمى “الأمن البحري” بمشاركة 35 دولة، العنوان الظاهري يرفع شعار “تأمين الملاحة الدولية”، لكن جوهره يتضح عند ربطه بالتحركات الإسرائيلية، حيث يهدف بشكل مباشر إلى تأمين خطوط الملاحة التي يعتمد عليها الكيان الإسرائيلي لتجاوز الحصار الشعبي الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب، المؤتمر بدا وكأنه محاولة لتشكيل تحالف دولي يخدم أجندة الاحتلال الصهيوني أكثر من كونه مبادرة لحماية الملاحة العالمية.
مناورة سعودية-أميركية ضد الطائرات المسيّرة
في موازاة ذلك، نفذت السعودية والولايات المتحدة مناورة عسكرية مشتركة ركزت على مواجهة خطر الطائرات المسيّرة، وبالنظر إلى السياق الراهن، فإن الهدف المباشر للمناورة هو التصدي للطائرات المسيّرة اليمنية التي باتت تمثل تهديدًا استراتيجيًا حقيقيًا لعمق الأراضي المحتلة، المناورة لا تُقرأ كحدث تدريبي فحسب، بل كجزء من خطة عملية لإقامة شبكة دفاع متقدمة تحمي الكيان الصهيوني من الضربات القادمة من اليمن.
زيارة لاريجاني إلى الرياض: الاقتصاد في مقابل الموقف السياسي
زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني للسعودية جاءت تحت شعار “تعزيز التعاون الاقتصادي”، لكنها تحمل في طياتها بعدًا سياسيًا واضحًا، فالرياض تسعى، وفق قراءة مراقبين، إلى تحييد إيران ومنعها من الدخول المباشر في أي مواجهة محتملة مع اليمن، عبر إغراءات اقتصادية أو تفاهمات ثنائية، هذه الخطوة تعكس قلق السعودية من اتساع دائرة الحرب في حال فشلها في احتواء الموقف مع صنعاء.
اتفاق دفاعي سعودي-باكستاني ومجلس دفاع مشترك للتمويه
توازى ذلك مع توقيع السعودية اتفاقًا دفاعيًا مع باكستان مقابل دعم مالي سخي، الهدف الخفي للاتفاق يتمثل في تحييد إسلام آباد ومنعها من الاصطفاف مع إيران في حال نشوب مواجهة واسعة، فالسعودية تبدو وكأنها تشتري الولاءات لتأمين ظهرها، خاصة بعد تجاربها السابقة التي أثبتت هشاشة تحالفاتها التقليدية في اليمن.
فيما اجتماع مجلس الدفاع المشترك، الذي برز في النقطة الثالثة من الاتفاقية: “التصدي للصواريخ الباليستية”، يوضح بجلاء أن المقصود هو الصواريخ اليمنية أولًا والإيرانية ثانيًا، التصريحات العلنية التي جاءت تحت يافطة إدانة العدوان الإسرائيلي على قطر الذي بدا مفضوحاً، واللغة المستخدمة تضع اليمن في مقدمة التهديدات، ما يعكس هاجسًا سعوديًا متزايدًا من قدرة صنعاء على قلب موازين المواجهة عبر الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة.
استعدادات عسكرية سعودية وتحذيرات السيد القائد
ترافق كل ذلك مع تعزيزات عسكرية سعودية مكثفة على الحدود اليمنية، عبر استقدام مرتزقة وإجراء اتصالات دبلوماسية وعسكرية على نطاق واسع، هذه المؤشرات، إلى جانب التصريحات الإسرائيلية الأخيرة باستهداف السيد القائد عبدالملك الحوثي، تعكس أن المنطقة مقبلة على مرحلة شديدة الخطورة.
ووسط هذه الأحداث، جاء خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يوم الخميس الماضي ليضع النقاط على الحروف، فقد وجه تحذيرًا شديد اللهجة للنظام السعودي من مغبة الانجرار وراء المخططات الأميركية-الإسرائيلية، مؤكدًا أن أي تورط سعودي في أعمال عدائية ستكون له نتائج خطيرة تطال النظام السعودي نفسه في المقدمة، ويرى مراقبون الخطاب بدا وكأنه رسالة ردع استباقية، ترسم معادلة جديدة مفادها أن أي حرب ستُفتح على السعودية أبوابها أولًا قبل غيرها.
المصدر : يمني برس