مسيرات حاشدة للجامعات اليمنية تؤكد الجاهزية لمواجهة العدوان ونصرة غزة
يمانيون | تقرير
في مشهد استثنائي يعبّر عن وعي الشعب اليمني بقضاياه الكبرى، تحوّلت الجامعات اليمنية في صنعاء والحديدة والضالع وتعز، إلى ساحات حيوية للفعل الشعبي والسياسي المؤيد للقضية الفلسطينية.
وتزامناً مع الذكرى الثانية لمعركة “طوفان الأقصى”، خرج آلاف الطلبة والأكاديميين في عروض عسكرية ومسيرات جماهيرية، حملت رسائل واضحة: أن اليمن، برغم العدوان والحصار، حاضر في معركة الأمة، وأن الجامعات ليست مجرد مؤسسات علمية، بل منابر إعداد وتأهيل وتعبئة في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي.
جامعة صنعاء: عرض مهيب لثلاثة آلاف خريج من “دورات طوفان الأقصى”
حيث شهدت جامعة صنعاء عرضاً مهيباً شارك فيه أكثر من ثلاثة آلاف طالب من مختلف الكليات، تخرجوا من المرحلة الرابعة لدورات “طوفان الأقصى” التأهيلية.
انطلق العرض من كلية اللغات وصولاً إلى ساحة خلف كلية الهندسة، حيث حمل الطلاب العلمين اليمني والفلسطيني وهتفوا بشعارات البراءة من أعداء الله، والمطالبة برفع الحصار عن غزة، ورفض المجازر الصهيونية المدعومة أمريكياً.
رئيس الجامعة الدكتور محمد البخيتي أكد أن هذه العروض ليست استعراضاً عابراً، بل تجسيد لمستوى الوعي الجهادي والانتماء الوطني لدى الطلاب، ورسالة للأعداء بأن اليمن حاضر بجيل شبابي مثقف ومؤهل، يجمع بين القلم والبندقية.
جامعة الحديدة: رفض لخطة ترامب وتنديد بالخذلان العربي
وفي مدينة الحديدة، خرج الأكاديميون والطلاب في مسيرة حاشدة رفعت شعار “مع غزة.. يمن الإيمان في جهاد وثبات واستمرار”.
المشاركون هتفوا ضد خطة ترامب التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدين أنها تكشف تواطؤ أنظمة عربية التحقت بالمشروع الصهيوني.
رئيس الجامعة الدكتور محمد الأهدل شدد على أن الحراك الطلابي والأكاديمي في الحديدة جزء من موقف يمني عام يربك حسابات العدو. البيان الصادر عن المسيرة دعا إلى كسر جدار الصمت العربي والإسلامي، واعتبر التخاذل جريمة تاريخية لن يغفرها الله ولا الشعوب.
جامعة الضالع: تأكيد على النهج الإيماني المقاوم
جامعة الضالع شهدت بدورها مسيرة طلابية حاشدة أكدت الموقف الثابت إلى جانب غزة، ونددت بالصمت العربي المخزي إزاء جرائم الاحتلال.
الطلاب والأكاديميون جددوا العهد على استمرار الحراك التضامني، مشيرين إلى أن المعركة مع الصهاينة والأمريكيين هي معركة مصيرية لا يمكن التراجع عنها.
البيان الصادر عن المسيرة تساءل عن جدوى الخطابات الرسمية في الأمم المتحدة، في ظل تواصل التطبيع ودعم الاحتلال بالسلاح.
جامعة تعز: تصعيد ضد الاحتلال وتحذير من التواطؤ السعودي
وفي تعز، نظم ملتقى الطالب الجامعي بالمعهد الوطني للعلوم الإدارية وجامعة تعز بالحوبان مسيرة طلابية رُفعت خلالها الأعلام اليمنية والفلسطينية، ولافتات تندد بجرائم الإبادة في غزة.
البيان الختامي للمسيرة بارك خيارات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ودعمه للمرحلة الرابعة من الحصار البحري على كيان الاحتلال. كما أشاد بالعمليات اليمنية التي اخترقت المنظومات الأمريكية والصهيونية، مؤكداً أن لا سبيل أمام العدو سوى إنهاء العدوان ورفع الحصار.
كما حذر البيان النظام السعودي ومن خلفه الأمريكي والبريطاني من مغبة التورط في حماية الملاحة الصهيونية، مؤكداً أن اليمن لن يتوانى عن استهداف أي محاولة لدعم العدو في حربه على غزة.
الجامعات تتحول إلى جبهة مقاومة
وتكشف هذه الفعاليات المتزامنة في الجامعات اليمنية عن حالة فريدة من التماهي بين الوعي الأكاديمي والواجب الوطني والديني.. حيث لم تعد الجامعات فضاءات محصورة في التعليم التقليدي، بل صارت جبهات تعبئة وإعداد لجيل يوازن بين القلم والبندقية.
وتثبت أن ما جرى في صنعاء والحديدة والضالع وتعز، لا يمثل مجرد فعاليات تضامنية مع غزة، بل إعلاناً صريحاً أن اليمن ماضٍ في خياره المقاوم، وأن الأجيال الصاعدة تحمل شعلة الدفاع عن فلسطين والمستضعفين.
وفي ظل خذلان عربي رسمي وصمت دولي، يثبت اليمن أن الجامعات يمكن أن تكون منابر للحرية والكرامة، ومصانع لأجيالٍ لن تقبل إلا بالنصر والفتح القريب.