السيد القائد يكشف : هذا هو الأساس الذي قام عليه الجيش اليمني وهذا هو واقع الجيوش العربية والإسلامية
وجه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، عددًا من الرسائل المهمة التي عكست عمق الوعي والبصيرة في قراءة الواقع الإقليمي والإسلامي، مؤكدًا على ثوابت الشعب اليمني الإيمانية والجهادية، ومبرزًا الأثر الكبير للشهداء في مسيرة الأمة، حيث قدم السيد القائد توضيحات هامة في سياق كلمته وفي إطار الموقف الإيماني الجهادي ، منها ، ثبات الشعب اليمني كمصدر إلهام للأجيال، ومكانة الشهداء وأثرهم المستمر، وأهمية الروحية الجهادية والهوية الإيمانية في مواجهة التحديات، وواقع الجيوش العربية والإسلامية في ظل الأحداث المفصلية التي تمر بها الأمة.
يمانيون / خاص
أكد السيد القائد أن موقف الشعب اليمني يمثل مدرسة متكاملة في الثبات والصمود والعزم والإيمان، حيث قال: موقف شعبنا مدرسة معطاءة تزود الأجيال باليقين والبصيرة والعزم، تستنهضهم لمواجهة التحديات كيفما كانت،
هذا الموقف ليس مجرد ردّ فعل، بل هو نهج حياة، يحمل سمات القوة المستمرة والتغلب على التحديات دون ملل أو فتور، وأشار السيد القائد إلى أن هذا الثبات يُعدّ من أهم ما يميز الشعب اليمني في مواجهة الظروف، وهو ما يجعله متفرّدًا في تفاعله الواعي مع القضايا الكبرى.
وتوقف السيد القائد عند مكانة الشهداء، واصفًا إياهم بأنهم نجوم مضيئة في طريق الأمة، حيث قال: شهداؤنا الأعزاء ارتقوا في أداء مسؤولياتهم الجهادية، وهم نجوم مضيئة في مدرسة العطاء والثبات، وأكد أن للشهداء أثرًا عمليًا وروحيًا في حياة الأمة، حيث تسهم تضحياتهم في إلهام الأجيال ورفاق الدرب، وتغرس في المجتمع القيم العليا والمعاني الإيمانية والإنسانية، كما أشار إلى أن الشهداء هم في موقع رفيع عند الله، لما قدموه من بذلٍ صادقٍ في سبيل قضايا الأمة، وخاصة قضية مواجهة العدو، وخدمة الحق والكرامة والحرية.
وأكد السيد القائد على أهمية الروحية الإيمانية في بناء المجاهد الحقيقي، موضحًا أن الجيش اليمني انطلق من هذا الأساس بقوله: الجيش اليمني مجاهد في سبيل الله انطلق مع شعبنا في إطار الهوية الإيمانية وبالروحية الجهادية ببصيرة عالية، هذا المفهوم يقدم نموذجًا مختلفًا عن الجيوش التقليدية، حيث يرتبط أداء الجندي والمجاهد بمستوى إيمانه وفهمه لقضيته، لا فقط بانضباطه العسكري، وفي هذا الإطار، يشير السيد القائد إلى أن النجاح في مواجهة التحديات الكبرى لا يكون بالعدد والسلاح فقط، بل بالنية والروح والهدف.
ومن أبرز ما جاء في الكلمة هو الطرح المباشر حول الغياب التام للجيوش العربية والإسلامية عن القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث قال السيد القائد: أين هي الجيوش العربية والإسلامية التي عددها أكثر من 25 مليونا؟ ليس لها صدى ولا أثر ولا موقف!، وأوضح أن هذا الغياب يعود إلى فقدان الوجهة الصحيحة والأساس الإيماني الذي يمكن أن يوجّه هذه الجيوش نحو المواقف الحقيقية، معتبرًا أن الاستثناء الأبرز في هذا السياق هو الجمهورية الإسلامية في إيران، وقوى المقاومة الصادقة، هذا الطرح لا يكتفي بالنقد، بل يُقدّم بديلًا يتمثل في الجيوش المؤمنة المرتبطة بمبادئ العقيدة والجهاد، والتي تملك الاستعداد للقيام بواجبها.
وشدد السيد القائد على أن القيم الإيمانية لا تقتصر على الجانب الروحي فقط، بل تشمل بناء الإنسان كعنصر فاعل في المجتمع، حيث قال: القيم الإيمانية الراقية تبني الإنسان في اتجاه الكمال الإنساني، ليكون عنصرا خيراً فاعلا في هذه الحياة، ومن هذا المنطلق، فإن الجهاد والثبات ليسا فعلًا ظرفيًا، بل عملية تربية مستمرة تبني إنسانًا يحمل مشروعًا، ويعيش من أجل قضية، ويؤمن بأمته وهويته.
وربط السيد القائد بين تجربة المسيرة القرآنية الجهادية وبين أثر الشهداء في تشكيل الوعي العام، مؤكدًا أن ما زرعه الشهداء لا يضيع، بل يظهر في صمود الجبهات، وتماسك الجبهة الداخلية، واستمرار المسيرة، في تجربتنا على مدى كل الأعوام في المسيرة القرآنية الجهادية لمسنا الأثر الكبير للشهداء في وجدان الناس، في واقع رفاقهم وأمتهم، وهذا يؤكد أن مشروع المسيرة ليس مشروعًا عسكريًا فقط، بل مشروع تربوي، إيماني، وبنيوي يغيّر الإنسان ويبني أمة.
ومن خلال محاور الكلمة المتعددة، أعاد السيد القائد التأكيد على أن الثبات، الجهاد، التضحية، والبصيرة هي الأسس التي تُبنى عليها الأمم، وتُخاض بها المعارك المصيرية.
الرسالة الأهم التي حملها الخطاب هي أن الشعوب المؤمنة بقضيتها لا تُهزم، وأن الرهان الحقيقي هو على الوعي والإيمان، لا على الأعداد والجيوش الفارغة من القيم.