موقع أمريكي: التطبيع السعودي مع كيان الاحتلال يهدد بانقسام إقليمي واسع
يمانيون |
حذر تقرير نشره موقع “ذي كريدل” الأمريكي من أن انضمام المملكة العربية السعودية المحتمل إلى “اتفاقيات إبراهام” قد يخلق نظامًا أمنيًا إقليميًا جديدًا، لكن ذلك سيأتي بتكلفة سياسية وأيديولوجية وأخلاقية باهظة.
وأكد التقرير أن مثل هذا التحول في السياسة السعودية قد يؤدي إلى تقسيم الإقليم بشكل غير مسبوق، ويزيد من تهديد الاستقرار في المنطقة.
وأشار التقرير إلى تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي عبر فيها عن أمله في انضمام السعودية إلى الاتفاقات، قائلاً إن ذلك “سيفتح المجال أمام الجميع للانضمام”.
وكان هذا التصريح جزءًا من مساعي واشنطن المستمرة لترسيخ التحالف بين الرياض وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وجعلها “قلب” التحالف الإقليمي الأمريكي الإسرائيلي.
ويكشف التقرير أن المفاوضات بين الرياض وتل أبيب، التي كانت تجرى بوساطة أمريكية، كانت تقترب من تحقيق انفراجة قبل اندلاع حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023.
في الأشهر التي سبقت الحرب، كانت السعودية تسعى للحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة، فضلاً عن أنظمة أسلحة متطورة ودعم لبرنامجها النووي المدني، وهو ما دفع إسرائيل، الساعية إلى الشرعية الإقليمية، إلى النظر إلى الرياض كفرصة تاريخية. لكن الهجوم على غزة، الذي أسفر عن قصف عشوائي ضد المدنيين، عرقل هذه المفاوضات وأجبر المسؤولين السعوديين على التراجع في وجه الغضب الشعبي العارم في العالم الإسلامي.
وبالرغم من تعثر المفاوضات، يشير التقرير إلى أن تطور الأحداث يعكس أن الخطط التي وضعها ترامب لم تُتخلى عنها، بل تم تأجيلها إلى حين استقرار الأوضاع السياسية بما يتناسب مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
وأكد التقرير أن الثقل الرمزي للمملكة العربية السعودية ينبع من دورها كراعية لأقدس موقعين في الإسلام، إضافة إلى قوتها الاقتصادية والنفطية الهائلة وقيادتها السياسية للتيار العربي والإسلامي. ولذلك، فإن تطبيع الرياض مع تل أبيب سيؤدي إلى تأثير “دومينو” في دول عربية وإسلامية أخرى، مما يعزز تحالفًا إقليميًا تقوده الولايات المتحدة بهدف محاصرة إيران والصين.
ومع ذلك، شدد التقرير على أن التطبيع السعودي مع كيان الاحتلال ليس خاليًا من المخاطر. فهو قد يعزز حالة من الاستقطاب والتوتر في المنطقة، ويؤدي إلى انقسام خطير إذا تجاهل أي اتفاق سعودي-إسرائيلي الحقوق الفلسطينية.
وحسب التقرير فإذا تمت الموافقة على التطبيع في وقت يعاني فيه الفلسطينيون من القصف والحصار، فإن ذلك سيُعتبر خيانة للولاية الدينية التي تحملها المملكة، فضلاً عن أنه قد يحطم شرعيتها في العالم الإسلامي، حيث تعود الكارثة في غزة لتجديد التضامن الإسلامي ضد الاحتلال.