صحيفة الغارديان تكشف عن محنة الأميرة هيا في بريطانيا

يمانيون – متابعات :

قالت صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها إنه في حال جرى اختطاف فتاة في الـ19 من عمرها من مدينة بريطانية، فإن الجميع يتوقع تحقيقا في الأمر، وهو ما حصل فعلا على يد الشرطة البريطانية، كما قالت الصحيفة إنها تتوقع من السلطات دعما لهذا التحقيق.

وتعلق الصحيفة بقولها هذا على حادثة اختطاف حدثت عام 2000، قبل أن تتعثر التحقيقات في القضية، وتعود لاحقا إلى الأضواء بعد أن أصدر القاضي سير أندرو ماكفارلين حكما بأن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، دبر حادثة اختطاف ابنتيه.

والابنة الأولى هي الأميرة شمسة التي اختطفت من كامبريدج، فيما الثانية هي الأميرة لطيفة التي جرى اختطافها من سفينة في المحيط الهندي وأعيدت بالقوة إلى دبي بعد محاولتها الهرب عام 2018.

وبحسب الصحيفة، فإن المحكمة توصلت أيضا إلى أن الشيخ محمد تصرف بطريقة تهدف إلى ترهيب زوجته الأميرة هيا بنت الحسين، وشجع آخرين على ترهيبها نيابة عنه.

وترى الصحيفة البريطانية أن الاتهامات الموجهة للشيخ محمد خطيرة للغاية خصوصا أنها تتعلق بمخالفة قوانين إنكلترا وويلز والقانون الدولي وقوانين الملاحة وحقوق الإنسان، ومع ذلك تشير الصحيفة إلى عدم السماح للضابط المسؤول عن التحقيق بالسفر إلى دبي لمقابلة شهود محتملين.

كما تشير الصحيفة إلى معلومات تتعلق بالتحقيق أخفتها وزارة الخارجية عن المحكمة، بحجة إمكانية أن يتسبب ذلك في الإضرار بالصالح العام، بسبب العلاقات بين بريطانيا والإمارات.

وتطالب الصحيفة في افتتاحيتها بضرورة الكشف عن تفاصيل القرار الذي جرى التوصل إليه في المحكمة، وضرورة معرفة من اتخذه ولماذا تم اتخاذه.

وتزوجت هيا من الشيخ محمد بن راشد عام 2004، وكانت الزوجة السادسة له، وأصبحت الوجه العام للإمارة على خلاف زوجاته السابقات، وعينت في مراكز بارزة مثل الفدرالية الدولية لرياضة الفروسية، وعملت في اللجنة الأوليمبية وسفيرة حسن نوايا لبرنامج الغذاء العالمي في الأمم المتحدة.

وكانت المحكمة قد كشفت عما تعرضت له الشيخة شمسة (38 عاما) التي لم تظهر منذ اختفائها في عمر 19 عاما، بعد محاولتها الهرب من قصر والدها في كامبريدج. وكانت شمسة مثل والدها تحب رياضة ركوب الخيل. وقالت مدربتها السابقة لوسي ستيفنسون إن شمسة “لم تكن تحب التسلط” وكرهت حياة البذخ. وتذكرت أنها كانت في دروس التدريب بملعب كوبام في منطقة ساري تخرج من مكان التدريب وتقفز مع فرسها بشكل يجبر الحرس على ملاحقتها.

أما شقيقتها الشيخة لطيفة (35 عاما) فكانت تحب رياضة القفز من الجو. وتقول صديقتها ومدربتها تينا يوهينين إنها قفزت 2.500 مرة قبل محاولتها الهرب من دبي في عام 2018. وكان القفز يشعرها بالحرية. ووصفت المدربة الفنلندية الشيخة في المحكمة بأنها “امرأة عظيمة وطيبة وشجاعة وذكية وصادقة ولكنها وهذا هو الأهم متواضعة”.

وكانت صحيفة الغارديان قد لعبت دورا مهما في الكشف عن اختطاف شمسة عام 2000 من شوارع مدينة كامبريدج. ونشرت في كانون الأول/ ديسمبر تقريرا بعنوان “الشرطة تحقق في اختطاف ابنة شيخ” حيث قالت إن المحققين يقومون بالتحقيق في عملية إعادتها القسرية إلى الإمارات.

وكان موظفون يعملون لصالح والدها قد اختطفوها وفق ما كشف في ملفات المحكمة. وقرأت الأميرة هيا تقريرا عن اختطاف الشيخة عام 2016 ولكنها لم تصدقه. وجاء في أوراق المحكمة أن “الأم عثرت عام 2016 على مقال في الغارديان كتب عام 2001 يقترح اختطاف شمسة من بريطانيا.. مما كان يعني توريط الأب، ولكنها لم تصدقه في البداية”.

وعندما كانت في دبي لم تكن تعرف عن شمسة “سوى أنها تعيش في وحدة خاصة مع أمها وشقيقاتها”. وكانت الصحيفة هي أول من كشف عن المعركة القضائية في محكمة العائلة بشأن حضانة الولدين.