Herelllllan
herelllllan2

بيت العنكبوت هشاشة التبعية مقابل عظمة التولي لله .. قراءة دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي

في طرحه المؤثر والعميق، يقدم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) قراءة قرآنية واعية تتناول البعد الدلالي لآية من سورة العنكبوت، قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} (العنكبوت: 41).

يمانيون / تحليل / خاص

 

الهشاشة في التحالف مع غير الله

ينطلق الشهيد القائد من هذه الآية ليرسم مشهداً بصرياً وتربوياً عميقاً، يفضح هشاشة التعلق بغير الله سبحانه وتعالى، سواءً كان ذلك بدافع الطمع في القوة أو العزة أو الرزق،  فهو يشبه من يتوكل على أمريكا أو بريطانيا أو الزعماء أو المال، بالعنكبوت التي تغزل بيتاً ضعيفاً لا يقيها من برد أو حر، ولا يصد عنها عدواً، بل يتحول في النهاية إلى فخ يصطادها هي ذاتها.

هذا التشبيه الرباني يكشف حسب ما يراه الشهيد القائد أن كل من يتخذ من دون الله أولياء هم وهميون، ووهمهم هو أوهى من بيت العنكبوت نفسه، فبيت العنكبوت ليس فقط ضعيف البناء، بل أيضاً مثالاً صارخاً على الاعتماد على ما لا يغني ولا يدفع ضرراً.

التولي لله .. قوة لا تهزم

في المقابل، يوجه الشهيد القائد رضوان الله عليه الأنظار إلى أن التولي لله وحده هو السبيل إلى العزة والقوة الحقيقية، لأن الله هو القوي العزيز، القادر على كل شيء، وهو الذي يرزق من السماء والأرض، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ…} (فاطر: 3) ، ومن خلال هذا التوجيه، يؤكد الشهيد القائد أن الوعي بنعم الله هو المدخل الطبيعي إلى التولي له والاعتماد عليه، فحين يتأمل الإنسان في النعم من حوله، يُدرك عظمة الله وتفرده في الخلق والتدبير، وهو ما يبعث في النفس يقيناً يجعله يستغني عن الاستكانة لغير الله.

استحضار النعمة .. طريق الوعي والإيمان

واحدة من أبرز الدلالات التي يؤكد عليها الشهيد القائد هي أن استحضار النعم ، سواء كانت مادية أو معنوية ، يشكل نقطة الانطلاق نحو معرفة الله حق معرفته، فهو يشير إلى أبسط النعم، كامتطاء الإنسان للدواب التي سُخرت له، ويرى فيها كرامة ربانية وتفضيلاً للإنسان على بقية المخلوقات، مما يجعله أقرب إلى الله شريطة أن يكون ذاكراً ومتفكراً.

ثم يربط الشهيد بين ذكر النعمة والهداية ، فاذكروا نعمة الله عليكم لتهتدوا في الأخير إلى ما يريد الله سبحانه وتعالى أن تهتدوا إليه،  فالهداية ليست معزولة عن الشكر والامتنان، وإنما هي امتداد طبيعي لإدراك النعمة ووعي مصدرها.

تذكير بالتاريخ القرآني .. الوحدة نعمة والهداية نجاة

ومن أبعاد القراءة الدلالية التي طرحها الشهيد القائد في خطابه، استحضاره للآيات التي تذكر المؤمنين بحالهم قبل الإسلام: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً…} (آل عمران: 103) ، هذا التذكير القرآني، كما يشرحه الشهيد القائد، يُعيد رسم خارطة النعمة على مستوى الجماعة، من التفرق إلى الوحدة، من العداء إلى الأخوة، من حافة النار إلى طريق النجاة.

خاتمة 

إن الخطاب الذي قدمه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، لا يُعدّ فقط تفسيراً لآية، بل هو مشروع وعي قرآني قائم على الربط بين العقيدة والسلوك، بين النظرية والواقع، بين القرآن والإنسان.
ومن خلال هذه القراءة الدلالية يتضح أن القرآن لا يعرض فقط حقائق مطلقة، بل ينسج مفاهيم تعيد تشكيل الوجدان البشري، وتدفع الإنسان نحو توحيد الولاء لله وحده، ورفض التبعية للأنظمة أو القوى التي لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضراً، وفي زمن التبعية والارتهان، يعود القائد ليقول بصوت قرآني حازم: كلهم وهميون .. فإلى أين أنتم ذاهبون؟.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com