السيد القائد يستنهض الأمة بوعي وبصيرة الإمام زيد عليه السلام في وجه طغيان العصر وامتداداته
في الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام زيد عليه السلام ، أعاد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه، إحياء ذكرى هذا الإمام العظيم من رموز الإسلام وهداة الأمة من آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله ، مستحضراً دوره التاريخي وتأثيره العميق على مسيرة الأمة الإسلامية عبر الأجيال، الخطاب ليس مجرد إحياء لذكرى شخصية تاريخية، بل هو دعوة للاستلهام من مسيرة الإمام زيد لتجديد الوعي القرآني والالتزام بالقيم الإسلامية الأصيلة في مواجهة التحديات الراهنة.
يمانيون / تحليل / خاص
الإمام زيد .. رمز مقاومة واستنهاض الأمة
ركز السيد القائد في خطابه على مكانة الإمام زيد كرمز عظيم له إسهاماته الكبيرة في إحياء الحق وإقامة الدين، ومواجهته للطغيان الأموي الذي استباح المقدسات الإسلامية، وتناول الخطاب مرحلة تاريخية حساسة سادت فيها سيطرة الظلم والطغيان، حيث كان الإمام زيد في طليعة النضال ضد هذا الطغيان بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
من خلال ذلك، يعكس الخطاب فهمًا عميقًا للدروس التاريخية، ويؤكد على أن نضال الإمام زيد عليه السلام ليس مجرد حدث ماضي، بل مدرسة عبرت الأجيال، يمكن الاستفادة منها اليوم في مواجهة الاستعمار الثقافي والسياسي.
القرآن الكريم ومحورية الوعي القرآني
واحدة من الركائز التي ركز عليها الخطاب بشكل بارز هي ضرورة العودة إلى القرآن الكريم كمصدر أساسي للوعي والبصيرة، مع التأكيد على أن العلاقة مع القرآن يجب أن تكون عملية وليست شكلية، خصوصًا في ظل وجود قوى تحاول إفراغ الإسلام من معانيه الحقيقية.
الإمام زيد عليه السلام ، كان «حليف القرآن» وارتباطه به كان وثيقًا، وهذا ما منح حركته قوة معنوية وعمقًا إيمانيًا. وهذا يدعو الأمة اليوم إلى تجديد علاقتها بالقرآن لفهم مسؤولياتها وللصمود أمام محاولات الطمس والضلال.
مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
جاء الخطاب مؤكدًا على أهمية إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي حاول الطغاة أن يلغوها أو يشوهوا مفهومها، مما أدى إلى سيطرة المنكر وتراجع القيم والأخلاق في واقع الأمة، الإمام زيد عليه السلام جعل من هذه الفريضة نقطة مركزية في نضاله، حيث رأى فيها أساسًا لاستعادة الحق وإصلاح المجتمع.
هذا التأكيد يعكس رؤية نقدية عميقة لوضع الأمة المعاصر، ويرى في تفعيل هذا المبدأ طريقًا للخروج من حالة التردي السياسي والاجتماعي.
الدروس المستفادة والتحديات الراهنة
يبرز الخطاب رؤية السيد القائد حفظه الله بأن الأمة اليوم تمر بمرحلة صعبة تستدعي الاستلهام من تجربة الإمام زيد عليه السلام ؛ فكما واجه الإمام الطغيان الأموي بقوة الإيمان والوعي، تحتاج الأمة اليوم إلى نفس الروح والإصرار لمواجهة التحديات المعاصرة، سواء كانت سياسية أو فكرية أو اجتماعية ، كما يدعو الخطاب الأمة إلى عدم الاستسلام للخوف أو الهوان، ويدعو إلى شحذ الهمم بالثقة بالله والتمسك بالقيم القرآنية والتمسك بالحق والعدل.
رمزية الشهادة والتضحية
استعرض السيد القائد أيضاً تضحيات الإمام زيد عليه السلام واستشهاده، وكيف حاول الطغاة محو أثره حتى جسديًا، لكن روحه ومبادئه استمرت، وهذا التأكيد على استمرارية النضال والحقوق هو رسالة قوية لكل أجيال الأمة.
خاتمة
خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام هو أكثر من مجرد إحياء لذكرى تاريخية، إنه دعوة مفتوحة للأمة لتستعيد وعيها القرآني وتحيي قيم الإسلام الأصيلة في مواجهة تحديات العصر، مستلهمة في ذلك صمود وتضحيات الإمام زيد عليه السلام، كما يجمع السيد القائد حفظه الله بين التأريخ والوعي السياسي والديني، ويبرز أهمية دور الدين كمرشد للحياة وللنضال من أجل الحرية والكرامة، ويبدو واضحًا أن السيد القائد يطرح عبر هذا الخطاب رؤية استراتيجية لإعادة بناء الوعي الإسلامي وتفعيل دوره في تحصين الأمة والارتقاء بها نحو استعادة مكانتها الحقيقية.