Herelllllan
herelllllan2

خبراء ومحللون: العمليات العسكرية اليمنية تُربك كيان الاحتلال وتُقيم الحُجّة على المتخاذلين

يمانيون | تقرير تحليلي
في الوقت الذي يتصاعد فيه العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ أكثر من 22 شهرًا، ويزداد معه التواطؤ العربي والدولي عبر الصمت أو الدعم المباشر، تواصل اليمن ـ رغم الحصار والحرب ـ تنفيذ عمليات عسكرية نوعية ضد أهداف صهيونية في البحر الأحمر وباب المندب، وأبعد من ذلك.

هذه العمليات، التي أخذت طابعًا ثابتًا ومنتظمًا، لم تعد مجرد دعم رمزي لفلسطين، بل تحوّلت ـ كما يقول الخبراء والمحللون ـ إلى معركة استراتيجية تقوض أركان الكيان الصهيوني، وتفضح بالمقابل كل المتذرعين بالعجز أو الباحثين عن تبريرات لخذلان القضية الفلسطينية.

في هذا السياق، صدرت تصريحات مهمة لعدد من الخبراء والمفكرين العرب، أكدوا فيها أن اليمن بات يُمثل نموذجًا عسكريًا وسياسيًا وأخلاقيًا متقدّمًا في المنطقة، يستند إلى العقيدة والقيم، ويعيد رسم معادلة الردع والمواجهة مع الكيان الصهيوني من قلب البحر.

العميد معربوني: العمليات اليمنية معركة قيم وزلزال استراتيجي
قال العميد عمر معربوني، الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، في تصريح له، إن العمليات اليمنية ليست مجرد رد فعل، بل هي “معركة قيم” تنطلق من واجب ديني وأخلاقي وإنساني خالص، وليس من منطلقات سياسية أو مصالح ظرفية.

وأضاف:”هذا المنطلق يمنح العمليات اليمنية بعدًا صادقًا وشفافًا وواضحًا، ويجعلها تؤثر استراتيجيًا في بنية الكيان الصهيوني، رغم أن الإمكانيات اليمنية متواضعة مقارنة بدول أخرى.”

وأشار معربوني إلى أن القوات المسلحة اليمنية لا تبالغ في قدراتها، لكنها تُحسن استخدام الإمكانيات المحدودة لتحقيق نتائج نوعية، مشددًا على أن الإرادة الواضحة والالتزام الأخلاقي والديني هي العامل الحاسم في نجاح المعركة.

  1. ونوّه إلى أن هذه العمليات تُحقق هدفين رئيسيين:
    إدخال العدو في حالة لا استقرار متواصلة، من خلال استهداف المنافذ والمراكز الحيوية، والتأثير على حركة الملاحة والتجارة.
  2. إقامة الحُجة على المتخاذلين، عبر التأكيد العملي أن مواجهة العدو الصهيوني ممكنة واقعيًا، وليس مستحيلة كما يدّعي الكثير من الأنظمة والجيوش.

وأكد العميد معربوني أن اليمن، من خلال عملياته، يُسهم في ضرب أركان الكيان الأربعة، وأبرزها ركيزة “الأمن”، والتي اعتبرها الأهم، وقال: “اليمن يُراكم عامل الذعر والخوف واللااستقرار لدى الاحتلال الإسرائيلي، وهذا بحد ذاته زلزال وجودي.”

ولفت إلى الركائز الثلاث الأخرى التي تتعرض للانهيار تدريجيًا، وهي:

  1. زوال التعاطف العالمي مع رواية “الهولوكوست”، التي طالما تاجر بها الصهاينة.
  2. فقدان الكيان لوظيفته في حماية مصالح الغرب، حيث أصبح الغرب هو من يهرول لحمايته.
  3. اهتزاز صورته الردعية، بفعل ضربات المقاومة من اليمن ولبنان وغزة.

الكاتب إبراهيم درويش: اليمن سلب الكيان الصهيوني أمنه ورفاهيته
من جهته، قال الباحث الإعلامي العربي إبراهيم درويش، في تصريح له، إن عمليات القوات المسلحة اليمنية قوّضت أحد أهم أركان كيان الاحتلال وهو “الأمن والرفاهية”.

وأضاف: “العدو راهن على الاستفراد بغزة، وتحويلها إلى ساحة معزولة، لكن اليمن ومعه قوى المقاومة كسروا هذه المعادلة، وأسقطوا فكرة العصا الغليظة التي تُرعب الجميع.”

وأشار إلى أن مطار “إيلات” بقي تحت التهديد المستمر بفعل الاستهدافات اليمنية، وأن الحصار البحري أضعف حركة الملاحة، مما أثر على شركات التأمين والاستثمار وأحدث أزمة داخل البنية الاقتصادية للكيان.

ولفت درويش إلى أن المشروع الصهيوني ـ الأمريكي، يسعى لإغراق دول المنطقة في صراعات داخلية عرقية ومذهبية، كما يحدث في لبنان، وذلك بهدف إضعاف بيئة المقاومة، مؤكدًا أن اليمن يمثل حالة مضادة لهذا المشروع، بوحدته وثباته ووعيه.

وفي السياق اللبناني، حذر درويش من محاولات تفجير الأوضاع الداخلية، وقال إن الجلسة المقبلة لمجلس النواب اللبناني ستكون “جلسة اختبار للسيادة الوطنية”، داعيًا كل الأطراف للتحلي بالوعي، محذرًا من الانصياع للضغوط الخارجية، لا سيما في ظل التهديدات الصهيونية.

د. وليد محمد علي: اليمن أغلق “إيلات” وهو ما عجزت عنه الجيوش العربية
بدوره، اعتبر المحلل السياسي اللبناني الدكتور وليد محمد علي أن اليمن يقدم نموذجًا استثنائيًا في مناصرة القضية الفلسطينية، وقال: “اليمنيون، رغم الحصار والتآمر، تمكنوا من تحقيق ما لم تستطع الجيوش العربية مجتمعة تحقيقه، وهو إغلاق ميناء إيلات بشكل فعلي.”

وأوضح أن ميناء “إيلات” يُمثل المنفذ الاستراتيجي للكيان الصهيوني على آسيا وأفريقيا، وأن تعطيله نتيجة الاستهدافات اليمنية يُشكل ضربة اقتصادية وجيواستراتيجية كبرى للعدو.

وأشار إلى أن مطار “بن غوريون” يعاني من شبه شلل بعد انسحاب شركات الطيران العالمية، ما أحدث إرباكًا إضافيًا في عمق الكيان، وأكد أن هذا الإنجاز هو درس عملي لكل الشعوب العربية والإسلامية.

وتحدث الدكتور وليد عن “نفاق النظام الدولي”، متهماً مجلس الأمن بالعجز عن إدانة الاحتلال الصهيوني، رغم وجود أكثر من 12 ألف أسير فلسطيني، بينما يسارع لعقد جلسات طارئة من أجل أسير صهيوني واحد.

واعتبر أن الأنظمة العربية التي تدّعي دعم حل الدولتين هي نفسها التي “فشلت في إدخال كيس طحين واحد إلى غزة”، مشددًا على أن الهدف من هذه الدعوات هو “سحب سلاح المقاومة”، لا إقامة دولة فلسطينية.

وختم بالقول:”غياب سلاح المقاومة سيجعل من كل الدول العربية مناطق مستباحة، وهذا ما تدركه المقاومة في اليمن جيدًا، ولذلك تواصل الدفاع عن الأمة من موقعها الأمامي.”

اليمن في موقع الطليعة.. والمعركة مفتوحة حتى كسر الهيمنة
في ضوء هذه التصريحات المتعددة، يظهر بوضوح أن العمليات العسكرية اليمنية لم تعد مجرد دعم رمزي أو جانبي لفلسطين، بل باتت جزءًا من معركة التحرر الإقليمي الشاملة ضد أدوات الاستكبار والهيمنة.

لقد تحوّلت اليمن إلى نموذج يحتذى به، لا من حيث الفعل العسكري فقط، بل من حيث المنطلق القيمي والإيماني، وهو ما أشار إليه العميد معربوني حين قال إن اليمن لا يبيع مواقف، بل يدفع أثمانها، ويؤدي دوره عن وعي وصدق.

ومع استمرار العمليات النوعية، وتوسّع تأثيرها في بنية الكيان الصهيوني، وتكاملها مع مواقف اللبنانيين والمقاومة الفلسطينية، يبدو أن التحول النوعي في موازين الردع قد بدأ، وأن الشعوب – لا الأنظمة – باتت هي التي تُعيد تشكيل معادلة الصراع.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com