خبير اتصالات: “تروكولر” يحوّل هاتفك إلى مصدر معلومات للعدو
يمانيون |
حذر الخبير اللبناني في شؤون الاتصالات والتكنولوجيا وائل كركي من الاستخدام الواسع وغير الواعي لتطبيقات كشف الأرقام مثل “تروكولر” ونظيراتها المحلية المنتشرة في اليمن، مشيرًا إلى أنها تمثل تهديدًا أمنيًا وتجسسيًا بالغ الخطورة على اليمن أفرادًا ومجتمعًا.
وفي تصريح خاص لقناة المسيرة ضمن برنامج “نوافذ”، كشف كركي أن هذه التطبيقات تعمل على سرقة البيانات من هواتف المستخدمين عبر الحصول على صلاحيات الوصول إلى جهات الاتصال وسجلات المكالمات، ليتم لاحقًا بناء قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على معلومات شخصية وتفصيلية، تُستخدم أحيانًا في أعمال التسويق، لكن الأخطر أنها قد تُباع أو تُستغل من قبل جهات استخباراتية معادية.
وأكد كركي أن هذه التطبيقات لا تكتفي بكشف الأرقام، بل تقوم فعليًا ببناء “سيرة ذاتية” دقيقة عن كل شخص، بفضل ما يسجله المستخدمون من بيانات مثل الاسم والمهنة والمنطقة والجامعة، محذرًا من إمكانية استخدام هذه المعلومات في المراقبة أو الابتزاز أو حتى حملات التشهير.
وأوضح أن الخطر لا يكمن فقط في ما يخص الأفراد، بل يمتد إلى المجتمع والدولة، حيث أن تسرب هذه البيانات الحساسة قد يُستخدم في استهداف القيادات، والتأثير على المجتمعات، والتغلغل في المؤسسات، معتبراً أن سرقة البيانات تمثل سلاحًا استعماريًا ناعمًا لا يقل خطورة عن الغزو العسكري.
وأشار كركي إلى أن “البيانات اليوم أهم من النفط والغاز”، وأن “السيطرة على البيانات تعني السيطرة على العقول والسلوك والتحكم الكامل بالحياة”، داعيًا إلى عدم الاستهانة أو الوقوع في حالة إنكار تجاه هذا التهديد.
وفي إطار الحماية، قدم الخبير اللبناني مجموعة من التوصيات الهامة، أبرزها:
- عدم منح صلاحيات مفرطة للتطبيقات، خصوصًا تلك التي تطلب الوصول إلى جهات الاتصال وسجلات المكالمات.
- مراجعة أذونات التطبيقات في الهاتف بشكل دوري وحذف أي تطبيق مشبوه.
- تسجيل الأرقام بأسماء رمزية أو مستعارة، وتجنب إضافة تفاصيل العمل أو السكن.
- التقنين في استخدام الهواتف الذكية وتقليل الاعتماد عليها، خاصة في البيئة الحساسة.
وفي ختام حديثه، شدد كركي على ضرورة رفع مستوى الوعي المجتمعي والمؤسسي في اليمن لمواجهة هذه التهديدات الرقمية، مؤكدًا أن تطبيقات كشف الأرقام لم تعد أدوات بريئة بل أدوات اختراق ناعمة تستهدف اليمن وأمنه من الداخل.