في ذكرى المولد النبوي الشريف .. السيد القائد يرسم ملامح مشروع إسلامي للنهوض والصمود
في كلمته بمناسبة المولد النبوي الشريف لعام 1447هـ، أعاد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله التذكير بجوهر الإسلام كدين لا يقبل الهزيمة، بل يقدم مشروعًا متكاملاً لانتصار الأمة واستعادة كرامتها، حينما تهتدي بالقرآن وتسير على خطى النبي محمد صلوات الله عليه وآله وسلم في العقيدة والسلوك والموقف.
يمانيون / خاص
الإسلام .. مشروع نهوض وانتصار لا طقوس مهزومة
أكد السيد القائد أن الإسلام ليس دينًا للاستسلام أو التراجع، بل دين انتصار وتمكين، وكل الهزائم التي وقعت في تاريخ الأمة إنما كانت نتيجة الانفصال عن القرآن والرسول، لا لضعف في الإسلام نفسه.
فرغم ما امتلكه أعداء الإسلام وعلى رأسهم اليهود من قوة مادية وعسكرية، ومكر وخداع متقن، إلا أن مشاريعهم في محاربة الإسلام فشلت على المدى البعيد، وهذه حقيقة قرآنية قبل أن تكون قراءة للتاريخ.
الإعراض عن القرآن .. أصل المأساة
جوهر الإخفاق الإسلامي كما شدد السيد القائد يكمن في الإعراض العملي عن القرآن الكريم، والانفصال عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، في واقع الحياة.
فالقرآن لم يكن كتاب تلاوة فقط، بل وثيقة وعي وهداية ومشروع عمل، وفيه كشف واضح لدور اليهود المفسدين في الأرض، وتحذير من خطر التبعية لهم أو الاستسلام لمكرهم.
والعاقبة كما بيّنها القرآن هي تسليط عباد الله عليهم، وهي سنة إلهية ما تزال فاعلة.
الجهاد .. معيار الانتماء الإيماني الحقيقي
أبرز ما شدد عليه السيد القائد أن الانتماء للإسلام لا يُثبت بالشعارات، بل بالجهاد في سبيل الله.
والجهاد هنا بمعناه الواسع، موقفًا، وثباتًا، ومواجهة للطغاة، وعلى رأسهم طاغوت العصر المتمثل في الكيان الصهيوني وحلفائه.
وفي هذا السياق، جدد السيد القائد ثبات الموقف اليمني في نصرة الشعب الفلسطيني، في وجه العدوان الصهيوني المتواصل الذي يمارس الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج، وهي جريمة لا يدينها من يملكون القوة، بل يتواطؤون معها.
العودة إلى الله .. دعوة للناس كافة
تضمنت الكلمة بعدًا عالميًا مهمًا، حين وجّه السيد القائد دعوة لأهل الكتاب إلى الإسلام ، إلى كلمة سواء، بالعودة إلى عبادة الله وحده، ونبذ الشرك والهيمنة والتسلط، مستندًا إلى قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِـمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِـمُونَ)
بهذا، لم يكن الخطاب حبيس دائرة الصراع فقط، بل انفتح على مشروع إنساني متزن، يقدم الإسلام كخيار عادل وراشد للسلام الحقيقي، لا للسلام المزيف الذي يُفرض تحت ظلال الصواريخ.
رسالة هامة
أكد السيد القائد يحفظه الله أن الهزيمة ليست من طبيعة الإسلام، إنما من طبيعة من أعرضوا عنه.
ولا يكون الإيمان صادقًا إلا حين يُترجم في ميادين الجهاد،
ولا يُنتصر على مكر اليهود إلا بالعودة إلى الله، والتمسك بكتابه، والسير خلف رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.