في مشهد غير مسبوق في الأرض .. ساحات الرسول الأعظم تمتلئ بملايين اليمنيين
شهدت مختلف المحافظات اليمنية، اليوم، تظاهرة إيمانية ومشهدًا جماهيريًا قلّ نظيره في التاريخ، حيث امتلأت ساحات الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بملايين اليمنيين من ضيوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذين تقاطروا منذ ساعات الصباح الباكر لإحياء المناسبة في ساحات الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، في مشهدٍ استثنائي فاق التوقعات، وتجاوز الحدود الجغرافية والبشرية.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
مشهد استثنائي يختصر هوية شعب
في العاصمة صنعاء وحدها، غصّت الساحة المركزية بالحشود المليونية، فيما اكتظت الساحات الأخرى في صعدة، وذمار، وإب، وحجة، وعمران، وريمة، والمحويت، والبيضاء، وتعز، والحديدة، وغيرها من المحافظات، بجماهير مليونية رفعت الشعارات الخضراء وردّدت الأناشيد والموشحات النبوية، وسط أجواء روحانية وأمنية مبهرة.
لم يكن المشهد مجرد احتفال عاطفي، بل عبّر عن علاقة فريدة من نوعها بين الشعب اليمني ورسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، علاقة تنطلق من الإيمان العميق، والولاء الوجداني، والانتماء القيمي والحضاري.
رسائل داخلية وخارجية
دلالة الولاء العميق لرسول الله، أثبت الشعب اليمني أن ارتباطه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس طارئًا ولا موسميًا، بل هو انتماء متجذر في عقيدته وهويته، ملايين اليمنيين نزلوا إلى الساحات طواعية رغم التحديات الاقتصادية، والحصار، والعدوان، في دلالة واضحة على أن حب النبي في اليمن ليس شعارًا، بل ممارسة جماعية تصنع الفارق.
وحدة الصف الداخلي
الاحتفال الذي جمع مختلف الشرائح الاجتماعية من رجال ونساء وأطفال وشيوخ، جسّد أعلى درجات التلاحم الشعبي، ووجّه رسالة بأن المناسبات الإيمانية الكبرى تمثل عامل توحيد وتماسك، لا تفرقة أو نزاع، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو القاسم المشترك الأعظم بين كل اليمنيين.
تحدي الحصار والعدوان
في الوقت الذي يراهن فيه العدوان على إنهاك الروح اليمنية، جاءت هذه الحشود لتقول، “لن تكسرونا”، ملايين اليمنيين خرجوا ليقولوا للعالم، نحن أمة لا تموت، ونستمد من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم القوة والعزم والصبر والمضيّ نحو النصر.
بُعد عالمي ورسالة حضارية
تصدّرت مشاهد الحشود اليمنية واجهات وسائل الإعلام ومواقع التواصل، لتفرض حدثًا عالميًا لا يمكن تجاهله، لم يكن المولد النبوي مجرد مناسبة محلية، بل أصبح بفضل اليمنيين حدثًا حضاريًا عالميًا، يرسل رسالة سلم ومحبة للإنسانية من أرض المقاومة والصمود.
تنظيم نموذجي وأمان استثنائي
رافقت الفعالية إجراءات أمنية وخدمية عالية التنظيم، حيث سُجل حضور لافت للجهات المختصة في تأمين الفعالية، وتوفير الخدمات الطبية والإسعافية، وتنظيم حركة السير، وأشادت وفود إعلامية ومراقبون محليون ودوليون بالمستوى الرفيع من التنظيم والانضباط رغم الأعداد الضخمة.
السيد القائد يتوج الذكرى بخطاب تاريخي بدلالات إيمانية واستراتيجية كبرى
في لحظة مفعمة بالمعاني العميقة، أطل السيد القائد يحفظه الله ليختم الذكرى بخطاب تاريخي استثنائي جمع بين الأبعاد الإيمانية العميقة والرؤية الاستراتيجية المستقبلية فكان بمثابة خارطة طريق إيمانية وموقفًا استراتيجيًا شاملًا، جمع بين إعادة التعريف بالإسلام كدين مقاومة وانتصار، وتشخيص دقيق لمكامن الخلل في واقع الأمة، ووجه دعوة للعودة الصادقة إلى القرآن والنبي كمنهج حياة، والتأكيد على مركزية الجهاد في الهوية الإيمانية، كما ربط يحفظه الله بين المعركة مع العدو الصهيوني، والموقف القرآني منها، ودعا أهل الكتاب والعالم إلى الاسلام وهي دعوة عادلة وجهها الله سبحانه وتعالى في القرآن بكلمة سواء، مستنهضاً للهُوية الإيمانية للأمة، ومؤكداً على مركزية القرآن والنبي في مشروع النهضة.
ختامًا .. اليمن يؤكد هويته النبوية
مرة أخرى، يثبت اليمن أنه بلد الإيمان والحكمة، وأن الشعب اليمني ليس مجرد متلقٍ للتاريخ، بل صانعه وحامله، حين تكون القضية هي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
المولد النبوي في اليمن ليس فقط ذكرى ، بل رسالة حيّة، ونبض مستمر، وانبعاث أمة من تحت الركام.