خلف كل ظلمة يولد نور
فجرٌ ليس كأي فجر ،وضياء ليس كأي ضياء، ولد النور الذي سيبدد ظلمات الأرض ،ولد محمد فارتجت السماء بشارة حتى أخضرت ،واهتزت الأرض فرحًا حتى ازينت، وانبعث في الأرجاء ضوء لاتغيب شمسه ولا ينكسف قمره أبدًا .
يمانيون / كتابات/ البتول المحطوري
المولد النبوي الشريف بالنسبة لليمنيين ليس مجرد ذكرى ميلاد إنسان عادي، خاض غمار الحرب فانتصر، إنما ذكرى رجل عظيم حول مجريات التاريخ وبدل موازين القيم التي محاها الزمان الغادر ، وحرر الأرواح من عبودية الأوثان إلى عبودية الرحمن .
ما إن ولد الحبيب المصطفى حتى انطفأت نار المجوس وارتجت ديوان كسرى،وانكسرت أصنام الشرك كل هذا وأكثر دليل على أن هناك بشارة ربانية تحمل للبشرية عهدًا جديدًا من: الرحمة والعدل والهدى .
أشرقت المدينة يوم هاجر إليها ،وأشرقت القلوب يوم دخلها ضوء الإسلام وأشرقت الأكوان كلها من تلك الليلة المباركة التي ولد فيها حبيب الله محمد صلوات ربي عليه وآله .
ولد يتيمًا ، وعاش أبًا حنونًا على هذه الأمة ، لم يملك القصور ولا مفاتيح الكنوز ولكنه ملك القلوب بعطفه، والعقول بحكمته والأمم برسالته .
صادق الوعد، أمين الأمناء ،
أشفق الخلق على هذه الأمة، عزيزًا عليه أن تضل ، حريصٌ على هدايتها.
إن الاحتفال الحقيقي بالمولد النبوي لايكون فقط بالمدائح والقصائد، والأهازيج، بل في أن نعد النبي مكانته في حياتنا ، أن نحيي سنته، ونقتدي بأخلاقة من إحسان وعطف ورحمة.
كم من نور أضاء ثم خبِّا مع الزمن ، وكم من اسم لمع ثم اندثر، إلا محمد كلما مر الزمان ازداد ذكره علوًا ، وشأنه رفعه ، ونوره إشراقًا، فكيف لا نحتفل بنور لايزال يضيء في الأكوان .
المولد النبوي هو بداية لفجر الإنسانية الحقيقي ،فيه نعيد التوازن لأرواحنا ونستحضر في حياتنا أن خلف كل ظلمة يولد نور ، وأن أعظم نور ولِدَ هو نور محمد