ثورة الحرية والسيادة .. قراءة خاصة لأبرز ما ورد في خطاب السيد القائد في الذكرى الــ 11 لثورة 21 سبتمبر

 قدّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، في كلمته بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لثورة 21 سبتمبر، رؤية شاملة لطبيعة المرحلة التي سبقت الثورة وما أعقبها من تحولات، مركزاً على البعد الإيماني والوطني كمحرك أساسي للتغيير، ومسلطًا الضوء على  الثورة ،المنجز العظيم في مواجهة الوصاية الأجنبية والهيمنة الأمريكية.

يمانيون / خاص

 

 البعد الإيماني والتحرر من الوصاية

أبرز ما شدد عليه السيد القائد هو أن الثورة جاءت استجابةً للمعيار الإيماني والديني في رفض الخضوع للأجنبي، واعتبر أن التحرر من السيطرة الأمريكية هو منجز إيماني ووطني في آن واحد، هذه النقطة تعكس البعد الإيماني في خطاب السيد القائد، وربطه بالمشروع السياسي بـ”الهوية الإيمانية” التي تشكل أساس الرؤية الثورية.

 

 رفض المشاريع الإقليمية والمحلية التابعة

وصف السيد القائد الأدوات المحلية والإقليمية بأنها “خانعة للأمريكي”، وكشف مساعيها  إلى تمزيق النسيج الاجتماعي عبر العناوين العرقية والمذهبية والمناطقية، في محاولة لضرب الوحدة الوطنية وتمرير مشاريع الهيمنة تحت غطاء الانقسامات.

وفي معرض حديثه قدم السيد القائد تصوير دقيق وواقعي  للأوضاع ما قبل الثورة، حيث قدم مجموعة من المؤشرات التي تدل على، انهيار اقتصادي، في وقت كانت فيه كل الموارد بيد السلطة آنذاك، وانفلات أمني خطير، لدرجة اغتيال ضباط الأمن وامتداد الجريمة حتى وسط صنعاء والمستشفيات، وتفكك الجيش وتدمير قدراته العسكرية، وغياب أي توجه لبناء مؤسسات وطنية مستقلة، وكذلك التمكين للمد التكفيري، ما أدى إلى انتشار الفكر المتطرف في عدد من المحافظات.

الإنجازات ما بعد الثورة

اعتبر السيد القائد أن ثورة 21 سبتمبر أعادت الاعتبار للشعب اليمني من خلال استعادة الكرامة الإنسانية والحرية بمفهومها الحقيقي، والتأسيس لمشروع بناء حضاري قائم على الاستقلال والسيادة والهوية الإيمانية، وتحقيق الأمن النسبي، مقارنة بالفوضى التي كانت سائدة قبل الثورة.

 

أبعاد ودلالات الخطاب

السيد القائد أعاد تعريف ثورة 21 سبتمبر بأنها ليست فقط انقلابًا على واقع سياسي معين، بل تحرك تاريخي نابع من الوعي الديني والقيم الإنسانية، في مواجهة مشروع استعماري يريد تدجين الشعوب وتفكيكها.

جاء الخطاب بلغة استنهاضية تهدف إلى تحصين الجبهة الداخلية ضد محاولات الاختراق الإعلامي والفكري، ورفع الوعي بخطورة أدوات الخارج وأجنداته. كما يمكن قراءة الخطاب كرسالة مباشرة للأطراف التي تراهن على تفكيك المجتمع من الداخل.

ترسيخ الذاكرة الثورية بإعادة رسم ملامح المرحلة السابقة للثورة بكل ما فيها من انهيارات، يسعى الخطاب إلى ترسيخ الرواية الثورية لدى الأجيال الجديدة، وبناء قناعة بأن ما تحقق هو “منجز تاريخي” يستوجب الدفاع عنه.

الخطاب حمل إشارات واضحة بأن مشروع ثورة 21 سبتمبر ما زال مستمرًا، وبأن أي محاولات للتدخل أو التلاعب بمصير اليمن ستُواجَه بالثبات والصمود، في وقت يشهد فيه الملف اليمني حراكًا إقليميًا ودوليًا مكثفًا.

 

خاتمة 

كلمة السيد القائد عبد الملك الحوثي في الذكرى الـ11 لثورة 21 سبتمبر كانت بمثابة إعادة تثبيت للمرجعيات الثورية وتأكيد على الثوابت في زمن التحولات، وهي دعوة صريحة للتمسك بخيار “الحرية والاستقلال”، في مقابل مشاريع “الوصاية والارتهان”،  الخطاب يعد خريطة طريق للمرحلة القادمة، تقوم على أساس من الصمود الإيماني، والوعي السياسي، والارتباط بالهوية.

You might also like