العدوان على اليمن .. هندسة صهيونية ودعم أمريكي وتنفيذ خليجي (السيد القائد يكشف تفاصيل المخطط)
في الذكرى الحادية عشرة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، أعاد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته رسم المشهد السياسي والإقليمي والدولي انطلاقًا من التجربة اليمنية الثورية. اتسم خطابه بالوضوح، والاتساق، والإحاطة بجوانب المعركة التي يخوضها اليمن سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، ليس فقط في إطار الدفاع عن السيادة، وإنما كجزء من مشروع أوسع يرتبط بمصير الأمة ومواجهة المشروع الصهيوني والأمريكي في المنطقة.
يمانيون/ خاص
الثورة اليمنية أثارت خوف العدو الإسرائيلي
أكد السيد القائد أن ثورة 21 سبتمبر لم تكن حدثًا محليًا فحسب، بل هزة إقليمية أزعجت القوى الكبرى. إذ كشف أن العدو الإسرائيلي اعتبر الثورة اليمنية أخطر ما حدث في المنطقة، وهو توصيف يعكس حجم التهديد الذي شعر به الكيان الصهيوني جراء انبعاث شعب يمتلك إرادة التحرر والانتماء الإيماني، هذا يضع الثورة في سياق يتجاوز البعد اليمني، لتصبح معادلاً موضوعيًا للتمرد على منظومة السيطرة الأمريكية والصهيونية في المنطقة، كما أشار إلى أن الأمريكي والإسرائيلي تحركا من اللحظة الأولى، ولكن عبر أدوات إقليمية أبرزها السعودية والإمارات، ما يكشف طبيعة التحالفات التي تقود العدوان على اليمن.
العدوان.. هندسة صهيونية ودعم أمريكي وتنفيذ خليجي
وصف السيد القائد العدوان على اليمن بأنه مشروع هندسي صهيوني نفذته أدوات إقليمية بإشراف أمريكي مباشر، وبمشاركة بريطانية. هذا الطرح يفكك سردية “التحالف العربي” ويفضح غطاءه الإعلامي، ويبين أن الرياض وأبو ظبي لم تكونا سوى واجهة لمشروع أكبر هدفه تطويع اليمن وسحق إرادته الثورية، وأن العدوان لم يكن مجرد صراع نفوذ إقليمي، بل جزء من مشروع صهيوني لإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم “إسرائيل الكبرى”، وأن الثروات اليمنية واحتلال مناطق استراتيجية مثل المهرة وسقطرى هي امتدادات لهذا المشروع، حيث لا تزال السيطرة الأجنبية على الموارد السيادية مستمرة، تحت غطاء الحرب الاقتصادية.
اليمن وفلسطين .. وحدة الجبهة والموقف
أحد المحاور الأبرز في الخطاب كان التأكيد على الترابط العضوي بين معركة اليمن ومعركة فلسطين، حيث قال السيد القائد: كل جهد الأمريكي والإسرائيلي وأدواتهم الإقليمية تجاه بلدنا منصب على إيقاف جبهته المناصرة للشعب الفلسطيني، هذه الرؤية تعزز من الهوية الجهادية لثورة 21 سبتمبر وتربطها بجبهة المقاومة الأوسع، وهنا يؤكد السيد القائد أن الموقف اليمني تجاه غزة جعل من صنعاء مركز ثقل سياسي وأخلاقي وسط صمت عربي مخزٍ، ومثّل نموذجًا يُحاول الأعداء القضاء عليه حتى لا يبقى مصدر أمل وإلهام لبقية الشعوب.
انكشاف العملاء .. وتعرّي الأقنعة
أكد السيد القائد أن أدوات العدو باتت مكشوفة أكثر من أي وقت مضى، مشيرًا إلى ترديدهم للمصطلحات الإسرائيلية، واستعدادهم للقتال إلى جانب “إسرائيل، واستضافتهم لجواسيس صهاينة، هذه الإشارات تفضح التطبيع الصريح مع الكيان الإسرائيلي من بعض الجهات والعملاء ، وتؤكد أن ما يجري ليس مجرد تحالف مصالح، بل اندماج ضمن المشروع الصهيوني بالكامل.
الشرق الأوسط الجديد .. مشروع هيمنة لا سلام
طرح السيد القائد رؤية عميقة لمشروع “تغيير الشرق الأوسط” الذي يتبناه العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة، هو ليس مشروع سلام أو استقرار، بل مشروع استباحة، وتفكيك، ونهب للثروات، وطمس للهوية الإسلامية، وفي هذا السياق، أشار إلى أن الأطماع الإسرائيلية لا تتوقف عند فلسطين، بل تمتد إلى مكة والمدينة وثروات الخليج، بل وتتعدى ذلك للاعتداء على إيران، والعراق، وقطر وسوريا.
ثورة مستمرة ومشروع تحرر
خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الذكرى الحادية عشرة لثورة 21 سبتمبر كان بمثابة وثيقة استراتيجية تؤكد
أن الثورة مستمرة، وموقف اليمن يتجاوز حدود الجغرافيا، وأن المشروع التحرري يواجه منظومة عالمية من الظلم والهيمنة، وأن الأمة لا تزال تملك نماذج حية للمقاومة، واليمن في طليعتها.
في زمن تطبع فيه بعض العواصم وتُشترى فيه المواقف، يظل اليمن الثوري، كما وصفه السيد القائد، الصوت الصادق، والموقف النقي، والجبهة التي لا تُشترى ولا تُخترق.