المسيّرات اليمنية تكسر هيبة العدو في أم الرشراش.. 50 جريحاً بينهم 3 بحالة حرجة
يمانيون |
ضربة موجعة تلقاها كيان الاحتلال مساء الأربعاء بعد أن نجحت الطائرات المسيّرة الانقضاضية اليمنية في اختراق أجواء مدينة وميناء أم الرشراش “إيلات”، محدثة انفجارات عنيفة وخسائر بشرية ومادية كبيرة، في مشهد فضح هشاشة منظومة الدفاعات الصهيونية التي طالما ادّعى قادته أنها “الأكثر تطورًا في العالم”.
العملية النوعية لم تكن مجرد هجوم عابر، بل رسالة استراتيجية عميقة مفادها أن اليمن حاضر بقوة في معادلة الردع الإقليمي، قادر على اجتياز المسافات الطويلة وضرب أهداف حساسة في عمق فلسطين المحتلة، وهو ما يعكس تصاعد القدرات العملياتية والاستخباراتية لصنعاء مقابل انكسار صورة العدو المتهاوية.
صفارات الإنذار دوّت بشكل مفاجئ في أرجاء المدينة الساحلية السياحية، لتتبعها ثلاثة انفجارات قوية هزّت “إيلات” وأشعلت سماءها بأعمدة دخان كثيف. وسائل إعلام العدو اعترفت بالهجوم وأكدت وقوع انقطاع في الكهرباء بمناطق متفرقة، فيما أظهرت المقاطع المصوّرة لحظة انقضاض المسيّرات اليمنية بدقة لافتة.
الاستهداف شمل المطار القديم للمدينة، إلى جانب فندق “كلوب هوتيل” الذي لا يقتصر دوره على كونه وجهة سياحية، بل يُستخدم أيضاً كموقع لانعقاد اجتماعات حكومية حساسة، ما أضفى على العملية دلالات رمزية وعملياتية عميقة.
الخسائر البشرية كانت ثقيلة، إذ أعلنت فرق الإسعاف التابعة لما يُسمى “نجمة داود الحمراء” عن إصابة خمسين شخصاً، بينهم ثلاثة في حالة حرجة، أحدهم فقد أطرافه، وآخر يعاني من إصابات خطيرة في الصدر، إضافة إلى عشرات الجرحى بحالات متوسطة وطفيفة.. هذه الحصيلة تكشف حجم الضربة اليمنية التي لم تقتصر على إصابة أهداف عسكرية ورمزية فحسب، بل تسببت أيضاً في انهيار المعادلة الأمنية داخل أهم مراكز الاحتلال على البحر الأحمر.
اللافت أن العملية أظهرت بوضوح تفوقاً تكتيكياً يمنياً أربك “القبة الحديدية”، إذ حلّقت الطائرات على ارتفاع منخفض جداً، متجاوزةً الرادارات والطبقات الاعتراضية. وأكد خبراء أن القوات المسلحة اليمنية استخدمت أسلوب “الطُعم”، حيث أُطلقت طائرة أولى لإشغال الدفاعات وكشف مواقعها، قبل أن تنفذ الطائرة الثانية الضربة الدقيقة. هذا الأسلوب أربك العدو إلى حدّ اضطر معه جيشه للاعتراف الصريح بفشل دفاعاته الجوية، معلناً فتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب هذا العجز المهين.
تداعيات الضربة لم تتوقف عند حدود إيلات، فقد سارعت بحرية الاحتلال إلى إعادة انتشار سفنها الحربية بعيداً عن الميناء خشية تعرضها لهجمات تالية، ما عكس بجلاء حالة الرعب والانكشاف التي يعيشها الكيان. ووصف محللون صهاينة ما جرى بأنه “أزمة ردع” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، متسائلين عن جدوى منظومات دفاعية تكلف المليارات في حين تعجز عن صد مسيّرات يمنية قادمة من مئات الكيلومترات.