الجامعات اليمنية في ذكرى 21 سبتمبر.. تجديد العهد للثورة ومواصلة إسناد غزة
يمانيون | تقرير
في مشهد أكاديمي وشعبي لافت، تزامنت اليوم ، فعاليات جامعية حاشدة في صنعاء والضالع والبيضاء وحجة وصعدة والحديدة، مع إحياء الذكرى الحادية عشرة لثورة 21 سبتمبر.
هذه المسيرات التي جاءت تحت شعار «مع الجيش والأمن.. لن توقفنا المؤامرات عن إسناد غزة» لم تكن مجرد وقفات تضامنية، بل بدت إعلاناً متجدداً بأن الثورة اليمنية باتت وثيقة الصلة بالقضية الفلسطينية، وأن الجامعات تحولت إلى منابر مقاومة توحد بين الوعي الأكاديمي والحراك الشعبي في مواجهة العدوان الصهيوني ومؤامرات الاستكبار.
جامعة صنعاء: ساحة غزة تتحول إلى منبر للأكاديميين والطلاب
شهدت جامعة صنعاء توافداً واسعاً من الأساتذة والطلاب والموظفين إلى ساحة غزة للمشاركة في مسيرة تضامنية ضخمة. الهتافات والشعارات ركّزت على إدانة جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وعلى أن الثورة اليمنية أسقطت الوصاية وحررت القرار الوطني.
وأكد رئيس الجامعة الدكتور محمد البخيتي أن هذه الفعالية تأتي امتداداً لحراك أسبوعي مستمر يهدف إلى إيصال الرسالة الإنسانية والأكاديمية تجاه معاناة غزة، معلناً أن المسيرات ستتواصل مع بداية الفصل الدراسي الثاني. كما دعا بيان المشاركين إلى مواصلة الفعاليات السلمية وجمع المساعدات، وطالب بفتح الممرات الإنسانية وحماية المدنيين في القطاع.
جامعة الضالع: تحصين الموقف الوطني في وجه المؤامرات
وفي الضالع، خرجت مسيرة مماثلة بمشاركة رئيس الجامعة الدكتور علي الطارق ومنتسبي الجامعة، رفع خلالها المشاركون شعارات تؤكد على الصمود والإصرار على مواجهة العدوان الصهيوني.
وأكد البيان أن محاولات الأعداء لثني اليمن عن واجبه تجاه فلسطين لن تفلح، داعياً الجامعات إلى تخصيص ندوات ودراسات تكشف الخلفية الصهيونية للموقف الأمريكي وتفضح ارتباطاته بالمخططات الاستعمارية في المنطقة.
جامعة البيضاء: الثورة واستعادة القرار الوطني
جامعة البيضاء بدورها شهدت مسيرة طلابية كبيرة بحضور المحافظ وعدد من قيادات المحافظة والجامعة، حيث ارتفعت الأعلام اليمنية والفلسطينية مع هتافات تشدد على أن ثورة 21 سبتمبر
أعادت الاعتبار للاستقلال الوطني.
وأكدت الكلمات والبيانات أن دعم فلسطين ليس خياراً سياسياً بل واجب ديني وإنساني، محذّرة من خطورة مواقف بعض الأنظمة العربية التي تشرعن للعدو الصهيوني جرائمه عبر بيانات شكلية ضعيفة.
جامعة حجة: موقف صريح ضد التطبيع
وفي حجة، نظّم ملتقى الطالب الجامعي فعالية حاشدة حضرها رئيس الجامعة وأعضاء هيئة التدريس، عبّر خلالها المشاركون عن استنكارهم لمواقف الأنظمة العربية المطبّعة.
واعتبر البيان أن تلك المواقف تمثل غطاءً لاستمرار جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، مؤكداً أن اليمن، بمسيرته القرآنية، سيبقى في طليعة الشعوب الرافضة للتطبيع والمؤامرات الأمريكية الصهيونية.
جامعة صعدة: ثبات في الذكرى والنصرة
وفي محافظة صعدة، نظّمت جامعة صعدة مسيرة جماهيرية كبيرة تحت شعار “إحياء لثورة 21 سبتمبر… وتأكيداً على ثبات الموقف لنصرة غزة”.
شارك فيها قيادات المحافظة والجامعة، وألقى بعض القيادات كلمات أشاروا فيها إلى أن الثورة اليمنية وجهت رسالة للعالم بأن مشاريع الهيمنة على اليمن فشلت، وأن أي مساس بسيادة اليمن هو خط أحمر.
كما تضمَّنت الفعالية قصيدة معبّرة ألقاها الشاعر محمد المسوري، وخرج بيان مؤكداً أن الجرائم المرتكبة في غزة تبيّن أن الصمت الدولي ليس حلاً، وأن اليمن سيواصل دعماً عملياً لفلسطين مهما تزايدت الضغوط.
جامعة الحديدة: الحراك الجامعي موحد لدعم غزة
وفي الحديدة، شارك أكاديميون وطلاب من جامعة الحديدة وعدد من الجامعات الأهلية والمعاهد المهنية في مسيرة جماهيرية تضامنية تحت نفس الشعار.
رفع المشاركون العلمين اليمني والفلسطيني بالإضافة إلى لافتات تطالب بمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وتطالب بحماية المدنيين في غزة.
وجاء في بيان الجامعة أنّ منتسبي الجامعة والكليات والمعاهد متمسكون بالموقف الإنساني والإيماني مع الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن النصرة بالدم والمال والسلاح واجب لا يمكن التهاون فيه، ومحذّرين من أي محاولة لاستهداف الجبهة الداخلية أو التورط في خدمة العدو الصهيوني.
خاتمة
بهذا المشهد المتكامل من صنعاء والضالع والبيضاء وحجة وصعدة والحديدة، أكدت الجامعات اليمنية أن الوعي الثوري الذي فجّر ثورة 21 سبتمبر ما يزال حاضراً ومؤثراً، وأن القضية الفلسطينية باتت جزءاً أصيلاً من الهوية الوطنية والتحررية لليمنيين.
لقد تحولت الجامعات من مجرد مؤسسات تعليمية إلى ساحات مقاومة تُجدّد العهد بأن نصرة غزة ليست حدثاً عابراً، بل التزاماً مستمراً يترجم في الموقف السياسي، وفي الحراك الشعبي، وفي دعم مسيرة الصمود الفلسطيني بوجه العدوان الصهيوني.