الضربات اليمنية تخنق اقتصاد العدو الصهيوني .. وتعمّق عزلته الدولية

يمانيون | تقرير
منذ اندلاع المواجهة الشاملة في غزة وتوسع رقعة الصراع إلى البحر الأحمر، يعيش الكيان الصهيوني مرحلة غير مسبوقة من العزلة الاقتصادية والدبلوماسية، فيما تتصاعد الضربات اليمنية التي أصابت البنى التحتية ومفاصل الاقتصاد الصهيوني بشكل مباشر.

ما يلفت النظر أن إعلام العدو نفسه بات يقر بحجم الخسائر، ويتحدث عن معركة استنزاف طويلة الأمد، تكشف هشاشة منظومة الردع، وتضاعف من أزمات الكيان السياسية والعسكرية والاقتصادية.

إقرار صهيوني بفشل الرد على اليمن

في السياق أقرت صحيفة كالكاليست العبرية أن الأضرار الاقتصادية الناتجة عن العمليات اليمنية كبيرة للغاية حتى في ظل وتيرة نارية منخفضة، مؤكدة أن جميع المحاولات الأمريكية والصهيونية لإيجاد رد فعّال على الهجمات اليمنية فشلت.

وأشارت الصحيفة إلى أن إصابة مطار اللد ومطار رامون تسببت في إرباك حركة الملاحة الجوية وتراجع الرحلات، فيما أحدثت الضربات البحرية آثاراً مضاعفة عبر إطالة زمن الشحن البحري وزيادة كلف النقل وإغلاق ميناء أم الرشراش.

قناة عبرية: معركة استنزاف بلا أفق

القناة الثانية عشرة العبرية وصفت الوضع الراهن بأنه “معركة استنزاف ضد إسرائيل بلا أفق واضح”، مؤكدة أن الضربات الصهيونية لم تتمكن من وقف العمليات اليمنية أو حتى الحد من تأثيرها الاقتصادي والمعنوي.

هذا الاعتراف يعكس حجم الارتباك داخل كيان الاحتلال، ويكشف فقدانه زمام المبادرة في مواجهة اليمن.

تراجع الصادرات وخسائر في الأسواق العالمية

صحيفة يديعوت أحرونوت بدورها سلّطت الضوء على استبيان لاتحاد المصنعين الصهاينة أظهر أن نصف المصدرين واجهوا إلغاءات عقود أو فشل في تجديد معاملات قائمة، وأكثر من 70% أكدوا أن الأسباب سياسية.

كما أبلغ 84% عن إلغاءات من الاتحاد الأوروبي، فيما تكبد نحو خمس المصدرين خسائر تجاوزت 40%. والأخطر أن أكثر من نصف المشاركين أقروا بأن العملاء الجدد يرفضون التعامل مع الكيان، ما يشير إلى انهيار الثقة العالمية به.

أزمات لوجستية وشحن دولي مشلول

كما كشف الاستطلاع أن نصف المصنعين تقريباً يواجهون صعوبات لوجستية وتنظيمية غير مسبوقة، حيث أشار 38% منهم إلى مشاكل متزايدة في الشحن الدولي.

هذه التعقيدات انعكست على تكاليف النقل وسلاسل التوريد، ما فاقم أزمات الاقتصاد الصهيوني وأدى إلى تعطّل التبادل التجاري مع الخارج.

تحذيرات من العجز والديون وتراجع العلاقات الدولية

مؤسسات تصنيف ائتماني مثل موديز حذرت من أن ارتفاع الإنفاق الدفاعي لدى الكيان سيؤدي إلى زيادة العجز وتفاقم الديون في ظل تراجع الإيرادات.

فيما كشفت يديعوت أحرونوت أن حتى أكثر الدول “الصديقة” للكيان باتت تطلب محو أي سجل رسمي لاجتماعات مع مسؤولين صهاينة، في إشارة إلى التدهور الخطير في العلاقات الدبلوماسية والتجارية.

انخفاض ملحوظ في الصادرات إلى أمريكا وأوروبا

إلى ذلك صحيفة جلوبس الاقتصادية ذكرت أن صادرات الكيان إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 20% بين يونيو وأغسطس الماضيين، فيما تراجعت صادراته إلى دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 25% خلال الفترة نفسها.

هذه الأرقام تعكس حجم الانكماش الذي يضرب قطاع التصدير، وهو أحد أعمدة الاقتصاد الصهيوني.

الخاتمة

وتكشف هذه المعطيات أن الضربات اليمنية الجوية والبحرية لم تعد مجرد عمليات عسكرية محدودة، بل تحولت إلى أداة استراتيجية لخنق الاقتصاد الصهيوني وتعميق عزلته الدولية.

ومع استمرار الحرب على غزة وتوسع المواجهة الإقليمية، يبدو الكيان غارقاً في أزمات متشابكة اقتصادية وعسكرية ودبلوماسية، في حين ينجح اليمن في فرض معادلة ردع جديدة تُظهر أن معركة الاستنزاف قد دخلت مرحلة طويلة الأمد، لن يكون بمقدور العدو الصهيوني الخروج منها إلا بمزيد من الخسائر والانكسارات.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com