لهذا السبب خضعت الأنظمة العربية وفرطت في سيادتها .. معلومات تكشف لأول مرة

 قدّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، في كلمة اليوم ،رؤية عميقة وتحليلاً شاملاً لطبيعة المشروع الأمريكي-الصهيوني في المنطقة، كاشفاً أبعاده الخطيرة ومُظهراً حجم التواطؤ الرسمي العربي، تميزت الكلمة بالصراحة والتشخيص الدقيق لمعادلات الهيمنة، كما وجهت نداءً للضمير العربي والإسلامي للوقوف بوجه مؤامرة الاستباحة الشاملة التي تستهدف الأمة.

يمانيون/ خاص

 

دلالات النظرة الأمريكية للأنظمة العربية

أبرز السيد القائد أن الولايات المتحدة لا تنظر إلى الأنظمة العربية كحلفاء حقيقيين، بل تراها مجرد أدوات وظيفية ضمن مشروعها في المنطقة، في وصف دقيق، أشار إلى أن النظرة الأمريكية للأنظمة المطبعة هي نظرة بقرة حلوب، أي أنها أنظمة تُستنزف ولا يُنظر إليها كشركاء يُحسب لهم حساب.

كما أكد السيد القائد أن أمريكا لا تضع هذه الأنظمة في نفس المستوى مع العدو الإسرائيلي، بل تُبقي لها موقعاً أدنى من الاحترام، ما يعني أن أي تطبيع أو تعاون لن يغير من مكانتها الذليلة في الوعي السياسي الأمريكي.

 

السلام مع إسرائيل .. وهمٌ قاتل

نقطة محورية في خطاب السيد القائد تمثلت في تفنيد أسطورة السلام مع إسرائيل، الذي وصفه بأنه “سلام موهوم”، وأشار إلى تصريحات المبعوث الأمريكي التي تؤكد أن لا سلام كان في الماضي، ولا سيكون في المستقبل، مشيراً إلى أن ما تسعى إليه إسرائيل ليس السلام، بل الهيمنة الكاملة على المنطقة.

وهذه التصريحات كما أكد السيد القائد يجب أن تُشكّل صدمة لدى الأنظمة العربية، لكنها للأسف، تُقابل بالذلة والخنوع والبرود التام، ما يدل على حالة العجز وفقدان الإرادة السياسية في مواجهة هذا المشروع.

 

الموقف العربي .. خضوع وتفريط بالسيادة

أبرز السيد القائد هزالة الردود الرسمية العربية على التصريحات الأمريكية-الإسرائيلية، خصوصاً في لبنان ومصر ودول الخليج، حيث لم نرَ أي مواقف ترتقي لمستوى الاستفزاز الذي تمارسه أمريكا وإسرائيل.

وأكد أن من يخضع لمعادلة الاستباحة، يفرّط بكل شيء، بالحرية، والكرامة، والدين، والهوية، وحتى بالوجود، وقد تساءل عن السبب وراء قبول الأنظمة بربط اقتصاداتها وأمنها ومياهها وحتى غذائها بالعدو الإسرائيلي، مستشهداً بصفقة الغاز بين مصر وإسرائيل التي وصفها بالكارثة الرهيبة.

 

تجاهل الدعم الغربي للكيان رغم شعارات “حل الدولتين”

تناول السيد القائد مسألة الاعترافات الغربية الأخيرة بدولة فلسطين، وبيّن أنها رغم رمزيتها، لا تمثل دعماً حقيقياً إذا لم تترافق بخطوات عملية توقف العدوان، بل اعتبرها أحياناً ستاراً للتهرب من تحمل المسؤولية، خصوصاً من بعض الأنظمة العربية والغربية التي تُسلّح إسرائيل من جهة، وتدّعي دعم الحق الفلسطيني من جهة أخرى.

وأشار إلى أن مشروع حل الدولتين الذي تطرحه بعض الدول، هو في حقيقته التفاف على القضية الفلسطينية، ويهدف إلى فرض كيان فلسطيني هش، منزوع السلاح، وتابع للقرار الصهيوني، ضمن رقعة جغرافية ضيقة جداً.

 

الهيمنة لا تقتصر على فلسطين

أكد السيد القائد أن المخطط الصهيوني-الأمريكي لا يقتصر على فلسطين، بل يشمل المنطقة بأكملها ضمن معادلة الاستباحة، حيث يُراد لكل شعوب المنطقة أن تخضع لنظام الهيمنة الأمريكي-الإسرائيلي.

وشدّد أن الصمود الفلسطيني هو الحاجز الأخير في وجه هذا المشروع، وأن إسقاط هذا الصمود يُعد الخطوة الأخيرة قبل التمدد الشامل للهيمنة.

 

الدور الشعبي في مواجهة المشروع الأمريكي-الصهيوني

ثمن السيد القائد المواقف الشعبية المتضامنة مع غزة، سواء في اليمن أو بعض الدول العربية، وكذلك في أوروبا وأمريكا، مشيداً بأسطول الصمود المتجه إلى كسر الحصار عن غزة، معتبراً ذلك دليلاً على وجود صوت حر في هذا العالم رغم الخذلان الرسمي.

كما دعا الشعوب العربية والإسلامية إلى كسر الصمت، والضغط على أنظمتها الرسمية للوقوف بوجه المشروع الصهيوني.

 

الأمم المتحدة .. صمتٌ أمام الإبادة

في تشخيصه لأداء الأمم المتحدة، كشف السيد القائد عجز هذه المؤسسة الدولية أمام الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين منذ عقود، متسائلاً: ثمانون عاماً ولم تفعل شيئاً .. فهل يمكن أن نراهن عليها؟

وحمّلها مسؤولية أخلاقية وإنسانية، مشيراً إلى ازدواجية المعايير في مواقفها، خصوصاً في ظل تواطؤ الدول الكبرى داخلها مع العدو الإسرائيلي.

 

الوعي والموقف هما خط الدفاع الأخير

وجه السيد القائد في كلمته دعوة واضحة وصريحة إلى تحمل المسؤولية الدينية والقومية والتاريخية في وجه المشروع الصهيوني، مشدداً على أن من يتستر على العدو، ويسكت عنه، يصبح شريكاً في الجريمة، وبيّن أن السبيل الوحيد لحفظ الكرامة والسيادة والهوية هو مواجهة مشروع الاستباحة، وليس الخضوع له.

وحث الزعماء في العالم الإسلامي على أن يتحدثوا بوضوح لا غموض فيه تجاه ما يُحاك ضد أمتهم، مؤكداً أن الوقت قد حان لتغيير المعادلة، والانتقال من موقع الضعف إلى موقع الموقف والكرامة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com