بعد أن بلغ مستوى كبير من الخطورة .. السيد القائد يحذر من جديد من هذا الأمر
وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، والتطورات الجارية في لبنان وسوريا، والضغوط الأمريكية المتزايدة على محور المقاومة. جاءت كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، لتحمل أبعادًا استراتيجية وتحذيرية، كشفت عن قراءة عميقة لتحركات العدو الإسرائيلي، وشركائه الإقليميين والدوليين.
يمانيون / خاص
السيد القائد أكد أن العدو الإسرائيلي بات يكاشف الأمة بمخططاته دون مواربة، وهو تطور نوعي يُظهر انتقال الصهاينة من مرحلة التخفي السياسي إلى المواجهة العلنية في تنفيذ مشاريعهم التوسعية، بما فيها مخطط ممر داوود الذي يهدف إلى الوصول لنهر الفرات، هذا التصريح يُسلّط الضوء على أطماع الكيان الصهيوني في التمدد شرقاً، بالتوازي مع ما يُعرف تاريخياً بمشروع “إسرائيل الكبرى”، وهو مشروع جغرافي وثقافي واقتصادي يهدف إلى السيطرة على المفاصل الحيوية للمنطقة، الذي سبق أن حذر منه السيد القائد ولا يزال .
وأشار السيد القائد محذراً إلى وجود مسؤولين في الحكومة اللبنانية يتحركون كعملاء للعدو الإسرائيلي بشكل رسمي ومكشوف، وهو تصريح غير مسبوق يعكس قلقاً بالغاً من حجم الاختراق الإسرائيلي داخل البنية الرسمية اللبنانية، خصوصًا في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية المتتالية.
أما في سوريا، فقد ركّز السيد القائد على أن الجماعات المسيطرة على القرار السوري اليوم لم تعد ترى في العدو الإسرائيلي عدواً، بل تسعى إلى تنسيق أمني واتفاقات معلنة أو غير معلنة معها، وهذا يشكل، غطاءً للعدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، الذي يتم تحت ذريعة اتفاقات أمنية أو تنسيق مسبق.
وأكد السيد القائد على أهمية تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان، والتي قال فيها إن “إسرائيل قصة مختلفة، ولها مكانة خاصة في القلب الأمريكي، هذه العبارة، كما وصفها السيد القائد، تعكس حقيقة الموقف الأمريكي الرسمي، وتُظهر كيف أن كل ما يقدمه العرب من تنازلات لا يغيّر من مكانة إسرائيل كحليف استراتيجي مميز.
إن هذا التصريح الأمريكي يمثل صفعة لكل الأنظمة العربية التي تظن أن استرضاء واشنطن يمكن أن يؤمن لها حماية أو دعماً، في الوقت الذي تؤكد فيه الإدارة الأمريكية أن أولويتها المطلقة هي لأمن واستقرار إسرائيل، مهما كان الثمن.
ومن أبرز ما جاء في كلمة السيد القائد هو الحديث عن ممر داوود، وهو مشروع توسعي صهيوني يستهدف الربط بين الكيان الإسرائيلي ومناطق شرق سوريا، مرورًا بالعراق وربما أجزاء من تركيا، في إطار سعي صهيوني أمريكي للهيمنة الجيوسياسية على المنطقة، هذا المشروع، يتقاطع مع مصالح أمريكا الاقتصادية والعسكرية في السيطرة على الموارد، وخنق محور المقاومة جغرافيًا.
كما أشار السيد القائد إلى أن اضطهاد الأقليات في سوريا من قبل الجماعات المتحالفة مع الغرب، يدفع هذه الأقليات إلى أحضان إسرائيل، ما يُعد جزءًا من مخطط صهيوني لتفتيت النسيج الاجتماعي وخلق بيئات قابلة للاختراق والتجنيد والولاء للعدو.
كلمة السيد القائد مثلت خارطة تحليل استراتيجية لمجريات الأمور في المنطقة، من منطلق إيماني وسياسي مقاوم.
هي دعوة صريحة لليقظة والوعي، وللتحرك الجاد لقطع الطريق على المشروع الصهيوني الأمريكي، الذي لم يعد خفيًا، بل يُمارَس بكل وضوح ووقاحة في كل ساحات الأمة.