من الإيمان إلى الفعل .. دلالات كلمة السيد القائد في معركة الأمة مع العدو
في كلمته اليوم، رسم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ،خطابًا جمع بين العمق الإيماني والبصيرة السياسية والموقف المقاوم، مسلطًا الضوء على جوهر الأزمة التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية، وهي – كما وصفها – “نسيان الله”، ومبينًا كيف أن العودة إلى الله تمثل المدخل الحقيقي لمواجهة التحديات الكبرى، وعلى رأسها المشروع الصهيوني والدعم الأمريكي له.
يمانيون / خاص
التوكل على الله كقاعدة للنهوض
السيد القائد يربط بين الإيمان بالله والتوكل عليه، وبين النصر والصمود، سواء في اليمن أو في فلسطين أو لبنان، هذه ليست مجرد دعوة روحية، بل هي قراءة استراتيجية ترى أن الهزائم التي منيت بها الأمة تعود إلى تفريطها في القيم الإيمانية، وابتعادها عن القرآن الكريم الذي وصفه بأنه كتاب هداية في كل المجالات، الرسالة هنا واضحة أنه من دون الله، لا كرامة ولا نصر، وأن العودة إلى الله ليست فقط فردية، بل يجب أن تكون نهجًا سياسيًا واستراتيجيًا جماعيًا للأمة.
تشخيص الواقع العربي الضعف نتيجة الانفصال عن المبادئ
السيد القائد يوجه نقدًا لاذعًا للأنظمة العربية والإسلامية، مؤكدًا أنها حتى عن المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل قد تراجعت، فضلًا عن التعاون الأمني والاستخباراتي مع العدو، هذا التشخيص يرصد أدنى مستويات المواقف العملية، ويقارنها بما يمكن أن يكون لو أن الأمة تحركت بما في أيديها من أوراق ضغط، وهنا دلالة سياسية، أن الأنظمة اختارت مسار الضعف والتبعية، لكنها لا تمثل الإرادة الحقيقية لشعوبها.
السيد القائد يستعرض تجارب المقاومة ، وأوضح كيف أن غزة بإمكانات متواضعة، هزمت العدو الإسرائيلي في جولات متعددة، وكذلك المقاومة اللبنانية التي حررت الأرض في عام 2000، وهزمت العدو الإسرائيلي في 2006 وصدت عدوان 2024، وصمود الشعب اليمني في وجه التحالف الأمريكي-الإسرائيلي، ومشاركة فعلية في جبهة الإسناد من خلال الصواريخ والمسيرات.
وهنا رسالة هامة بأن المقاومة لا تحتاج لتفوق تسليحي، بل لإرادة مؤمنة وشعب صامد،
عمليات اليمن .. أم الرشراش كتحول استراتيجي
السيد القائد كشف أن جبهة اليمن نفذت 21 عملية في أسبوع واحد، منها استهداف أم الرشراش، التي وصفها بأنها عملية “ذات أهمية كبيرة” لأنها اخترقت منظومة العدو الإسرائيلي.
وهو ما يؤكد أن اليمن طرف فاعل في المعادلة الإقليمية، وقادر على التأثير في العمق الإسرائيلي رغم الحصار، وهنا دلالة رمزية لأم الرشراش، حيث أن استهدافها يحمل بعدًا تاريخيًا واستراتيجيًا، فهي نقطة احتلال مبكر لفلسطين، واسمها الأصلي “أم الرشراش” يحمل رمزية المقاومة العربية للعدو.
فشل الردع الإسرائيلي
السيد القائد يشير إلى أن العدو الإسرائيلي يفشل مرارًا في اعتراض الصواريخ والمسيرات، ما يؤكد أن المنظومة الدفاعية الإسرائيلية تتآكل، وأن المقاومة باتت تتقن فن الهجوم النوعي، وهو ما يؤكد أن اليمن يراكم القوة والخبرة، بينما العدو يتراجع في الردع والهيبة.
الإيمان كجوهر الاستراتيجية
يعيد السيد القائد تعريف معاني النصر، الصمود، والهزيمة، من خلال زاوية قرآنية عملية ترى أن التحرر يبدأ من التحرر من الخوف، والاستكانة، والاتكال على الغير، والعودة إلى الله وإلى القرآن .
في زمن تتساقط فيه الأقنعة، يطرح السيد القائد منهجًا يعيد بناء الإنسان والموقف، مستندًا إلى وعي عميق بالواقع، واستلهام واعٍ للهدي الإلهي.