مشاركة فعلية تحت غطاء الشراكة الاستراتيجية .. الدور الأمريكي في الجرائم الصهيونية

في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد قطاع غزة، ومع تصاعد مشاهد المجازر اليومية التي تستهدف المدنيين العزّل، تُطرح تساؤلات جوهرية حول الدور الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية: هل هي وسيط سلام كما تزعم؟ أم شريك فعلي في العدوان والجرائم ضد الإنسانية؟

يمانيون/ تقرير / خاص

 

هذا التقرير يكشف، بالأدلة، أن واشنطن لم تكتفِ بالتغاضي عن الانتهاكات الإسرائيلية، بل شاركت بفعالية في تمكين الاحتلال، سياسيًا وعسكريًا، ووفرت له الغطاء اللازم للمضي قدمًا في مشروعه الاستيطاني الإقليمي الهادف إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط.

 

منذ بداية حرب العدو الإسرائيلي الأخيرة على غزة، لم تتوقف الولايات المتحدة عن تزويده  بالأسلحة والذخائر المتطورة، تقارير دولية، منها ما صدر عن مؤسسات رقابية أمريكية، أكدت أنّ الادارة الأمريكية وافقت خلال الشهور الأولى من الحرب على صفقات سلاح بمليارات الدولارات، شملت، قنابل ذكية من طراز JDAM، وذخائر خارقة للتحصينات، وطائرات مسيّرة وتقنيات تجسس.

كل هذه الأسلحة تم استخدامها بشكل مباشر في تدمير منازل المدنيين والمرافق الحيوية، تدميراً كلياً ، ما أدى إلى مقتل آلاف الأطفال والنساء، وفق وزارة الصحة بغزة ، وما أثبتته تقارير الأمم المتحدة ومنظمة “هيومن رايتس ووتش”.

أطباء ومسعفون في غزة وثّقوا آثار استخدام أسلحة أمريكية في قصف التجمعات السكانية، حيث أظهرت الإصابات البالغة والحروق العميقة نمطاً متكرراً يتوافق مع الذخائر الأمريكية متقدمة التقنية.

 

حماية سياسية مزدوجة .. من مجلس الأمن إلى الإعلام العالمي

على المستوى السياسي، استخدمت واشنطن حق النقض “الفيتو” مرارًا في مجلس الأمن لإجهاض أي محاولة دولية لوقف العدوان أو إدانة جرائم الاحتلال، أبرز تلك الحالات، فيتو ضد مشروع قرار بوقف إطلاق النار الإنساني، رغم دعم 13 دولة من أصل 15 في مجلس الأمن، وتعطيل قرارات تحقيق دولية بشأن قصف المستشفيات والمدارس.

في الإعلام، مارست واشنطن ضغوطاً مباشرة وغير مباشرة على كبرى وسائل الإعلام الغربية لتحييد التغطية أو تبرير العدوان الإسرائيلي ضمن سياق “الدفاع عن النفس”، وهو ما ساعد على تبييض الجرائم وإطالة أمد الحرب.

 

الشرق الأوسط الجديد ..  عبر الاعتداءات العسكرية والتطبيع

المتابع لسير الأحداث يلاحظ أن ما يجري في غزة ليس مجرد حرب طارئة، بل جزء من مخطط استراتيجي طويل الأمد لإعادة تشكيل المنطقة، هذا المشروع، الذي بدأ منذ عقود تحت مسمى “الشرق الأوسط الجديد”، يقوم على، تحييد القضية الفلسطينية عبر إنهاك المقاومة وشيطنتها، ومحاولة دمج إسرائيل إقليمياً من خلال التطبيع وتفكيك الجبهة العربية، وكذلك إعادة رسم خرائط النفوذ بما يتوافق مع المصالح الأمنية الإسرائيلية والأمريكية.

هنا تلعب أمريكا دور الراعي المنفّذ، حيث تعمل على توريط الأنظمة العربية في ملفات “أمنية” تتعلق بمكافحة المقاومة، وضبط الحدود، وتسهيل مشاريع إعادة الإعمار بشروط سياسية تُنهي دور الفصائل الفلسطينية المقاومة.

 

تجنيد الأنظمة العربية .. من الحياد إلى المشاركة الأمنية

بالتوازي مع العدوان، كشفت تسريبات دبلوماسية عن ضغوط أمريكية على بعض الأنظمة العربية للقيام بـ”مهام وظيفية” تشمل، التنسيق الأمني ضد فصائل المقاومة، والضغط على قيادات سياسية فلسطينية للقبول بتسويات مهينة، وتسويق خطاب “الواقعية السياسية” مقابل تحسين علاقات هذه الأنظمة مع واشنطن وكيان العدو،

بهذا، تنتقل بعض الدول من موقف “الصمت المريب” إلى الشراكة الفعلية في خنق القضية الفلسطينية، وهو ما يخدم بصورة مباشرة المخطط الإسرائيلي التوسعي.

 

أبعاد ودلالات الموقف الأمريكي وفق تحذيرات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)

في أكثر من خطاب، حذّر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) من الدور الأمريكي الخفي والمباشر في دعم المشروع الصهيوني، مؤكدًا أن ما يجري من جرائم بحق الشعب الفلسطيني ليس مجرد انحياز أمريكي لإسرائيل، بل هو جزء من مشروع استعماري شامل، تعمل فيه الولايات المتحدة كأداة رئيسية لتمكين الكيان الصهيوني من بسط نفوذه وهيمنته على كامل المنطقة.

ويأتي الموقف الأمريكي الأخير في الحرب على غزة، سواء من خلال الدعم العسكري المفتوح أو من خلال مساعي تطويق تداعيات الجرائم إعلاميًا وسياسيًا، كتجسيد واضح لهذه الرؤية التحذيرية التي طالما أكد عليها السيد القائد، حيث أوضح أن، أمريكا وإسرائيل تتحركان ضمن مشروع واحد، هدفه النهائي تمكين الصهاينة من قيادة المنطقة سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.

كل حديث أمريكي عن “حقوق الإنسان” و”وقف إطلاق النار” هو ذر للرماد في العيون وخداع لتضليل الرأي العام، فيما تُستخدم هذه الشعارات لتبرير التدخلات وتجميل الاحتلال.

سعي أمريكا لتوريط بعض الأنظمة العربية في “خدمة الأمن الإسرائيلي” هو جزء من استراتيجية تحويل هذه الأنظمة إلى أدوات وظيفية تُقاتل بالنيابة عن العدو الصهيوني.

السيد القائد أشار أيضًا إلى أن الموقف الأمريكي لا يمكن عزله عن الهوية العدائية العميقة لهذا المشروع، داعيًا شعوب الأمة إلى أن تدرك أن ما يجري هو صراع وجود ومصير، وليس مجرد أزمة سياسية أو إنسانية.

ويأتي تحذيره من “الفرز الواضح” بين محور الهيمنة الأمريكية الصهيونية ومحور المقاومة، ليؤكد أن الموقف من فلسطين لم يعد يحتمل الرمادية أو المواربة، وأن السكوت أو الحياد في مثل هذه اللحظات هو اصطفاف عملي مع العدو.

وفي ضوء هذه القراءة، يصبح واضحًا أن الدور الأمريكي لم يعد مجرد داعم لإسرائيل، بل هو شريك مباشر في الجريمة وفي هندسة مستقبل المنطقة، في محاولة لخلق شرق أوسط خاضع لإرادة الصهاينة، وهو ما حذّر منه السيد القائد مبكرًا، داعيًا الشعوب والأحرار إلى موقف عملي وإيماني وأخلاقي واضح لا يقبل التنازل أو المجاملة.

 

مشاركة أمريكية لا لبس فيها

الحقائق التي تم عرضها تكشف بوضوح أن الدور الأمريكي لا يقتصر على الدعم السياسي أو العسكري فحسب، بل يصل إلى المشاركة الفعلية في الجرائم المرتكبة عبر، توفير الأسلحة المستخدمة في القتل الجماعي، وحماية الاحتلال من المساءلة القانونية، وتوجيه الرأي العام الدولي عبر الهيمنة الإعلامية، وكذلك توريط شركاء إقليميين في خنق أي مقاومة للمشروع الصهيوني.

إنّ هذا التورط يجعل الولايات المتحدة شريكًا مباشرًا في الجريمة، لا مجرد داعم لحليف استراتيجي، ويضعها أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية يجب أن تحاسب عليها في المحافل الدولية.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com