الاستحمام بالماء البارد.. علاج طبيعي للجسد والعقل
يمانيون |
كشفت دراسة طبية حديثة أن الاستحمام بالماء البارد، ولو لبضع دقائق فقط، يمكن أن يُحدث فارقاً كبيراً في صحة الإنسان الجسدية والعقلية، إذ يُسهم في تعزيز التعافي وتنشيط الدورة الدموية وتقوية المناعة، فضلاً عن تحسين المزاج العام.
وقالت الدكتورة شارون هام، جرّاحة العظام في جامعة كاليفورنيا والمتخصصة في الطب الرياضي، إن الاستحمام بالماء البارد يُعد طريقة فعّالة وسهلة التطبيق لمحبي التمارين الرياضية، تساعدهم في الاستفادة من فوائد “العلاج البارد” بعد الجهد البدني، مؤكدة أن هذه العادة تُشبه جلسة علاجية للجسد.
ورغم أن الأبحاث حول العلاج بالبرودة لا تزال محدودة، إلا أن دراسات متعددة أشارت إلى فوائد ملموسة للاستحمام بالماء البارد، أبرزها تعزيز المناعة ضد نزلات البرد الشائعة. إذ بيّنت دراسة هولندية أن الأشخاص الذين انتقلوا من الاستحمام بالماء الساخن إلى البارد لمدد تتراوح بين 30 إلى 90 ثانية يومياً، انخفضت نسبة تغيّبهم عن العمل بسبب المرض بنحو 29 بالمائة مقارنة بغيرهم.
كما أظهرت تجارب أخرى أن الماء البارد يُحفّز خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مكافحة العدوى، ما يجعل الجسم أكثر مقاومة للفيروسات المنتشرة.
وفي جانب الصحة النفسية، أوضحت الدراسات أن التعرض المنتظم للماء البارد قد يُساعد في التخفيف من أعراض الاكتئاب وتحسين المزاج، عبر تحفيز إفراز مواد كيميائية في الدماغ ترتبط بالشعور بالسعادة والراحة النفسية.
أما على المستوى الجسدي، فإن الاستحمام بالماء البارد يُنشّط الدورة الدموية ويدفع الجسم إلى العمل للحفاظ على حرارته الأساسية، ما يُحسّن من كفاءة الجهاز الدوري ويُسهم في تسريع تعافي العضلات بعد التمارين، بحسب الدكتورة هام.
وأضافت أن درجات الحرارة المنخفضة تُساعد كذلك في تقليل الالتهابات ومنع آلام العضلات، إذ يؤدي انقباض الأوعية الدموية أثناء البرودة إلى نقل الدم نحو الأعضاء الحيوية، ثم عودته مشبعاً بالأكسجين والمغذيات إلى الأنسجة، مما يُسرّع عملية الشفاء.
كما يُساعد الماء البارد في تخفيف الألم الموضعي عبر تقليل الإشارات العصبية المنقولة إلى الدماغ، وهو ما يفسّر استخدام الرذاذ البارد قبل الحقن أو في جلسات العلاج الطبيعي لتقليل الإحساس بالألم.
ويخلص الأطباء إلى أن دمج هذه العادة البسيطة في الروتين اليومي قد يُصبح وسيلة فعّالة لتعزيز النشاط الجسدي والنفسي، دون الحاجة إلى أدوية أو إجراءات معقدة، لتثبت الطبيعة مجدداً أنها تحمل في برودتها شفاءً للجسد والعقل معاً.