خسائر كارثية تضرب سوق العملات الرقمية.. تبخر 600 مليار دولار خلال أسبوع
يمانيون |
شهدت أسواق العملات الرقمية واحدة من أعنف موجات الهبوط منذ مطلع العام، حيث تكبدت خسائر فادحة تجاوزت 600 مليار دولار خلال أسبوع واحد فقط، في ظل عمليات بيع مكثفة اجتاحت السوق العالمي للعملات المشفرة، مدفوعةً بتصاعد التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين وتزايد المخاوف من القيود التنظيمية.
وتراجعت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية إلى مستويات غير مسبوقة منذ أشهر، بعد أن هوت عملة البيتكوين – أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة – إلى نحو 103,550 دولارًا، وهو أدنى مستوى تسجله منذ يونيو 2025، لتفقد بذلك أكثر من 18% من قيمتها خلال أيام معدودة.
وأشارت تقارير اقتصادية إلى أن الهبوط الحاد لم يقتصر على بيتكوين فقط، بل شمل أيضًا معظم العملات الرقمية الكبرى، وعلى رأسها “إيثيريوم” و“سولانا” و“ريبل”، التي تراجعت بنسب تراوحت بين 20 و30%، في ظل حالة ذعر واضحة لدى المستثمرين دفعت كثيرين إلى تصفية محافظهم والانسحاب نحو الأصول الآمنة.
وعزت التقارير أسباب الانهيار الأخير إلى عدة عوامل، أبرزها تصاعد النزاع التجاري الأمريكي الصيني، والذي أثار قلق المستثمرين العالميين، إضافة إلى الأعطال التقنية التي ضربت منصة التداول الشهيرة “بينانس”، ما تسبب في شلل مؤقت لعمليات السحب والتداول وزاد من حالة الارتباك والهلع داخل السوق.
كما ساهمت التحركات المتزايدة من الشركات الكبرى نحو فرض تنظيمات مصرفية مشددة للحصول على تراخيص رسمية في تأجيج المخاوف بشأن مستقبل السوق الحر للعملات الرقمية، الأمر الذي اعتبره محللون “بداية لمرحلة جديدة من إعادة الهيكلة” تهدف إلى تحويل العملات المشفرة إلى أدوات مالية أكثر خضوعًا للرقابة الرسمية.
ويرى خبراء الاقتصاد الرقمي أن هذه الأزمة تمثل “جرس إنذار” حقيقي للأسواق العالمية، مؤكدين أن سوق العملات المشفرة يدخل الآن مرحلة تصحيح وتوحيد، ستهيمن عليها الحيطة والحذر، قبل أن تعود الثقة تدريجياً في حال استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية ووضوح الاتجاهات التنظيمية.