صنعاء تستعد لتشييع القائد الشهيد الغماري في وداعٍ وطني مهيب صباح غدٍ بميدان السبعين

يمانيون |
تستعد العاصمة صنعاء صباح غدٍ الاثنين لاحتضان مراسم التشييع الرسمية والشعبية لجثمان شهيد الوطن والقائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة، في مشهد وطني مهيب يجسّد وفاء اليمنيين لقائدٍ كان عنواناً للصمود، ورمزاً للثبات في وجه أعتى تحالف عدوان عرفته المنطقة.

ودعت القوات المسلحة اليمنية في بيان رسمي أحرار اليمن وكافة أبناء الشعب للمشاركة الواسعة في مراسم التشييع التي ستُقام في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، تأكيداً على مكانة الشهيد الغماري في قلوب اليمنيين الذين عرفوه قائداً صادقاً، ومجاهداً نذر حياته للدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان الأمريكي السعودي منذ انطلاقته في السادس والعشرين من مارس 2015م.

الشهيد الغماري، الذي يُعدّ أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ اليمن الحديث، حمل على عاتقه مسؤولية تطوير القدرات العسكرية في أحلك الظروف، واستطاع مع رفاقه تحويل الجيش اليمني من جيشٍ مستهدف ومنهك إلى قوة ردع إقليمية أرعبت العدو وأفشلت رهاناته.

لقد كانت بصمته حاضرة في كل تحول عسكري استراتيجي، من تثبيت الجبهات في بدايات العدوان، إلى التحوّل نحو بناء قدرات التصنيع العسكري والطيران المسيّر، وصولاً إلى معركة البحر الأحمر ومساندة المقاومة الفلسطينية في معركة “طوفان الأقصى”.

لقد واجه الشهيد الغماري تحالف العدوان الأمريكي السعودي بثباتٍ نادر، وتمكّن بفضل حكمته وخبرته الميدانية من كسر العديد من الحملات العسكرية التي راهن العدو على نجاحها في احتلال صنعاء ومناطق الشمال. وكان لإدارته المحكمة للجبهات أثر بالغ في تحقيق معادلة الردع وتثبيت السيادة الوطنية، رغم ضخامة الترسانة العسكرية والإعلامية التي سخّرها الأعداء لإخضاع اليمنيين وإرهابهم.

ومع انتهاء العمليات العسكرية الكبرى، وبدء مرحلة إعادة البناء، أدار الشهيد الغماري عملية شاملة لإعادة ترميم المؤسسة العسكرية، فنهضت القوات المسلحة من تحت الركام، وواصلت استكمال البناء في ظل الحصار والعدوان، لتصبح اليوم قوة قادرة على فرض معادلات الردع في البحر الأحمر وخليج عدن، والوقوف بصلابة إلى جانب الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة.

لم يكن الغماري قائداً عسكرياً فحسب، بل كان مدرسة في الإخلاص والانضباط والوعي الجهادي. فقد آمن بأن القوة لا تُقاس بعدد العتاد، بل بالإيمان بالحق والاعتماد على الله، فقاد بصلابة الرجال الأحرار الذين سطروا ملاحم العزة من صعدة حتى الساحل الغربي، ومن نجران وجيزان إلى مأرب وشبوة.

يوم غدٍ، سيكون ميدان السبعين شاهداً على وفاء شعبٍ بأكمله لقائده، حيث يتوقع حضور جماهيري حاشد في وداعٍ هو الأكبر منذ سنوات، يعبّر عن مكانة الشهيد في قلوب اليمنيين وعن عمق الارتباط بين الجيش والشعب في مسيرة الصمود والمواجهة.

ولن يكون التشييع مجرد حدث وطني، بل رسالة عابرة للحدود مفادها أن اليمن لا ينكسر، وأن دماء القادة تزيد الأمة عزماً على مواجهة قوى الاستكبار العالمي حتى تحرير القدس وكل الأراضي المحتلة.

إن رحيل الشهيد الغماري يمثل خسارة وطنية كبرى، لكنه في وجدان اليمنيين فوزٌ وشرفٌ عظيم، لأنه استشهد وهو في ميدان الجهاد المقدس، على طريق القدس، حاملاً همّ الأمة ومشروعها التحرري القرآني. وكما قال أحد زملائه في الجبهة: “الغماري لم يمت، بل رحل جسداً وبقي مشروعه حياً فينا، في كل جندي، في كل مقاتل، في كل سلاح يوجَّه نحو العدو.”

بهذا الوداع الكبير، يجدد اليمنيون عهد الوفاء للشهداء، ويؤكدون أن دماء القادة الأبطال ستظل منارة تهدي الأجيال المقبلة طريق العزة والحرية، وأن مشروع الغماري في بناء القوة والوعي سيبقى حاضراً ما بقيت المسيرة القرآنية تواجه الطغاة والمستكبرين.

سلامٌ على الشهيد القائد محمد عبد الكريم الغماري، سلامٌ على القائد الذي عاش مجاهداً ورحل عزيزاً، وسلامٌ على كل الأحرار الذين يمضون بثباتٍ على ذات الطريق.

You might also like