البخيتي: السعودية تتهرب من السلام بتكتيك “اللاسلم واللاحرب”
يمانيون |
أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد ناصر البخيتي، أن النظام السعودي ينظر إلى وجود دولة يمنية قوية ومستقلة على حدوده كخطر وجودي على كيانه، ولذلك سعى منذ عقود إلى إضعاف اليمن من الداخل عبر إشعال الصراعات السياسية والمناطقية والقبلية، حتى نجح – بتخطيط مباشر – في الانقلاب على الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، وتمكين عفاش من السلطة تنفيذًا لوصية عبدالعزيز آل سعود لأبنائه: “عزّكم في ذلّ اليمن وذلّكم في عزّ اليمن.”
وأوضح البخيتي، في ورقته التحليلية الثالثة ضمن سلسلة “المكاشفة” التي تناولت إمكانية تحقيق السلام في اليمن، أن مشكلة النظام السعودي لم تكن في يوم من الأيام مع جماعة أو تيار سياسي بعينه، بل مع فكرة الدولة اليمنية القوية والفاعلة، مؤكدًا أن مصطلح “الحديقة الخلفية للسعودية” يعكس شعورًا زائفًا بالتفوق لدى الرياض، في محاولة لتعويض عقدة النقص التاريخية التي ترافق نشأة كيانها، والذي ظل – منذ تأسيسه – تابعًا لبريطانيا قبل أن ينتقل لاحقًا إلى التبعية الأمريكية.
وأشار البخيتي إلى أن سلوك النظام السعودي تجاه اليمن لا يعكس ثقة بالنفس، بل خوفًا متجذرًا من قيام دولة يمنية مستقلة وفاعلة، قادرة على فضح هشاشة الأساس الذي يقوم عليه الكيان السعودي. مضيفًا أن الرياض، بعد أن استنفدت أدواتها ووكلاءها المحليين لإبقاء اليمن تحت هيمنتها، انتقلت إلى العدوان العسكري المباشر في محاولة لإعادة تلك الأدوات إلى الحكم، غير أن فشل ما يسمى بـ”عاصفة الحزم” وتحول القدرات اليمنية الصاروخية والمسيّرة إلى تهديد مباشر للعمق السعودي، لم يدفع النظام السعودي نحو القبول بسلام عادل متكافئ يخدم مصالح الشعبين.
وبيّن أن النظام السعودي لجأ مؤخرًا إلى تكتيك “اللاسلم واللاحرب” كخطة بديلة للهروب من استحقاقات السلام، من خلال إبقاء اليمن في حالة إنهاك دائم وفوضى قابلة للإدارة، مع استمرار الحصار والضغوط على حكومة صنعاء، في وقت يعمل فيه على ترسيخ نموذج “الفوضى الخلاقة” في المحافظات المحتلة بما يضمن استمرار هيمنته غير المباشرة.
وأشار البخيتي إلى أن الرياض ما زالت تمتلك ورقة ابتزاز قوية وصفها الباحث الكويتي عبدالله النفيسي في بداية العدوان بأنها “ورقة الكاش والكلاش”، أي شراء الولاءات بالمال وتسليح أدواتها لإشعال معارك داخلية في الجغرافيا اليمنية. موضحًا أن النظام السعودي، عندما فشل في مواجهة اليمنيين على الحدود، جنّد مئات الآلاف من اليمنيين ليكونوا خط الدفاع الأول عن جيشه، في محاولة لإعادة اليمن إلى مربع الاحتراب الداخلي واستنزاف قواه الذاتية.
وشدّد البخيتي على أن المعركة اليوم لم تعد معركة مواقع أو حدود، بل معركة تحرير وسيادة، داعيًا أبناء اليمن من صعدة إلى المهرة إلى إدراك طبيعة الصراع بوصفه حربًا من أجل تحرير الأرض والقرار الوطني من قبضة الاحتلال الأجنبي.
وأكد أن الحل الحقيقي يكمن في استعادة استقلال اليمن الكامل، وقطع يد الوصاية السعودية التي سعت لعقود إلى تمزيق النسيج الوطني وإضعاف مؤسسات الدولة. مضيفًا أن الرهان اليوم هو على وعي الشعب اليمني وتماسكه في مواجهة كل محاولات تحويل الصراع إلى حروب داخلية تستنزف قواه، مشددًا على أن النصر لا يكون إلا بتحرير اليمن أرضًا وإنسانًا من هيمنة الخارج.