أحد رفقاء السلاح للشهيد الفريق”الغماري” يكشف معلومات وتفاصيل مثيرة عن سيرته ومسيرته الجهادية والعسكرية

يمانيون|حوارات
تحدث الدكتور أحمد مطهر الشامي وكيل وزارة الإعلام، أحد رفقاء السلاح للشهيد الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري، عن ملامح حياته ومسيرته الجهادية والعسكرية، مؤكدًا أنه كان شخصية استثنائية في قيادتها العسكرية وإخلاصها للوطن والمبادئ الإسلامية.

وقال الدكتور الشامي في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الثلاثاء، ضمن برنامج نوافذ، إن الغماري منذ شبابه المبكر أظهر وعيًا ومسؤولية وإخلاصًا استثنائيين، حيث التقى به أثناء دراسته في كلية الصيدلة، ورأى فيه حكمة ونضجًا يتجاوز سنه الصغير، مضيفاً أن الشهيد لم يتغير على مر السنين، بل ازداد إيمانًا وتواضعًا وحكمة حتى أصبح رئيسًا لهيئة الأركان.

وتطرق إلى تجربة السجن الأولى للغماري، مؤكدًا أنه رغم التعذيب والضغوط، ظل ثابتًا ومتمسكًا بمبادئه، وأظهر قدرة غير عادية على الصبر والتحمل، ما جعله قدوة لزملائه.

وأشار وكيل وزارة الإعلام إلى دور الغماري في تأسيس نواة التصنيع الحربي اليمني، ومساهمته في تطوير القدرات العسكرية للجيش اليمني، بما مكّن المجاهدين من مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي وتحقيق انتصارات استراتيجية كبيرة، مؤكداً أن الشهيد كان ذوبانًا في ثقافة القرآن الكريم والتسليم المطلق للقيادة، متأثرًا بمبادئ الدين والنهج القرآني في حياته، ما شكّل أحد أبرز عوامل قوته القيادية وصموده، مبيناً أن الشهيد الغماري يجب أن يكون مدرسة لأجيال الشباب اليمني والإسلامي، وأن تُنقل سيرته ومبادئه ونهجه كقدوة في الوطنية، الصبر، الإخلاص، والعمل الدؤوب من أجل الأمة، موضحاً أنه وأمثاله يستحقون أن يكونوا أمة كاملة في رسالتهم، لأنهم حولوا حياتهم ومعاناتهم وعملهم إلى مدرسة ومشروع للأمة.

الشهيد الغماري: مسيرة الجهاد والقيادة ومشروع الأمة اليمنية

ظل الشهيد الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري أحد أبرز رموز المقاومة اليمنية والإسلامية، ورمزًا للصمود والإخلاص في وجه العدوان والتحالف الأمريكي السعودي، فقد شكّل اسمه منذ شبابه المبكر علامة فارقة في العمل الجهادي والوطني، وحوّل مسيرته إلى مدرسة حقيقية للأجيال في القيم القرآنية، والإيمان، والقيادة العسكرية.

وُلد الغماري في بيئة محافظة، نشأ على القيم الإسلامية والإنسانية، وحمل منذ صغره هموم مجتمعه ووطنه. التقى به الدكتور أحمد مطهر الشامي أثناء دراسته في كلية الصيدلة، حيث لاحظ فيه وعيًا ومسؤولية استثنائية تفوق سنه. لم يكن اهتمامه بالعلم وحده، بل امتد إلى تحمل المسؤولية والعمل المجتمعي والعسكري منذ سنواته الأولى.

كانت بداياته مع مشروع المقاومة القرآنية في اليمن، حيث بدأ يكتسب خبراته في التخطيط العسكري والإداري، متأثرًا بالقيم القرآنية وبتوجيهات القادة الشرعيين، خاصة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مع ما تبناه من التزام مطلق بالمبادئ والنهج الإسلامي.

واجه الغماري مراحل صعبة من حياته، أبرزها سجنه السياسي خلال فترة النظام السابق، حيث تعرض للتعذيب والمحاولات المستمرة لكسر إرادته. ورغم ذلك، بقي ثابتًا على مبادئه ومتمسكًا بإيمانه وصموده، ما جعله قدوة في الصبر والتحمل. كما التقى زملاءه في السجن ليصبح رمزًا للقوة الروحية والقيادية، ويعكس المثابرة على المبدأ حتى في أصعب الظروف.

برز الغماري لاحقًا كأحد أعمدة التصنيع الحربي اليمني، حيث أسس نواة التصنيع العسكري المتطور، وطور القدرات الحربية للجيش اليمني لمواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي، قاد عمليات استراتيجية عدة، وأشرف على تجهيز القوات المسلحة بالأسلحة الحديثة، والتكتيكات الدقيقة التي مكّنت المجاهدين من تحقيق انتصارات بارزة في البحر الأحمر ومناطق اليمن المختلفة.

وقد لعب دورًا بارزًا في تطوير الصواريخ المحلية والأسلحة الدقيقة، ما أثبت أن اليمن قادر على مواجهة التحديات العسكرية الكبرى بأسلحة محلية مبتكرة. كما أظهر مهارة فائقة في قيادة المعارك والتخطيط الاستراتيجي، ما جعله محل ثقة القيادة العليا وجميع المقاتلين.

لم يقتصر تأثير الغماري على الجانب العسكري، بل كان رمزًا للإنسانية والحنان تجاه المجاهدين والأهالي. فقد تعامل مع الجميع بلطف واحترام، وكان قدوة في الصبر والتحمل والعطاء المستمر، لا يهمه منصبه بل رضا الله وتحقيق مصالح المستضعفين.

وبحسب الدكتور الشامي، فقد كان الغماري معروفًا بتواضعه وإخلاصه للجميع، حتى للفرد العادي، وحرصه على تنمية قدرات الشباب وتوجيههم نحو العمل الصالح، ودماثة خلقه وتقديره لكل زميل ومجاهد، والقدرة على إدارة الأزمات والتعامل مع أصعب الظروف العسكرية والإنسانية، وإنجازات تاريخية واستراتيجيات بارزة.

وأضاف أن الشهيد الغماري قاد مع رفاقه المجاهدين عمليات عدة، أهمها:

تحقيق الاستقلالية العسكرية والتكامل الصناعي للأسلحة اليمنية.

ضرب هيبة حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر، وكسر المعادلة العسكرية التقليدية.

إشرافه على تطوير القدرات الدفاعية والهجومية للقوات اليمنية بأساليب مبتكرة ومحددة.

قيادة المرحلة الأخيرة من المقاومة ضد تحالف العدوان، محققًا انتصارات استراتيجية ونوعية.

ولفت وكيل وزارة الإعلام إلى أن الغماري صنيعة مشروع قرآني متكامل، حيث جمع بين الثقافة القرآنية والتربية الإسلامية، والالتزام بالقيادة الشرعية والتسليم الكامل لها، والخبرة العسكرية والتخطيط الاستراتيجي.

وقد شكّل هذا الجمع بين الروحانية والقيادة العسكرية معايير استثنائية لصناعة قائد حقيقي، يمكن أن يتحول إلى مدرسة للأجيال.

ويشير الدكتور أحمد مطهر الشامي إلى أن الشهيد الغماري أصبح مدرسة للأجيال، يجب أن يتم تدريس سيرته ومبادئه كقدوة للشباب اليمني والإسلامي، في قيم الإيمان والصبر والمثابرة، والتضحية في سبيل الدين والوطن، والابتكار العسكري والتخطيط الاستراتيجي، والقيادة الإنسانية والمسؤولية المجتمعية، مضيفاً أن الغماري يعتبر نموذجًا لكل شباب الأمة الذين يريدون أن يحولوا حياتهم ومبادئهم إلى مشروع خلاق وبناء للأمة.

وذكر أن الشهيد الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري يعد رمزاً للثبات والإيمان والحنان والتضحية، وحمل رسالة الأمة القرآنية في زمن التحديات، موضحاً أن سيرته ومسيرته تمثل إلهامًا للأجيال القادمة، ودرسًا في القيادة والمبادرة والوفاء للوطن والدين.

وأضاف وكيل وزارة الإعلام أن الشهيد الغماري أثبت أن الشجاعة والذكاء والوفاء للنهج القرآني يمكن أن تغير مسار المعارك والمجتمعات، وأن القائد الحقيقي لا يُقاس بمنصبه فقط، بل بأثره في الناس ومبادئه التي يتركها خلفه.

You might also like