“الغماري” مدرسة للعطاء والتضحيات

يمانيون| بقلم: خلود همدان

على طريق القدس تودع يمن الإيمان والجهاد قائد هيئة أركانها الشهيد المجاهد السيّد /محمد عبد الكريم الغماري “السيد هاشم” رضوان الله عليه بعد حياة حافلة بالعطاء والصبر والتضحيات الجسام والمواقف الخالدة، تودع صنعاء اليوم قائدًا من خيرة رجالها الذين خاضوا غمار الموت ذودًا عن الدين والقضية والذين تحركوا حين أختارت الأمة الصمت والحياد والتنكر لكل معاني الدين والإنسانية

في طريق القدس تزف صنعاء قائدها الفذ الذي عمّد بدمه الطاهر الثبات على المبدئ والنُصره للحق والمُستضعين وخط بدمه حروف من الصبر والبذل والتفاني في هذا السبيل المقدس وترجم بتضحياته كل معاني الوفاء والعطاء.

الغماري مدرسة عطاء ومنهاج متكامل البنيان سيبقى موردًا تنهل منه أمتنا عزًا وصبرًا وعزيمة سيبقى الغماري خالدًا في وجدان كل الأمة الحُره وسيبقى سبيل قصد لكل من يقفوا هذا الأثر العظيم.
الغماري سيبقى حاضرًا في كل صاروخ ومُسيرة تدك مضاجع اليهود وتُصيب مواجعهم سيبقى رعبًا وكابوسًا على عدوه وسيبقى نورًا ومشكاةً تضيء دروب المقاومة حتى زوال الطغيان وأستعادة الحقوق.
سيبقى البحر الأحمر شاهدًا حيًا على بطولاته المُنقطة النظير وستبقى حاملات الطائرات دليلاً قاطعًا بأن “الغماري” أجهضت من ضرباته الحيدرية وأخفقت كل منظوماتها وسيبقى سيف القدس المسلول ودرع القضية وشريان الأمة الحي.

وفي رحيله، اتضح كم كان عظيمًا، وكم من جبهات وقلاع كان يمسك بوصلتها دون أن يُعلن ذلك. كان الغماري رجل المرحلة ومهندس الانتصارات، لا يرفع صوته، بل يرفع الوطن. لا يبحث عن التصفيق، بل عن النصر، عن الكرامة، عن راية لا تُنكّس.

هو من طينة أولئك الذين يصنعون المجد دون ضجيج، يحيكون للبلاد أمانًا في أشد لحظات الخطر، ويبنون بعزيمتهم جسور العبور إلى النصر. لم يكن يهتف باسمه أحد، لكنه كان حارس الأمل في قلوب المجاهدين، وصدى العزم في غرف العمليات.

تاريخ الشهيد الغماري ليس فقط صفحات من البطولات، بل هو أيضًا صفحات من التواضع، من الصمت الجميل، من نكران الذات. من رسم خرائط العزة بعرقه وسهره، وعلّمنا أن القادة الحقيقيين هم الذين لا يُعرف فضلهم إلا حين يُفقدون.

لقد ودّعته الجبهات والجبال والسهول، وبكت عليه بنادق كانت تتقوّى بعزيمته. لكنه لم يرحل… إذ يكفي أن نذكره لتنهض فينا روح التحدي، يكفي أن نحمل إرثه لنواصل الدرب كما كان يحب: نحو القدس، نحو النصر، نحو وطن لا يُقهر.

You might also like