السيد القائد يرسم معالم المرحلة .. من الهوية الإيمانية إلى الجهوزية الشاملة في مواجهة الطغيان
في خطاب تاريخي حمل أبعادًا استراتيجية، قيمية، وروحية، وضع السيد القائد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، معالم المرحلة المقبلة، محددًا بوصلة التوجه الصحيح لأبناء الشعب اليمني والأمة جمعاء، في إطار هويتهم الإيمانية وانطلاقهم التحرري، في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
يمانيون / خاص
جاءت كلمة السيد القائد كخارطة طريق جامعة بين البصيرة الإيمانية والوعي السياسي والعسكري العميق، محذرة من مشاريع الهيمنة والاستكبار، ومؤكدة على الدور الريادي للشعب اليمني في المعركة الشاملة التي تخوضها الأمة ضد قوى الطغيان والعدوان.
الهوية الإيمانية .. سر الصمود والانتصار
شدد السيد القائد حفظه الله، على أن سر النجاح والتقدم والانتصار يكمن في التمسك بالهوية الإيمانية، التي قادت هذه المسيرة المباركة، ومنحتها الثبات والبركة والتأثير، هذه المسيرة استمرت ونمت وتعاظمت وقادت هذا الشعب العظيم في إطار هويته الإيمانية،
إنها هوية راسخة، متجذرة في الإيمان والقرآن، صنعت واقعًا جديدًا لشعبٍ ظل لعقود مهمشًا ومستهدفًا، لتتحول مع هذه القيادة المباركة إلى أمة حية، واعية، فاعلة في محيطها، ومؤثرة على المستوى العالمي.
بفضل الله .. إنجازات عظيمة في الإنتاج الحربي
بروح الشكر لله، قدّم السيد القائد كشفًا بما تحقق من تطور لافت في مجال التصنيع الحربي، مؤكدًا أن اليمن، ورغم الحصار والتحديات، أصبح في طليعة الدول العربية من حيث الإنتاج العسكري، وأكد بقوله : بلدنا في الصناعة الحربية ينتج من المسدس إلى الكلاشينكوف وسلاح المدفعية والقناصات إلى الطائرات المسيّرة والصواريخ بأنواعها.
ولعل ما يبعث على الفخر والاعتزاز، هو أن هذه الإنجازات جاءت بقدرات يمنية خالصة، في ظل توجيه إلهي، ودعم شعبي، وإرادة صادقة لا تعرف المستحيل، وهو ما اعتبره السيد القائد إنجازًا يتجاوز حدود السلاح، إلى دلالات الإرادة والتحرر والاستقلال.
تعبئة شاملة وتربية قرآنية
من أبرز ما ورد في كلمة السيد القائد حفظه الله، التأكيد على أن العمل العسكري لا ينفصل عن التربية الإيمانية، وأن المجاهد اليمني هو مشروع إنسان متكامل يحمل البصيرة قبل السلاح، حيث قال : الإنجاز كبير جدًا في التعبئة بالتدريب لأكثر من مليون مجاهد مع التثقيف القرآني والتربية الإيمانية والروحية الجهادية.
هذه التعبئة ليست مجرد حشد عددي، بل هي بناء روحي وفكري وعقائدي، يؤهل الإنسان ليكون أداة حق وعدل في وجه الباطل، ومشروع نهضة في زمن التخلي والانحراف.
موقف مبدئي تجاه فلسطين والعدو الصهيوني
جدد السيد القائد حفظه الله، الموقف الثابت تجاه فلسطين، وفضح جرائم العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن ممارساته الإجرامية لم تعد تخفى على أحد، وأن دماء الفلسطينيين تكشف كل يوم بشاعة هذا الكيان الغاصب، بالمشاهد اليومية عرف كل العالم سوء العدو اليهودي الصهيوني ومن يرتبط به.
كما حمّل الأنظمة المتواطئة مسؤولية تاريخية، محذرًا من السير في مشروع التطبيع، وموضحًا أن من يتجهون نحو الولاء لأعداء الأمة إنما يسيرون في طريق الانحراف والارتداد عن مبادئ الدين.
فشل العدو ونجاح خيار المقاومة
بكل ثقة وثبات، أوضح السيد القائد أن تحالف العدوان قد فشل في كافة الميادين، وأكد أن اليمن كان حاضرًا ومؤثرًا وفاعلاً في هذه الجولات، وأن العدو الأمريكي والإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أي من أهدافه، بل تلقى الهزائم المتتالية، حيث قال :الأمريكي فشل في المعارك البحرية فشلًا ذريعًا.. الإسرائيلي فشل مع الأمريكي ومع البريطاني.
وأضاف أن الهزائم المعنوية والسياسية للعدو لا تقل أهمية عن الهزائم الميدانية، وأن الشعب اليمني بات أكثر وعيًا ورشدًا وصلابة من أي وقت مضى.
رسائل واضحة .. لا تنازل ولا مساومة
وجه السيد القائد رسالة قاطعة لكل من يراهن على تراجع الموقف اليمني أو القبول بالمساومات، مؤكدًا أن المسار الجهادي مستمر، وأن الموقف المبدئي لا يقبل التفاوض، وقال : لا يمكن أن نسكت في أي مرحلة من المراحل، ولسنا في وارد الذهاب إلى مساومات على مواقف مبدئية إيمانية جهادية قرآنية.
وهذه الكلمات تُعدّ تجديدًا للعهد أمام الله، وتثبيتًا لوجهة السير المبارك، القائم على طاعة الله، والتوكل عليه، واليقين بوعده بالنصر والتمكين.
دعوة للبناء الداخلي الشامل
لم يقتصر خطاب السيد القائد على الجانب العسكري، بل وسّع الرؤية لتشمل الإصلاح الإداري، والنهوض بالجانب الاقتصادي، والعمل في الميدان الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه القضايا لا تتعارض مع المسار الرئيسي، بل تندرج ضمنه، وقال : يمكن أن ننطلق في كل الاهتمامات بشكل صحيح وبنّاء ومفيد، وبروحية وحلول عملية وإيجابية.
وهي دعوة واضحة لتوحيد الجبهة الداخلية، والعمل بمسؤولية وتكامل، دون التفريط بالثوابت أو التهاون في معركة الوعي والبناء.
قائد أمة يرسم الطريق
لقد قدم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، في هذه الكلمة التاريخية، خطاب أمة، ومشروع نهضة، وخارطة مواجهة شاملة، عبّرت عن ثقة كاملة بوعد الله، وعن إيمان عميق بمسؤولية المرحلة، وعن وعي استثنائي بحجم التحديات والمخاطر.
وما يجعل هذا الخطاب محطة فارقة، ليس فقط في توقيته، بل في محتواه المتكامل الذي رسم الأهداف، وأوضح العدو، وحدد الوسائل، ودعا إلى السير بثقة في طريق الجهاد والتحرر والكرامة.
في ظل هذه القيادة الربانية، وهذه الرؤية القرآنية، يواصل شعبنا اليمني مسيرته المباركة، على طريق النصر والتمكين، حاملًا راية العزة والكرامة، متيقنًا بزوال الطغاة والمستكبرين، ومستعدًا لكل الخيارات دفاعًا عن فلسطين، وعن الأمة، وعن المبادئ التي لا تقبل المساومة، ومن ختام ما ورد في كلمته حفظه الله قوله : نحن ماضون بإذن الله في هذا الدرب العظيم، بثقة، وبصيرة، وروحية قرآنية، ولن نركع إلا لله.